أكد صديق الشهيد جهاد عماد مغنية ان جهاد كان یقود مجموعة من الجنود فی إختصاصات متعددة علی جبهة الجولان المحررة وجبهة الجولان المحتلة بهدف إنتاج بیئة مقاومة فی هذه المنطقة تستطیع أن تستمر وتبدأ بحرکة شبیه حرکة المقاومة فی جنوب لبنان.

وقال صديق الشهيد في حديث لوكالة مهر للأنباء ان جهاد عندما أستشهد کان عمره 23 سنة ولقد حقق في هذا العمر الصغیر إنجازات کبیرة جدا مضيفا انه منذ إستشهاد والده أي عندما کان یبلغ من العمر 18 سنة حتی وصل إلی 23 سنة کانت حرکة تطوره حرکة تطور سریعة جدا علی کافة الجوانب منها الشخصیة و القدرات الذهنیة و الإدراکیة و التحلیلیة. وتابع إنه کانت شخصیة فریدة جدة وهو أستشهد فی منطقة حساسة جدا أی منطقة الجولان المحتلة.

واعتبر ان جهاد أستشهد لأجل ملف یُعنی بالقضیة الفلسطینیة وهو ذهب لیعمل مع الآخرین من إخوانه من المقاومین فی أرض جدیدة فی مواجهة العدو الإسرائیلي.

ولفت الى ان الأمر الملفت أکثر هو أن الفریق الذی عمل معه جهاد أستشهدوا أي الشهید دانیال، و الشهید إیهاب، و الشهید کاظم. هؤلاء الشباب أیضا أعمارهم لایتجاوز 26 سنة هم أیضا شباب صغار وجهاد أصر منذ بدایة العمل علی أن یکون فریق العمل هم شباب أصحاب طاقات و مهارات معتبرا ان هذه هی الثورة بحد ذاتها وطبعا فی خلفیة العمل هناك مستشارون و لکن فریق العمل کان یتشکل من الشباب.

وتطرق الى شخصية والد جهاد "حاج عماد" معتبرا انه لم یکن فقط مقاوما فی حزب الله لا بل هو کان قائدا علی مستوی الأمة الإسلامیة وکانت أصداء أعماله فی مختلف الدول الإسلامیة. حيث قدم كثيرا للعراق و للسودان و باقی الدول الأخری.

واشار الى ان جهاد حاول بقدر المستطاع أن یأخذ ما یستطیع من کنز عماد مغنیة وعملیا لا نستطیع أن نفهم شخصیة جهاد إذا لم نفهم شخصیة عماد و هو أحد ثمرات الحاج عماد وکل ما لدیه کان من والده.

واستذكر ان الحاج عماد وقبل الإستشهاد كان یهتم بجهاد کثیرا من خلال إرساله إلی المراکز العسکریة  وتعریفه للمهارات المختلفة فی العمل العسکری إضافة إلی المعرفة الثقافیة والمعرفة العلمیة فکان الحاج عماد مهتما جدا بهذا الجانب حتی أنه أرسل جهاد إلی الجامعة وأوصاه بألا یترک الجامعة موضحاً ان جهاد كان یتمتع بمیزة جیدة فی جمع العلوم وتعلمها و کان هو سریع جدا في هضم المعلومات والإستفادة من المعلومات و هو قام بجولة کبیرة علی کافة العلوم العسکریة فکان مثلا إذا لم یکن یتمتع بالصلاحیة للدخول إلی الدورات العسکریة بسبب عمره الصغیر کان یأخذ النصوص المتعلقة بالعلوم العسکریة و یطالعها و یذهب إلی أصحاب والده و یبدأ بالسؤال منهم. من ثم کان یطبق ما تعلمه من العلوم العسکریة من دون الذهاب إلی الدورة العسکریة.

وحول مرحلة الجامعة قال:  وقف جهاد علی مفترق الطریق و التفاضل بین «العمل الثقافی التعبوی» و «العمل العسکری الأمنی» الذی کان یرغب إلیه کثیرا ففضل العمل الثقافی التعبوی علی العمل العسکری الأمنی لأنه عرف أن الأولویة هو الإهتمام بالشباب و فتح الفرصة لهم و تربیتهم لخدمة حزب الله فعمل علی برنامج مکثف لهم إهتم فیهم فضلا عن یمضی أوقات فی الترفیه معهم و فی أن یکون أخا لهم. فحاول خلال سنتین خلق بیئة تنتج کادر نموذجی لحزب الله فی داخل الجامعة و نجح فی هذه المهمة لأن الأشخاص الذین کانوا ضمن هذا البرنامج فعلا هم ممیزون و المساحة التی صنعها جهاد فی الجامعة الآمریکیة آثارها مازالت قائمة و هی فی حالة تطور دائم.

وتابع: بعد إنتهاء مرحلة الجامعة رجع جهاد إلی ما کان یرغب إلیه أی العمل العسکری فذهب فی أول مهمة له. کان هو مسؤول الأرکان فی منطقة فی الشام عندما کان عمره 22 سنة. ذهب فی بدایات الحرب إلی سوریا و إستلم مهمة معینة فی الشام.

واشار الى إنتهاء مرحلة عمل جهاد فی الأرکان حيث أصبح یرکز علی المجالات التی یریدها و فی آخر سنة من عمره بدأت شخصیته الدینیة و العرفانیة تشهد تطورا ملحوظا شیئا فشیئا. واعتبر ان کان جهاد كان فی کافة مراحل عمره ملتزما دینیا جدا و لکنه أصبح یهتم بالمسائل الدینیة أکثر فأکثر فی آخر سنة من عمره.

واستذكر انه فی یوم من الأیام عندما إستلم ملف الجولان بدأ یتکلم عن الشهادة و بدأ یقول أنا شهید معتبرا ان إقبال جهاد علی السلوکیات العبادیة کانت کثیرة جدا حيث کان یصلی صلاة اللیل و یناجی صاحب الزمان (عج) و یبکی و یبکی و یبکی. هذه فی آخر سنة من عمرها.

واكد ان جهاد استخدم فی ملف الجولان کل ما کان لدیه من تجربة و العلم فی هذا الملف بينما کان یستطیع أن یکون شابا عادیا و أن یبقی شابا من عائلة الشهداء و لکنه کان یصر علی العمل و تقدیم الخدمة لحزب الله./انتهى/