اكد الكاتب و المحلل السياسي طلال عتريسي ان عقلية الادارة الجديدة للولايات المتحدة هي عقلية تجارية وتتعامل على اساس الربح و الخسارة مع العالم لاسيما السعودية ما يجعلها ان تقدم المزيد مقابل الحماية.

وفي حديث لصحيفة "القدس" الايرانية تطرق  طلال عتريسي تطرق مدير مركز الدراسات الاجتماعية والتربوية في بيروت طلال عتريسي الى اسباب ظهور الازمة السورية وايضا اسباب تأزم العلاقات مابين بعض الدول الاسلامية في الشرق الاوسط. وفيما يلي نص الحوار:

*في رأيكم ما هي الاسباب الاساسية للأزمة السورية؟ هل هي خلافات طائفية او مؤامرة اجنبية ضد الشعب السوري؟ وهل تعتقد ان الشعب السوري قادر على احتواء الازمة نهائيا والعودة الى التعايش السلمي بمختلف طوائفه بعد هذه المرحلة العصيبة؟

انا اعتقد ان الازمة السورية لها بعد داخلي يتعلق برغبة السوريين في تحقيق تغيير ما واصلاح معين وهذا ما ادركته القيادة السورية الحالية مبكرا وقامت باجراء تغييرات وتعديلات في الدستور. لكن الجانب الاهم في الازمة السورية هي المشاريع خارجية، اقليمية ودولية التي ارادت تغيير النظام، واستبداله بنظام آخر يمارس سياسات مختلفة تنسجم مع السياسات الامريكية ودول الخليج الفارسي.

هذا هو الوجه الطاغي للازمة السورية. بنسبة للسؤال الثاني ، انا اعتقد ان الشعب السوري لغاية اليوم استطاع ان يدرك ابعاد هذه المؤامرة اكثر من السنوات الاولى لبداية الازمة. في السنة الاولى والثانية ربما كان تاثير الاعلام قوي علي الشعب السوري ولكن ما حصل بعد ذلك من ممارسات التنظيمات المتشددة مثل داعش وغيرها، ادرك الشعب السوري ان الامن والاستقرار والعودة الى النظام افضل من كل هذه المنظمات لهذا السبب اظن ان من الممكن ان يعود الشعب السوري الى ما كان عليه ولكن هذا الامر يحتاج وقتا طويلا لان الانقسامات التي حصلت كانت انقسامات قاسية وصعبة.

* ما هي كواليس تأزم العلاقات بين الدول الاسلامية في الشرق الاوسط؟ لماذا تتهرب بعض الدول الاسلامية من الحوار مع دول اسلامية اخرى وتفضل ان تثق بالغرب ولاتثق بالدول الجارة؟

لأن هذه الدول لاتملك قرارا مستقلاً ودائما تعتمد على الغرب وتعتمد على حماية الغرب وقبل ان تفعل اي شيء تفضل ان تنسق مع الغرب وتتفاهم معهم قبل من التفاهم مع اي دولة اسلامية، خوفا من ردة فعل الغرب. التفاهم مابين الدول الاسلامية يجعل كلا من الدول الاسلامية اقوى امام الغرب ولكن للأسف هذا التوجه غير مورود لدى بعض الدول الاسلامية.

*هل تعتقد ان الاسلام قادر ان يجمع شمل الدول الاسلامية بعد التحديات التي هددت ومازالت تهدد العالم الاسلامي او نحتاج الى ايديولوجيا جديدة؟

الفكر الاسلامي يستطيع ان يجمع الناس لانه فكر مشترك مابين مئات الملايين يمكن ان يجتمعوا على هذا الفكر ويمكن ان يختلفوا على ادارة الحكم في البلدان. ولكن المشكلة هي ليست في التفكير الاسلامي بل في التبعية للغرب التي تخلق المشكلات والتباعد مابين المسلمين. نرى عبر التاريخ ان المسلمين اجتمعوا على الفكر الاسلامي وكانوا متفاهمين على جانب الفكر العقائدي ولكن الفكر الخارجي هو يبعد المسلمين ويفرقهم والاولويات التي يلتقي عليها المسلمون هي موضع خلاف.

*بنسبة للرئيس الامريكي الجديد ترامب هل تعتقد بانه سيقوم ببعض التعديلات في السياية الخارجية في المنطقة او سيذهب الى شن حروب جديدة؟

ترامب اليوم يفاجيء كل الحكومات وليس فقط الحكومات الاسلامية بسياساته والاجراءات التي يتخذها وكما تعلمون ان هناك حركة معارضة له داخل الولايات المتحدة بريطانيا وفي فرنسا ودول اخرى ، ولكن انا لااضن انه يتجرء ان يشن حروب على ايران او غير ايران لان الداخل الامريكي لن يوافق والعالم لن يسير معه في هذه الخطوة.

*أكد ترامب ان نظرته للدول العربية ك"بقرة حلوب" ما هو تعليقك في خصوص هذا التصريح؟

الرئيس الامريكي يعتقد ان السعودية هي بقرة حلوب. فعلى السعودية ان تدفع مقابل الحماية الامريكية والاسحة وماشابه ذلك. الولايات المتحدة تتعامل بنفس الطريقة مع الاتحاد الاوروبي. حماية الاتحاد الاوروبي عن طريق الحلف الاطلسي سوف لن يكن مجانا بعد اليوم. هذه هي عقلية الرجل الاعمال الذي يتعامل مع العالم على اساس الربح والخسارة. واعتقد ان السعودية لن تخرج عن هذا الاطار فانها مستعدة لشراء المزيد من الاسلحة وتقديم المزيد من المال خوفا من سحب الحماية الامريكية لها./انتهى/

أجرى الحوار: محمد مظهري