اكدت استاذة اللغة الفارسية في لبنان الدكتورة دلال عباس ان الإقبال على اللغة الفارسية في لبنان كثيف وتعلّمها متوفر في المعاهد والمستشارية الثقافية للجمهوريّة الاسلاميّة في بيروت إلى جانب اللغتين الإنكليزية والفرنسية معتبرة ان من لم يقرأ الشّعر الفارسي ثقافته الاسلامية منقوصة.

كرّم وزير العلوم الإيراني ومدراء أقسام اللغة الفارسية في العديد من الجامعات الإيرانيّة 3 من أساتذة اللغة الفارسية الأجانب قبل حوالي الأسبوعين في طهرانوبهذه المناسبة أجرت وكالة مهر للأنباء حوارًا مع أستاذة اللغة الفارسيّة في لبنان الدكتورة دلال عباس الّتي كرّمت خلال اللقاء.

والحوار كان على الشكل التّالي:

*كنت من بين الأساتذة الثلاثة الّذين تم تکریمهم في طهران. ماذا تفيدينا عن أجواء التكريم؟

يجري في طهران كل سنتين أو ثلاث سنوات تكريم لأساتذة اللغة الفارسية المتواجدين خارج إيران، لكن هذه السّنة تم دعوة مديري أقسام اللغة الفارسيّة في الجامعات الإيرانيّة والخبراء في الشأن الإيراني حيث كنت أنا من بينهم من منطلق أنّي أستاذة للغة والأدب الفارسي والكتب والتّرجمات التي كتبتها عن الثقافة والأدب الفارسي. التكريم شملني وأستاذين آخرين أحدهما تركي الجنسية لديه فعالية في هذا المجال من أصل 100أستاذ غير إيرانيّ كانوا متواجدين في التكريم.

*ما هي ضرورة تعلّم اللغة الفارسيّة في لبنان؟ وكيف تصفين الإقبال على تعلّم اللغة الفارسيّة، وما هي مظاهرها في لبنان؟

هناك إقبال كثيف من قبل اللبنانين على اللغة الفارسيّة لجهة سهولة تعلّمها حيث تشترك مع اللغة العربية في نسبة كبيرة من الكلمات المشتركة، حيث أن اللبناني معروف بإتقان اللغات الأجنبية إلى جانب اللغة الأم العربية إن كانت الفرنسيّة أو الإنكليزيّة وانضمت الفارسية أخيرًا إلى جانب اللغات التي يتعلمها ويتقنها اللبناني حيث أنّه يعرف خطها ورسم الحروف المتشابهة مع اللغة العربيّة، بالإضافة إلى أن قواعد اللغة الفارسية شبيهة باللغة الفرنسية التي يتقنها المواطن اللبناني.

الإقبال على اللغة الفارسية في لبنان كثيف وتعلّمها متوفر في المعاهد والمستشارية الثقافية للجمهوريّة الاسلاميّة في بيروت أو في بعض المدارس التي تدرس اللغة الفارسية كلغة أجنبية إلى جانب اللغتين الإنكليزية والفرنسية، لكن الشّرط لإتقان اللغة هو الرّغبة في تعلّمها، وأن يبذل جهودا حثيثة لهذا الأمر وأن يستمر في استعمالها والتحدث بها.

أنا شخصيًّا كان دافعي هو ترجمة أطروحة الدكتورة عن الشيخ البهائي، وتابعت ذلك باذلة جهود مضنية على مدى أكثر من 35 سنة، وأصبحت الآن أهم مترجمة في هذا المجال في الشّرق الأوسط.

*ما هي أهمية ترجمة آثار الأدب الفارسي إلى الللغة العربية؟

هناك أهمية بالغة لنقل آثار الأدب الفارسي إلى العالم العربي كالفلسفة والفقه وكتب المجتهدين، حيث أعتبر أنه من لم يقرأ الشعر الفارسي الراقي والسّامي فثقافته الإسلامية منقوصة. فالشعر الفارسي بمعانيه السّامي والرّاقي هو موجّه للإنسان بالدّرجة الأولى مهما كان لونه وعرقه ودينه، والمعاني المتواجدة في اللغة الفارسية قد لا نجدها متواجدة في العالم كلّه.

*إلى أي مدى يصح القول بأن القيمة الأدبية لأي لغة تسقط من خلال الترجمة؟

ليس الأمر صحيحًا في النثر، لكن في الشّعر لا تؤدّي التّرجمة المعنى البعيد حيث لا نستطيع أن ننقل الشعر شعرًا إلى العربيّة، لكنّ يمكن نقل القيمة الأدبية للشعر الفارسي. ولإدراك المعنى البعيد للغة والأدب الفارسي فإنه ينبغي تعلّم اللغة الفارسيّة لتذوق المعاني الرّاقية للأدب الفارسي.

*ما هي دعوتك إلى تعلّم اللغة الفارسيّة من أجل تذوق الأدب الفارسي؟

أنا أدعو إلى تعلم اللغة الفارسية والصبر في هذا التعلم لإتقانها. واليوم هناك مجالا أوسع لتعلم اللغات واللفظ بشكل كبير لم نكن متاحة سابقًا./انتهی/

أجرى الحوار: حسن شكر