وكالة مهر للأنباء - ديانا محمود: ضرورة ملحة وإرادة جدية وادراك واع لأهمية الحوار دفع بمنظمي المؤتمر الدولي للحوار الثقافي بين ايران والعالم العربي الى استضافة 150 استاذا من الجامعات الايرانية الى جانب 85 استاذا ووجها ثقافيا من عشر دول عربية لبدء عمل جدي ينقل الحوار من الفكرة الفردية الى التطبيق عبر آليات يحددها المؤتمرون.
أربع ندوات للحوار الثقافي الايراني العربي عقدت في تونس ولبنان وقطر وايران خلال السنة الماضية بمبادرة من رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية في ايران تجاوبت معها جامعات عربية مختلفة مؤكدة على اهمية الحوار ولاسيما في الوقت الراهن.
يرى أصحاب المبادرة إن التصعيدات التي توتر المنطقة في الآونة الاخيرة الى جانب تحديات أخرى في المجال الاقتصادي والبيئي والتعليمي يستلزم من جميع القوى في المنطقة التعاون والتكاتف في صف واحد لتجاوز هذه العراقيل والنهوض بالمنطقة وتحويل مجرى الصراع من الأقوى في المنطقة الى المنطقة الأقوى.
على الرغم من العناوين السياسية التي يحملها المؤتمر بين سطوره الا إن الحضور الأكاديمي الذي يعطي المؤتمر وجهه الثقافي يصر على مبدأ الحوار من منطلقاته الثقافية في مؤسسات أكاديمية تعرف الأوساط العلمية في مختلف الدول على الآخر ولغته لعل هذه الخطوة تكون الاولى نحو خطوات أخرى في مجالات سياسية واقتصادية وغيرها.
يجب أن نكون متفائلين، المحاولة أفضل من الصمت والإنزواء
وحول هذا الموضوع صرح استاذ التاريخ والحضارة الاسلامية بكلية الآداب والفنون الانسانية بجامعة منوبة في تونس ومدير المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر الاستاذ فوزي محفوظ لوكالة مهر للأنباء إن الغاية من الحوار هو تقريب الافكار من بعضها البعض ولكن هذا لايعني بالضرورة نجاحه ، معتبرا إياه رصد للعمل المشترك في المستقبل قائلا : يجب أن نكون متفائلين.
وأوضح الدكتور محفوظ إن الكثير من الأكاديميين لايعملون في السياسة وحضورهم هنا هو رغبة بضمان الحد الأدنى للحوار، أما عن آليات الحوار رأى مدير المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر إن الوضوح في اختيار منهجية العمل يساعد في نجاحه وحل اشكالات العمل المستقبلي، معتبرا إن المحاولة أفضل من الصمت أو الإنزواء ، والبقاء في القطرية الضيقة.
وبين الدكتور فوزي إن المشتركات في الدين واضحة لكن المستقبل هو ما يجمعنا مع ايران، معتبرا إن التبادل الثقافي بين العرب وايران أمر ضروري وهذا يحتاج الى قرار سياسي او حكومي لوضع ميزانيات لهذه الاعمال، معتبرا ان الخلافات بين ايران والعرب يجب أن لا تمنع الحوار العلمي، مضيفا : ان الحوار ضروري داخل كل بلد ، مشددا على إن الحوار العربي - العربي ضرورة ملحة إيضا.
ورحبت الباحثة اللبنانية في شؤون النفط والغاز ليندا تنوري بالدعوة الايرانية للحوار العربي الايراني، واصفة الحوار بالاطفائية التي تخمد نار الازمات، مضيفة : إن التاريخ أثبت إن القوة العسكرية لن تقدم الحلول المطلوبة منطلقة في ذلك من تجربة لبنان في هذا المجال.
واشادت الدكتورة تنوري بالمؤتمر الدولي للحوار الثقافي العربي الايراني بهدفه وتنظيمه ودعوته للنخب لبدء الحوار ونقله نحو معركة المستقبل والتطور.
القلاقل الحالية بين الشعوب في المنطقة تأتي من عدم المعرفة فلابد من قنوات تنقل المعرفة ثم الحواروأوضح الباحث في الشؤون الدينية الدكتور العوضي من عمان ان الحوار ضروري داخل الاسرة قبل الذهاب الى الحوار في الدولة ولايمكن من محاورة الآخر دون توحيد الصفوف، معتبرا الخلاف موجود ولا أحد يريد القضاء عليه بل نريد نشر ثقافة التقارب والحوار، معتبرا ان نقطة الخلاف الر ئيسية بين دول المنطقة هي سياسية الا ان الاشاعات وعدم معرفة الآخر شدد الخلاف، مصرحا لمراسلة وكالة مهر للأنباء إن اقتراحه لآليات الحوار تتضمن انشاء قناة تلفزيونية تدعو للحوار، وتعليقا على سؤال المراسلة على ضرورة وجود حوار عربي -عربي أشار العوضي إلى إن الحوار مطلب ديني وقومي وانساني ولا شك من وجود حوار عربي - عربي ثم حوار اسلامي ثم عالمي، منوها الى ان القلاقل الحالية بين الشعوب في المنطقة تأتي من عدم المعرفة فلابد من قنوات تنقل المعرفة ثم الحوار.
وفي رؤية أخرى رأى استاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الاستاذ وليد عربيد في تصريح لوكالة مهر للانباء إن الحوار بين الامم يتطلب اخلاقية واعتدال لفهم الآخر منوها ان الحوار يجب أن يرتكز على مصالح وإلا فإن الفراغ سيخلق تطرف كما هو الحال اليوم
وثمن الدكتور عربيد دور الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تمكنت من النهوض وشق طريق مستقل فيما تتصارع الدول العربية، داعيا الى الحوار في مختلف اقطابه العربية والاسلامية والآسيوية المسلح بالفكر والعقل بعيدا عن العقليات القبلية وبمنهج انساني يرتقي الى ضرورات المرحلة عالميا، معربا عن تفاؤله الشخصي في نجاح هذا الحوار كخطوة اولى في دائرة حوار أعمق.
الصراع الاقليمي الحالي اغلق ابواب الحوار على من اختاروا صداقة اسرائيلاما السيدة روعة الكيالي الاكاديمية السورية من جامعة حلب السورية فهي ترى إن بعض الصراعات في المنطقة أغلق بعض محاور الحوار الذي فشل واصبح معدوم ، معتبرة إن الخيارات اليوم لصفوف الصراع هي من تحدد أوجه الحوار ، واوضحت إن الصراع الاقليمي الحالي اغلق ابواب الحوار على من اختاروا صداقة اسرائيل وابتعدوا عن المشروع الواضح.
ورأت الاكاديمية السورية إن مبادرة الحوار الايراني- العربي فرصة لابعاد التشويه المتراكم بين الطرفين، معتبرة إن أهم آليات هذا الحوار هو التعريف بالجوار تعريفا يبدأ بالقواعد والخلايا الضيقة مرورا بالنخب.
ورأى الاكاديمي اللبناني الدكتور كميل حبيب إن على جميع القوى في المنطقة الايمان بإن الحوار هو الحل الوحيد للازمات، معتبرا إن مايجمع المنطقة أمران هما النبي محمد (ص) وفلسطين، ومن يريد الخروج من الصراع مع اسرائيل لايحتاج إلى شن عداء على ايران وتغيير الحقائق فهي شريك اساسي في المنطقة.
تباعدت آراء المجتمعين وتمتزجت أهدافهم فالجميع يرغب في رسم جسر يعبر عنه الى الآخر على أمل ردم الهوة وتوحيد الصفوف.
لم يعرف المؤتمر الدولي للحوار الثقافي الايراني العربي نقاط الخلاف وإن أشار اليها الحاضرون بلونها السياسي، فالهدف ليس حل الخلاف او زواله بل في القدرة عل تجاوزه وتشكيل خارطة أقوى للمنطقة بعيدا عن الصراعات التي تدعمها قوى الامبريالية لتجزئة المنطقة واستغلالها.
ينتظر الحضور وأصحاب الفكر وجمهور غفير من مؤيدي الحوار بارقة نجاح عملية للحوار الايراني -العربي خارج قاعات المؤتمرات وأيام المهرجانات، عاقدين طموحاتهم في التخلص من الصراع وتأمين الاستقرار للمنطقة على نجاح الحوار وتوسيعه ليشمل كل الدول العربية والافليمية فيما بعد. /انتهى/.