في سياق مؤتمر دعم الانتفاضة الذي اقامه مجلس الشورى الاسلامي الذي يعقد خلال يومي الثلاثاء والاربعاء في طهران، صرح منسق شبكة امان للبحوث والدراسات الإستراتيجية، الكاتب والخبيرالسياسي والاستراتيجي انيس نقاش لوكالة مهر للأنباء "ان هذا المؤتمر يقدم دعماً قوياً للقضية الفلسطينية للأسباب التالية: اولاً، سيحضره اعضاء البرلمانات او مجالس الشعب لعدة دول عربية واسلامية. سيتم التأكيد على التزام الدول العربية والاسلامية بالقضية الفلسطينية على مستوى هذه المؤسسات الرسمية المنتخبة في بلادهم وفي الواقع العملي ستتخذ هذه المجالس قرارات في هذا الاتجاه وتدعوا حكوماتها لتنفيذ هذه القرارات.
واضاف: من جهة اخرى ستكون هناك كل المنظمات النظامية والثورية وقوى المقاومة في المنطقة وستؤكد بجميع فروعها ان كانت فلسطينية او لبنانية اوعربية، التزامها بقضية تحرير فلسطين وعملياً ستتخذ قرارات للتنسيق مابينها من اجل تحرير فلسطين.
وتابع: الى ذلك سيكون هناك بعض الشخصيات الثقافية والعلمية والروحية اي الدينية التي ايضا ستؤكد التزامها بالقضية الفلسطينية ودعوت كافة الشعوب باستمرار التزامها بالقضية الفلسطينية. اذا الدعم للقضية الفلسطنية سياتي اكثر من مستوى في هذا المؤتمر وليس فقط دعما سياسياً كلامياً لأنه متعدد الابعاد ومتعدد المهام وسيخرج بقرارت تستطيع ان تدعم القضية الفلسطينية على اكثر من مستوى. كما ان القوى الثقافية والسياسية من اتحادات واذاعات وتلفزيونات العربية والاسلامية سيكون لها دور في هذا التوجيه".
واكد انيس نقاش ان هذا المؤتمر سيلعب دوراً هاماً وفاعلاً تجاه القضية الفلسطينية سيما هذه الفترة حيث نرى بعض الدول العربية والاسلامية تتخلى عن هذه القضية بل اكثر من ذلك تتجاوز الامور الى حد التنسيق مع العدو الصهيوني.
واضاف انيس نقاش "ان منذ بداية الثورة الاسلامية في ايران، القضية الفلسطينية كانت من الشعارات الاساسية لهذه الثورة و علاقة الشاه مع اسرائيل والولايات المتحدة كانت جزءا من خلاف الشعب الايراني مع حكومة الشاه. لذلك قضية فلسطين كانت قضية شعبية قبل الثورة واصبحت شعبية وحكومية ما بعد الثورة وليس بإمكان احد ان يقول ان الاهتمام بقضية فلسطين منتج حكومي فقط، لأن هذا الاهتمام سبق الثورة والتزم به الشعب مابعد الثورة وما نشاهده من احتشاد الشعب الايراني في يوم القدس هو يدل على ان الشعب الايراني هو الذي يقف وراء الاهتمام للقضية القدس وفلسطين".
وفي سياق ما سيقدمه هذا المؤتمر لإيران من حيث الامني والاستراتيجي واقليمي صرح انيس نقاش لوكالة مهر للأنباء: "ان الالتزام بالقضية الفلسطينية واسنادها هو عامل يستطيع ان يخدم اي دولة استراتيجياً وعلى المستوى الاقليمي. لو تمسكت الدول الاقليمية بالقضية الفلسطينية لاستطاعوا جميعا ان يكون لهم دوراً في الأمن الاقليمي وان يكون لهم صوتاً مسموعاً". واضاف "شعاري هو ان فلسطين رافعة، من تمسك بها رفعته ومن تركها اسقطته".
واكد انيس نقاش ان تمسك ايران بالقضية الفلسطينية ليس من اجل الدور الإقليمي بل من اجل احقاق الحق للشعب الفلسطيني.
وتطرقنا بالحديث الى وعود ليبرمان بفك الحصار من غزة وانشاء ميناء جوي وبحري والموافقة على توظيف اربعين الف عاملاً من قطاع غزة داخل الكيان الصهيوني في حال تجريد قطاع غزة من الاسلحة، في هذا السياق قال انيس نقاش لوكالة مهر للانباء: "ان هدف كيان الصهيوني ليس فقط اسقاط حماس او تجريده من السلاح فقط، الهدف هو القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني. الكيان الصهيوني يحاول ان يبتز الشعب الفلسطني بهذه الوعود حيث يقول له، انه سيرفع الحصار عن غزة وسيبني لهم مطار ومرفاء وغيرها من الخدمات بشرط ان تنهي قضيتك وتكف عن الاهتمام بمسئلة فلسطين".
واضاف "ان الكيان الصهيوني نسى ان اكثر من ثلثي من يعيشوا في غزة ليسوا غزاويون بل انهم لاجئون ممن هجروا من مدن فلسطينية اخرى وانهم يعيشون في المخيمات في غزة، فبالتالي انهم لن يرضوا الّا بالعودة الى ارضهم، واهالي غزة ايضا سوف لم يرضوا بحكم ذاتي في غزة مستقلة عن يافا وحيفا والقدس وغيرها من المدن الفلسطينية ولم يرضوا الى ان يعاد شمل جميع الاراضي اللفسطينية والشعب الفلسطيني ضمن حكومة واحدة فلسطينية.
وتطرق انيس نقاش الى اصوات بعض الانتهازيين حيث يقولون علينا ان نكتفي بما ستقدمه اسرائيل ونرضخ لشروط العدو ونربح مطارا ومرفأ لأن المقاومة لم تستطع تحرير فلسطين ولافائدة منها قائلاً "هذه الاطراف يرون الجانب المادي فقط للقضية ويريدون الكسب المادي وحسب معرفتي بالشعب الفلسطيني هذا المشروع سيفشل".
في سياق ما قاله الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأن "حل القضية الفلسطينية يتأسس على حل الدولتين"، صرح انيس نقاش لوكالة مهر للأنباء: "جامعة الدول العربية ليست لها رأي وإنها محصلة قوى دول العربية. في حال ان قررت هذه الدول الاعتراف باسرائيل اقامة علاقات مع اسرائيل او التنسيق مع اسرائيل دون شرط عودة حقوق الشعب الفلسطيني، فإن الجامعه العربية لاتستطيع ان تفعل شيئاً. على سبيل المثال عندما مصر والأردن اعترفتا باسرائيل واقامتا سفارات لاسرائيل ونسقتا معها امنيا وسياسيا بينما الجامعة العربية لم تفعل شيئا لأنها عنوان عريض فارغ.
وتابع: اما في القضية السورية رأينا بما ان حصيلة القوى كانت ضد سوريا وكان هناك قرار شبه جماعي لطرد سوريا من جامعة الدول العربية. تم ذلك والذين كانوا يعارضون هذا القرار تحفظوا ولم يستعملوا حق الفيتو بهذا القرار وكذلك بالنسبة للقضية الفلسطينة والمقاومة بشكل عام، حصيلة القوى في جامعة الدول العربية ليست مع هذه القضية. بتالي برأيي ان الجامعة العربية لامعنى لها ولم يعد لها وزن سياسي ".
في سياق الحديث عن تشكيل حلف ناتو عربي صرح انيس نقاش لوكالة مهر للانباء: "هذا الحلف الذي يتشكل من الغرب واسرائيل وامريكا بمشاركة بعض الدول العربية سيما دول الخليج (الفارسي) شارك بتدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن من خلال الحروب الذي شنها ضد محور المقاومة. من يتحدثون عن هذا الحلف يحاولون التحايل وادعاء انه لايوجد الان حلف يتشكل من هذه الدول وما يحصل هو شيء ليس من ارادتهم وكأنه لو اقامو هذا الحلف سيكون شيئاً آخر. فإنهم لو اقاموا هذا الحلف العلني فأنه لن يكون سوى اعلاناً لما هم فيه اليوم بالسر، وفي الواقع انه تتويجاً لما كانوا عليه وهذا الامر يشبه اقامة عرس لرجل وامرأة يعيشان بالسر وكانا قد تزوجا وانجبا اولاداً".
واشار انيس نقاش على دور حكومة محمود عباس وتوجهاته حيال القضية الفلسطينية مبينا:" ما يسمى بالحل السلمي والذي يتمثل بالحوار والتفاوض بين الفلسطيني والصهيوني هو طريق مسدود وقد اثبت ذلك حيث نرى ان عشرين عاماً من التعامل الايجابي مع الولايات المتحدة لم يستطع توقيف بناء حتى مستوطنة واحدة ولم يستطع ان يحاسب مجرم حرب واحد من المجرمين الحرب الاسرائيليين ولم تعيد حقوق الشب الفلسطيني بتاتاً وكل ماحصلوا عليه هو ميزانيات شهرية يصرفونها على محاصصات الموظفين كي تبقى السلطة تتنفس وتتفاوض مع اسرائيل وامريكا ضد شعبها وانا اعتبرها كارثة على الشعب الفلسطيني لأنها اداة في يد القوى الدولية والقوى الاقليمية تعمل لمصلحة مخططات هذه القوى وليس لمصلحة شعبها. ولذلك نحن منذ البداية لم نترك خيار المقاومة".
أجرت الحوار: مريم معمارزاده