اعتبر الخبير الايراني بشؤون غرب آسيا "سيد مهدي سيد افقهي" ان الجبهة المعارضة للرئيس السوري ، فقدت مفتاح السيطرة على المنطقة بعد تحرير حلب من قبضة الارهابيين.

وقال سيد افقهي في حديث لوكالة مهر للأنباء حول زيارة عدد من المسؤولين في سوريا والعراق لطهران بعد تحرير حلب : في ضوء التطورات التي حدثت بعد تحرير حلب ، فقد تغيرت الكثير من المعادلات ، وتغيرت مواقف وحسابات اللاعبين ، اذ ان العديد من الدول الاوروبية  التي راهنت على حلب وكانت تتصور ان السيطرة على حلب سيكون مفتاح الانتصارات في جميع المنطقة.
واضاف : قبل تحرير حلب بشكل كامل ، عقد مجلس الامن الدولي اربع اجتماعات طارئة من اجل القسم الشرقي من حلب ، لكن في الحقيقة فان الطرف الآخر لم يفقد مفتاح السيطرة على حلب وسوريا فحسب وانما على المنطقة برمتها ، وهذه كانت ضربة قاصمة للارهابيين وحماتهم.
واوضح ان الطرف الآخر حاول كسر الحصار المفروض على الارهابيين في شرق حلب الا ان محاولاته باءت بالفشل بعد استخدام روسيا الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع قرار تبنته الدول الغربية ، وكانت اول ازمة اثاروها بعد تحرير حلب حول كيفية خروج الارهابيين من حلب ، معربا عن أسفه عن ارتكاب روسيا اخطاء في التوافق مع تركيا على انهما الطرفان الرابح والخاسر في حلب والاتفاق على خطة ترحيل الارهابيين من المدينة بأسرع وقت ممكن.
ورأى الخبير الايراني بقضايا غرب آسيا ان الروس ارادوا انهاء قضية حلب باسرع وقت واظهار ان الانتصار في حلب تحقق من خلال روسيا  ، مشيرا الى ان ايران وسوريا عارضتا اسلوب خروج الارهابيين من حلب ، وكان من المقرر خروج نصف الارهابيين وعوائلهم مقابل خروح نحو 10 الى 12 شخص من سكان بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين ، لكن اهمال روسيا وتركيا للاسف ادى الى خروج 1200 شخص فقط من سكان هاتين البلدتين.
وتابع قائلا : ان تركيا كانت تعتقد انه بعد تحرير حلب ، فان الجبهات الاخرى في سوريا اصبحت ضعيفة ، كما ان روسيا ارادت تقليل تكاليف الحرب والضغوط الدولية ، لكن بالنسبة لمحور المقاومة فقد كان من السهولة التحرك نحو مناطق مثل دير الزور والباب وادلب  ، ولكن تم اتخاذ قرار حكيم تمثل في اعلان وقف اطلاق نار وهدنة حقيقية في سوريا ، ومن مراقبة الهدنة تمهيدا لاطلاق مفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية.
واردف يقول : ايضا في هذه المرحلة رأينا ان روسيا وتركيا نظمتا خطة وقف اطلاق النار ، لكن بما انهما لاحظتا اعتراض ايران سابقا في قضية خروج اهالي الفوعة وكفريا ، فان الروس استلموا رسالة ايران بانه بدون التشاور مع ايران وموافقة دمشق وطهران ، فان لايحق لروسيا وتركيا التوصل الى اتفاق بينهما ، لذا فان الدول الثلاث ايران وتركيا وروسيا اجروا مشاورات بخصوصو وقف اطلاق النار في سوريا.
واكد الخبير بشؤون غرب آسيا على اولوية المحافظة على الهدنة في سوريا حتى لو حدثت بعض الخروقات والخلاف حول الجماعات المشمولة بوقف اطلاق النار واستثناء داعش وجبهة النصرة باعتبارهما تنظيمات ارهابية ، كما شدد على اهمية وضع آليات لمراقبة وقف اطلاق النار تمهيدا لاجراء الحوار السوري السوري في العاصمة الكازاخستانية آستانه./انتهى/

* اجرى الحوار : محمد مهدي ملكي