بلغت الثورة السّلميّة في البحرين مراحل حساسة في هذه الأيام بعد سنوات من انطلاقها، حيث أقدم نظام آل خليفة على نزع الجنسيّة عن المرجعيّة الدينية للشعب البحريني "آية الله عيسى قاسم" بينما قام الشعب البحريني بدوره بالدّفاع بأجساده العارية عن قائده آية الله عيسى قاسم الّذي يقطن منطقة الدراز غرب العاصمة البحرينية المنامة.
وتسعى السلطات البحريّنيّة إلى إخراج الشيخ عيسى قاسم من البحرين من خلال توجيه اتهامات باطلة إليه من خلال محاكمات صوريّة.
ومن المقرر أن تجري محاكمة الشيخ عيسى قاسم بعد حوالي الأسبوعين وبعد تأجيلات عديدة بعد مظاهرات نفذها الشعب البحريني رفضا لمقاضاة الشيخ قاسم.
وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع أمينة عام منظمة "حراس حقوق الانسان" تارا رينور اوغريدي جاءت على الشكل التالي:
*كيف تقيمين الاحتجاجات التي تجري في البحرين ضد نظام آل خليفة؟ هل هي احتجاجات تتصف بالعنف أم أنها سلميّة من أجل الوصول إلى هدف معيّن؟
الشّعب البحريني يعلم رغبة النظام بأن يحول هذه الاحتجاجات الى احتجاجات عنيفة، من أجل قمعها. مثل هذه الحركات لا تعمل خلافا لمعتقداتها وهي لا تألو أي جهد سلمي يتيحه المجتمع الدّولي من أجل الوصول إلى حقوقها. على الرّغم من ذلك فإن النظام البحريني لا يسعى الى اجراء مفاوضات بنّاءة للتوصل الى حل.
ولذلك يمكن مشاهدة قوات الشّرطة وهي تشن حملات على القرى البحرينية بهدف الانتقام من المختجين. إزاء هذا الأمر يعدّ الدّفاع عن القرى في وجه حملات السلطة العنيفة، فرصة من أجل وقوع اشتباك حيث يمتلك السّلاح احد الطرفين وهو النظام البحريني. ومن الواضح وبالتوجّه إلى أعداد المعارضة التي تتواجد فإن أي اشتباك مسلّح سيؤدّي إلى حمام من الدماء.
*ماذا يعني إقدام السلطات البحرينية على محاكمة المرجع الدّيني "الشيخ عيسى قاسم" بعد إعدام النشطاء السياسين الثلاثة؟
يعتبر الشيخ عيسى قاسم من المقامات الأكثر احتراما في المجتمع البحريني حيث أن الشيعة في البحرين يتبعونه، ويملك تأثيرا على الشّعب البحريني أكثر من آل خليفة. وتحاول سلطان البحرين أن تنتهج نفس المسار الّذي اتبعه النظام السعودي مع الشهيد الشيخ "نمر النمر".
وآمل أن يكون تأخير محاكمة الشيخ نمر النمر ناشىء عن حكمة أحد مسؤولي أو مجموعة مسؤولين في النظام، على الرغم من أن النظام البحريني لا يعير أذنا صاغية للمطالبات الدوليّة قلق المنظمات الحقوقيّة حول حقوق النّاس في البحرين.
كما أن الإعدامات الأخيرة التي أقدم عليها آل خليفة جاءت نتيجة للعلاقات العسكرية والاقتصادية التي تجمع البحرين بأميركا وبريطانيا وكذلك الدعم السّعودي اللامحدود للنظام البحريني.
*كيف تعتبرين ،باعتبارك مدافعة عن حقوق الانسان، معارضة النظام البحريني إجراء الطقوس الشيعية في البحرين؟ ألا يعتبر ذلك منافيا لقرارات الأمم المتحدة؟
أنا أحترم عقائد الآخرين، ومن المعيب أن يمنع شّعب من الطريقة التي يعبد فيها ربه، ومن المؤسف مهاجمة علمائه واعتقال وقتل شعب بمثل هذه الاتهمات.
*لماذا تصر الدّول الغربية على تسليح بعض الأنظمة العربية على الرغم من جرائمها المستمرة؟
الإقتصاد هو ما يهم الدّول. وآلة الحرب لا بد لها من تمويل ما.
*لماذا لا نشهد ردة فعل أقوى من قبل المجتمع الغربي كالحملات الدّعائيّة التي تجري ضد الحكومة السّوريّة؟
هذا أمر يدعو للتعجب ففي حين أنّه في أمور مشابهة، نرى "المعارضة السّوريّة" مسلحة، بينما المعارضة البحرينية سلمية بالكامل.
والمجتمع الدولي على علم بما يجري في البحرين، لكنّه بحيث أن الولايات المتحدة وبريطانيا والسّعوديّة تمتلك نفوذا في البحرين وتجمعهم علاقات طيبة مع العائلة الحاكمة فإنهم يفضلون الرّبح الناتج عن هذه العلاقات بدلا عن إدانة جرائم النظام البحريني التي تؤدي الى تعكير العلاقات بينها./انتهی/
أجرى الحوار: محمد مظهري