أكدت المرشحة للرئاسة الفرنسية مارين لوبان انه "من المهم والأساسي بالنسبة إلي لقاء السياسيين في لبنان والوقوف عند رأيهم حول الوضع في لبنان وإعطائهم تحليلي للوضع في المنطقة، لقد تحدثنا عن الوضع الإقتصادي الهش في لبنان، نظرا لاستقباله نصف مليون لاجىء سوري، وهذا كرم كبير منه".

وفي مؤتمر صحفي لها عرضت خلاله لزيارتها لبنان ولقائها المسؤولين، أوضحت لوبان أن "المجموعة الدولية اتخذت خيارا بأن تأخذ على عاتقها مساعدة البلدان المضيفة، ولكن هذه المساعدة ليست كافية، لأن الإتحاد الأوروبي عندما فتح حدوده أمام اللاجئين خفض مساعدة البلدان المضيفة، خصوصا تطوير المخيمات الإنسانية للاجئين، ولكنه أخذ برأيي أخيرا حول ضرورة تطوير هذه المخيمات".

وأشارت إلى أن "لبنان لن يتمكن الى ما لا نهاية من تحمل كل هذه الأعباء التي تمثل نحو خمسين بالمئة من مجموع سكانه"، لافتةً الى أنه "يجب ان تقوم سوريا بخطوات لاسترداد هؤلاء اللاجئين للاقامة في مناطق آمنة، فسوريا ليست كلها في حال حرب، ويجب عليها أن تسترد مواطنيها، وان تؤمن لهم، بالتعاون مع المجموعة الدولية، الوسائل التي تمكنهم من العودة إلى أماكن إقامتهم، فهذا واجب على النظام السوري أن يتخذه".
وأشارت الى "اننا تطرقنا إلى المواقف التي عبرت عنها، وهي مواقف تهدف إلى الدفاع عن مصالح فرنسا. وعن الوضع الذي لا يبدو فيه أن هناك قوى بديلة للاختيار بين نظام بشار الأسد و"داعش"، قلت، وبطريقة واضحة جدا، أن فرنسا كانت ضحية مباشرة لهجمات من "داعش". ولذلك، واجبها الأول تجنب الخطر الذي يشكله التنظيم هذا على المواطنين الفرنسيين، وفي الوقت الحالي، يبدو أن مصلحة فرنسا هي بشار الأسد. لقد سمعت مخاوف عدة، عبر عنها العديد ممن زرتهم، نظرا للدور الذي لعبه في السابق النظام السوري في الحياة السياسية اللبنانية. وسمعت هذه المخاوف، وقلت للمحاورين أن موقفي هو الدفاع اليوم عن مصالح فرنسا. وعندما ينتهي تنظيم "داعش" يمكن إعادة النظر بالأوضاع".
ولفتت الى "اننا كما تطرقنا إلى نوعية العلاقة بين فرنسا ولبنان، والتي هي أبعد من البعد العاطفي، فهي اليوم متوقفة، وأتمنى أن أعطيها الدينامية. أنا أؤمن بالعلاقات اللبنانية - الفرنسية بتاريخها ومستقبلها، بين قوتين متوازنتين، فلبنان نموذج في العالم العربي نظرا للتوازن والإحترام والعيش سويا، وهي تشكل خصوصية الثقافة اللبنانية، وأطالب منذ فترة بأن تستعيد مكانتها بين مجموعة الدول، وأن تكون عامل توازن بين القوى الكبرى أي الولايات المتحدة وروسيا. لقد تمت إضاعة هذه المكانة، لأن فرنسا اتخذت خيارا منذ سنوات طويلة بأن تكون قوة ناقلة للسياسات الأميركية، التي ساهمت في شكل كبير بعدم استقرار المنطقة".
ولفتت لوبان الى أنه "كجبهة وطنية نحن كنا ضد حرب العراق وضد التدخل في ليبيا وسوريا، فالعملية التي أدت إلى إزالة صدام حسين زرعت الفوضى في العراق وأنشأت "داعش"، والعملية التي ادت الى قتل معمر القذافي في ليبيا زرعت هي ايضا خلفها الفوضى، والعمليات في سوريا لم تأت بالنجاح".
ورأت أن "التدخلات يجب ألا تساهم في جعل الأوضاع اكثر خطورة، وفي تقوية سلطة المتطرفين الإسلاميين، الذين هم اليوم الخطر الأكبر الذي يجسم على فرنسا"، مؤكدةً أن "هدفي هو توطيد أواصر العلاقات مع لبنان، وبإمكان فرنسا مساعدة لبنان على تقوية جيشه، فلا دولة مستقرة من دون جيش، جيش وطني قادر بحرية على حماية البلد والحكومة. وإن العلاقة بين فرنسا ولبنان يمكن أن تساعد لبنان على تقوية الجيش اللبناني وتأمين الإستقلال والسيادة التي يتعلق بهما جدا الشعب اللبناني، وكذلك فرنسا".
وأوضحت "أنني سئلت بكثير من القلق عن مشروعنا في سحب الجنسية الفرنسية ممن يحملون جنسية اخرى، فلا مفعول رجعيا لهذا القانون، وسيبقى ضمن مشاريع القوانين لدينا. ولا أرى ضررا في المستقبل لمن يطلب الجنسية الفرنسية أن يعلن عن رغبته في التنازل عن جنسيته السابقة. كما يمكن العيش في فرنسا من دون الحصول على الجنسية الفرنسية، واعرف الكثيرين ممن عاشوا فيها نحو خمسين سنة من دون الحصول على الجنسية. وفي النهاية، هذا خيار"./انتهی/

المصدر : النشرة