بيد أنه بالفعل يتجه نحو مهر مهر آباد ويفلت نفسه من الأزمة بحجة وعكة حصية تقلع الطائرة وينقطع خيط السبحة وتقع الأمور بيد بختيار رئيس الوزراء لا يعتقد الرجل بتلطيف الأجواء فقام بوجه الناس بلئيم القوم ثم بالايعاز الى رجال الأمن ان اقتلوهم حتى يكون كل ميت عبرة لكل حي! لكن العبرة هي ليست للشعب بل لحاكمها الجائر الذي تجرأ على أمة تجرات بقول مطالبها جهرا.
يعود الإمام الخميني من المنفى في ذروة الأحكام الطارئة وحظر التجوال ويتحدى الصنم ويكسر شوكته وبعودته يبدأ العد العكسي للإنتصار.
قد خرج الثائرون من التحدي الأكبر أمامهم، انهم لم ينتقموا من هذا وذاك تحت تأثير نشوة الانتصار منتجين حالة بهلوية أخرى تغيب فيها سلطة القانون، بل تميزت ثورتهم بتحولها الى دولة ايران الثورة اذ هي علامة فارقة في التاريخ المعاصر.
تلك ايران التي كانت كاسرة للأمواج في الخليج ومحل تمرير السياسات الغربية وتنفيذها، تلك التي قد ألفت في عهد الشاه على الدعم الدولي وخاصة الأمريكي حتى أصبح بندا ثابتا في الميزانية، تلك التي قد أصبحت حالة صارخة في ادمان العون والعطايا الدولية تتغير ويتغير كل شيء معها، فالشعوب تحدد مصير اوطانها رغم محاولة البيت الابيض حتى آخر الدقائق لمد طوق النجاة لمن يريد القفز من القارب الغارق.
هذه المرة ليست الثورة في واد سحيق! بل نصر مؤزر وواقع مفروض.
لقد أفاقت الشعوب بعد سبات عميق.
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان..
الكاتب زين العابدين الحيدري.