وكالة مهر للأنباء – مريم معمارزاده: تمر علينا هذه الايام الذكرى السابعة لإنطلاق الثورة البحرينية المباركة التي أنجبت ابطالا ومكنت الشعب البحريني من القيام باستعادة حقوقه المشروعة ومواجهة النظام الذي يريد القهر وخلق الفتنة ، لاسيما بعد البطش الذي قام به النظام في الاسابيع الاخيرة من تنفيذ احكام اعدام وقتل وحبس ومحاصرة منازل رموز المعارضة والثورة السلمية.
في هذا السياق اجرينا حواراً مع المفكر والناشط السياسي والصحفي البحريني سعيد الشهابي وفيما يلي نص الحوار:
* فجر يوم الخميس التاسع من الشهر الجاري حصلت جريمة اخرى على يد النظام البحريني حيث قتل ثلاثة من شبان المعارضه البحرينة بتهمة محاولتهم الهروب الى ايران، وقبل حوالي شهر قام بتنفيذ حكم الاعدام بحق ثلاثة شبان من الناشطين السياسيين كانوا قد شاركوا في اعتصامات سلمية واتهمهم نظام ال خليفة بارتكاب عمليات ضد عناصر امنية ، فماهو تاثير هذه الافعال الاجرامية على مسار الثورة البحرينية والتی نعیش الذكرى السابعة لانطلاقها هذه الايام؟
الثورة البحرينة التي ستدخل في عامها السابع خلال ايام قليلة ، تزداد ذروتا وصموداً واباءاً بدماء الشهداء. هي ثورة سلمية اعجبت العالم حيث وقف الكثير من المناضلين في العالم اجلالاً وتقديراً لها. هذه الثورة التي تتحدى النظام الحاكم في وجوده وشرعيته وتتحداه في شرفه وكرامته ان كان له شرف وكرامة. استمرار هذه الثورة بكامل نشاطها وفعاليتها بعد ستة اعوام من القمع المتواصل وكل ما يمارسه النظام الخليفي من اعتقال وحبس وتعذيب وقتل وابعاد، أمر يزعج نظام آل خليفة بشكل كبير.
هذا النظام يعرف جيداً أنه عند خروجه امام العالم، الآخرين ينظرون اليه بعين الاحتقار وان نظرائه في مجلس تعاون الخليج الفارسي ينظرون اليه نظرة عبد صغير لا يملك لنفسه قرارا و لولا الدعم الخارجي لما كان استمر في بقائه. جميع حكام المجلس هم ينتمون الى البلد الذي يحكمونه ولكن بنسبة لنظام آل خليفة ، فهؤلاء جاءوا من خارج البلد، في الحقيقة انهم محتلون ويعتمدون في وجودهم على الاجنبي وعلى المرتزقة الذين ياتون بهم من انحاء العالم والجيوش النظامية كالحتلال السعودي و الاماراتي. هذا النظام يعتمد تماما على الاخرين ويعرف لو يبتعدون عنه قليلا لسقط و هوى وانتهى. نظام آل خليفة لم يعد يمتلك شيئاً من الشرف والكرامة والانسانية والاخلاق. فإنه انتهى انسانياً ويريد ان ينتقم من الذين سلبوه الكرامة والشرف.
ولكن الشعوب لا تهزم. مهما طالت المعارك فإنها قد تنهزم في معركة ما ولكنها لا تبقى مهزومة بل ستنتصر في النهاية. كما شاهدنا في عهد صدام ورغم كل ما كان يمارسه من اساليب قمعية وقتل وتعذيب وابعاد، فالشعب لم يركع له ابداً. التاريخ هو خير شاهد على ان الطغات والانظمة الدكتاتورية هي التي ستهزم في نهاية المطاف والشعوب تنتصر. فلذلك انا اتوقع انتصاراً لشعب البحريني لأنه شعب لايهزم وكلما ازدادت الدماء يزداد صمود هذا الشعب.
* في ضل هذه الاعمال الإجرامية من قتل وقمع واعتقال وتنفيذ احكام اعدام بحق المعارضة السلمية، كيف تتوقع ان تكون مسيرة الاحتفاء بذكرى ثورة 14 فبراير في هذا العام؟
قبل حلول هذه الذكرى شهدنا استعدادات وخروج وتمرد واحتجاجات. ومن ناحية اخرى نرى ان هذا النظام جاء بعشرات الآلاف من العساكر وهذا عدد كبير بنسبة لبلد صغير من حيث النسمة والمساحة. لااعتقد انه يوجد بلد في العالم لديه من القوات الامنية والشرطة والآليات ما لدى هذه العصابة. كل قوى الشر في العالم تقف مع هذا النظام وتمده مادةً وسلاحاً وبشراً. كل هؤلاء القوى جاؤوا للاجهاض على ثورة شعب مسالم ولكن ما استطاعوا ان يكسروا شوكته. فهناك رغبة شديدة للانهاض وإحياء الثورة في ذكراها ولكن من الناحية الاخرى عندما يقوم النظام بارتكاب عمليات قمع اجرامية مثل الذي شهدناه يوم السبت في منطقة الدراز حيث حاولت قوى النظام قمع المتظاهرين بإستخدام غازات كيمياوية وسمية وغازات مسيلة للدموع بشكل كثيف وايضا اسلحة الشوزن ، فهذا الشيء يعرقل مشاركة الشعب في هذه الذكرى. ومع ذلك انا اتوقع حضور هذا الشعب وايضا سنرى المواجهات والتصعيد والضحايا كما شاهدنا يوم السبت في منطقة الدراز التي يمارس النظام عمليات قمع شنيعة فيها، يجوعها ويمنعها من الصلاة الجماعة والجمعة ثم يجهض علي مواطنيها بالقتل والتعذيب والحبس والاختطاف القصري الذي يختطف فيه الانسان ولا يُعرف عن مصيره كما هو الحال مع سيد علي الدرازي، فباتالي نحن في البحرين في مواجهة مع نظام اشرس واكثر سوء من الاحتلال الصهيوني ومع ذلك الشعب البحريني لم ولن يبقى صامتاً مكتوف اليدين وانه سيخرج انشاء الله وسينتصر بانهاية بإذن الله لأن هذا هو الوعد الالهي للمؤمنين والصابرين.
* نظرا للمجازر التي ذكرناها من عمليات قتل وقمع واحكام اعدام نُفذت وايضا اصرار النظام على محاكمة الشيخ عيسى قاسم واسقاط الجنسية البحرينية عنه واعتقال قيادي في حركة الوفاق، خليل مرزوق وحل هذه الجمعية وغيرها من اعمال اضطهاد، فهل تعتقد ان هذه الاعمال هي محاولة من النظام لتصفية رموز المعارضة والثورة البحرينية وقمعها بشكل جذري؟
منذ ستة اعوام تواجه المعارضة واركان المعارضة القمع والحبس والمحاصرة. حتى الجمعيات السياسة التي سارت في المسار السياسي الذي رسمه الطاغية قبل عشرة اعوام قد قُمعت. رئيس جمعية الوفاق الان في السجن، ابراهيم شريف سجن لسنوات والان مازال محاصر ومطارد، الشيخ محمدعلي محفوظ رئيس جمعية العمل الاسلامي سجن لخمسة سنوات والان هو ايضا محاصر ومطارد، استاذ فاضل عباس رئيس جمعية تجمع الوحدوي هو الاخر الذي الان في السجن لأنه انتقد العدوان السعودي على الشعب اليمني. فبالتالي نرى ان القوة السياسية التي كانت تعمل ضمن مشروع هذا النظام قمعت. واما بالنسبة للقوى الثورية، منذ الايام الاولى للثورة اقدم النظام على قمعها وبعد مرور شهر واحد من انطلاق الثورة تمت تصفية الأول والآخر من رموز الثورة. سماحة الشيخ عيسى قاسم هو الدرع الاخير لهذا الوطن وهذا الشعب ومع ذلك هو مستهدف من قبل النظام. هذا النظام يشعر ان كرامته قد كسرت ومرغت وانه يرى كل يوم الشباب يدوسون على صوره في الشوارع ويهتفون "يسقط حمد" ومن ثم يرفعون ويهتفون بإسم الشيخ عيسى ويدعون له بالنصر ويتجمع الثوار عند منزله للدفاع عنه ولذلك هذه الامور تفجر الغيض والحقد لدى آل خليفة وهو يريد ان ينتقم. ولكن علمائنا الابطال انشاء الله منتصرون جميعاً بالارادة الالهية وليس بدعم الاجنبي.
* ما هي ردة فعل منظمات حقوق الإنسان سواء ان كانت داخل البحرين وخارجها والمنظمات العالمية لحقوق الانسان مثل هيومن راتس ووتش تجاه ما يرتكبه نظام ال خليفة من قتل واعدام واعتقال للمعارضين لهذا النظام؟ هل ستكون هناك خطوات عملية وملموسة من قبل هذه المنظمات؟ هل يمكن ان تتحول الإدانات الى قرار قد يصدر من مجلس الأمن الدولي؟
هناك نوعان من العمل الحقوقي الدولي يجب ان نميز بينهما، النوع الاول هي منظمات المجتمع المدني وهي تتمثل بمنظمات العفو الدولي وهيومن رايتس ووتش والعشرات المنظمات الاخرى التي بدون استثناء وقفت مع الشعب البحريني ودافعت عنه، لان قرارها بيدها وليس بأيدي الحكومات. والنوع الاخر هو مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والأمم المتحدة تدار بأيدي الحكومات والقوى العظمى وبالتالي نستطيع القول ان من يديرها هم قوى الأستكبار والطغات، وانها ليست منظمة حيادية تعمل من اجل مصلحة الشعوب وهي تجمع لدول الاستكبار التي تتبادل المصالح مابينها وتساوم على المباديء وتضحي بالشعوب من اجل مصالحها. فبالتاليالامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان ومجلس الامن الدولي هي منظمات تابعة للطغاة والاستكبار، فما دام الامريكيون والبريطانيون يدعمون الخليفيين فلا يسمحوا للامم المتحدة ومجلس حقوق الانسان ومجلس الامن الدولي ان يتعاطوا مع قضايا الشعوب الاّ ان كانت هذه القضايا والتعاطى معها تنسجم مع مصالح الدول الكبرى التي تدير هذه المؤسسات. نحن نسعى سعينا وشبابنا يواصل الاتصال بالجهات السياسية ولكن لانعوّل على هذه المؤسسات. نحن نعرف ان هذه الانظمة تساق بالمال السعودي.
* حسب ما اصدرته صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إن "إدارة ترامب تستعد للتّحرك بسرعة للموافقة على ارسال أسلحة للسعودية والبحرين، حيث كانت الادارة الامريكية السابقة اصدرت قرار بحظر تصديرها خلال الأشهره الأخيرة من رئاسة اوباما بسبب المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في كلا البلدين". كيف تفسر هذا القرار للإدارة الجديدة للولايات المتحدة وكيف سينعکس هذا القرار على مجرى الأحداث في البحرين؟ وهل برأيك ستنجح محاولات الادارة الامريكية في تعزيز نظام ال خليفة من خلال تزويده بالاسلحة واليات عسكرية؟
ترامب يلعب بالنار والحديد وليست له مبادئ وقيم ومرجعية وحتى على مستوى الامريكي المتدني هو خارج عن هذا الاطار. ولذلك الان هو اصبح وبالاً ليس فقط على البحرينيين واليمنيين المظلومين بل على الامريكيين ايضاً وعلى اوروبا وعلى الغرب باجمعه. الاتحاد اوروبى الان اصبح يشكو منه لان ترامب ينوي على تدميره. بريطانيا قد تدعم قراره بتزويد السعودية بالاسلحة من اجل مواصلة العدوان ضد الشعب اليمني ولكن العالم ضده وسيكون المسؤولون الامريكيون والبريطانيون متهمين بالضلوع في جرائم حرب لأن السعوديين لايعرفون القوانين ولا الاخلاق ولا الانسانية وانهم يحرقون الاخضر واليابس معاً. فإن الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها. لذلك القرار الامريكي هو تحد للضمير الانساني، تحد للاخلاق، تحد لقيم حقوق الانسان وتحد لأعراف جنيف التي تنظم مسار الحروب. هناك جرائم حرب اُرتُكبت بدون احصاء ضد اليمنيين والبحرينيين من قبل السعوديين والاماراتيين والمرتزقة. العالم يرتد اليوم على قيمه التي توصل اليها بعد الحرب العالمية الثانية. فانهم كانوا يريدون ان يمنعوا حصول الحروب بعد تلك الحرب المدمرة ولكن نرى اليوم انهم يضعون أسساً للحروب ويغذونها اذا اشتعلت، وتزويد السعودية والنظام البحريني هو خير دليل على ذلك ويبلور جاهلية هذا العالم الاستكباري الذي يضحي بارواح البشر من اجل مصالحه. الشعوب الغربية ليست موافق على ما تفعل حكوماتها لاكنها مضللة بالسيايات وبالاعلام الشيطاني./انتهى/.