أكد الكاتب والخبير السياسي العراقي هاشم الكندي ان بعد الانتصارات التي حققتها القوات العراقية في الموصل تحاول السعودية وأمريكا الإلتفافة على هذه الانتصارات من خلال النفوذ السياسي والعسكري في داخل العراق.

وقال الكاتب والمحلل السياسي هاشم الكندي في حديثه مع وكالة مهر للأنباء ان زيارة الجبير لبغداد تثير الكثير من التساؤلات والإستفهامات والإستهجانات طالما هناك تطاول على الشعب العراقي وقواته وحشده الشعبي من خلال التصريحاته الطائفية والخارجة عن العرف الدبلوماسي مابين الدول مطالباً الجبير والكيان السعودي بإعتذار من الدولة والشعب العراقي لهذه التصريحات.

وتابع حديثه قائلاً: "اعلان السعودية بأن الهدف من هذه الزيارة محاربة الإرهاب هو امر مضحك للغاية لأنه بات من المكشوف أن السعودية هي أكبر دولة راعية للإرهاب فكرياً ومادياً وتجنيداً والعراق هو المبتلي الأكبر بدعم السعودي للإرهاب".

 ولفت الكندي في حديثه مع وكالة مهر للأنباء الى تزامن زيارة وزير الخارجية السعودي مع الغارة التي شنتها مقاتلات الجوية العراقية على معاقل داعش في سوريا معتبراً ان هذا التزامن له ثلاثة جوانب، الجانب الأول تفاجؤ السعودية من هذه الضربة وخوفها من نهاية داعش الذي استثمرته لفترة طويلة مبيناً ان القيادة العراقية رفضت المطالب السعودية-الامريكية سابقاً لفتح طرق لإخراج الدواعش من الموصل والتنسيقات من اجل تهريبهم الى شمال العراق ومن ثم تركيا.

واضاف ان الجانب الثاني هو بحث السعودية لايجاد سبيل لتجميل وجهها امام العالم ولكي تعطي صورة ايجابية لتعاملها مع الدول الداعمة في محاربة الإرهاب، سيما مع الأخذ بعين الإعتبار ان الإرهاب في العراق كحالة وظفت امريكياً خليجياً وبالتحديد سعودياً واحياناً تركياً فشلت في مهامها في المنطقة وانهم يعلمون جيداً أن القوات العراقية باتت اليوم في مراحلها الأخيرة للقضاء على عصابات داعش الذي يواصل حضوره في العراق من خلال خلايا متشتتة وليس اكثر من ذلك.

وتابع حديثه قائلا: الجانب الثالث لزيارة الجبير لبغداد هو ان هذه الزيارة قد تكون واحدة من الأدوات والأساليب لإقتراب العراق من المحور الأمريكي السعودي اعتباراً ان العلاقات مابين السعودية والعراق قد تمهد لهذا الأمر.

وفي هذا السياق اكد الكندي على ان هذه الزيارة يجب ان لاتكون بوابة لعودة النفوذ الأمريكي اعتباراً بأنه يخطط ويسعى لإعادة تواجده بصورة عسكرية في العراق ليكون هذا التواجد عنصراً ضاغطا للنفوذ السياسي الأمريكي في العراق.

واوضح الكندي أن أمريكا تسعى هذه الأيام لسرقة النصر الذي صنعه العراقيون بدمائهم وجهودهم وانتساب هذا النصر الى وجودهم العسكري في العراق مشيرا الى ما ينشر هذه الأيام في الإعلام الأمريكي من اكاذيب وأخبار حول  وجود قوات امنية تقاتل داعش في الموصل.

وفي نفس السياق قال الكندي "ان هذا الأمر ليس غريباً ان يريد الأمريكيون تسلق منصة النصر حتى لو كان على حساب تأخير العمليات بالضغط العسكري وهذا الأمر مورس في فترة من الفترات ولهذا تعطلت عمليات تحرير الساحل الأيمن لأسابيع بفعل التدخل الأمريكي وهذا الانتصار الكبيرة والسريعة في الساحل الأيمن دفع الأمريكان لتحرك في اتجاه اعادة النفوذ".

ولفت الكندي الى فرصة العراق لإستثمار هذه الزيارة عن طريق حسم مواقفه مع السعودية امام التطاولات التي قامت بها الأخيرة والزامها بتعهدات لعدم تمويل الإرهاب في العراق.

واضاف الكندي انه لابد ان يكون هناك تعاوناً استخباريأ سعودياً لتزويد العراق بمعلومات عن هذه العصابات الإرهابية التي تعلمهم السعودية جيداً ولابد من وضع حد لمدارسها التي تغذي الإرهاب فكرياً وايضا الجمعيات والشخصيات الممولة للإرهاب. وفي هذا الخصوص اشار الكندي الى اعلان السلطات السعودية قبل حوالي شهرين عن وجود مئات الجهات التي تمول الارهاب في داخل السعودية.

واختتم حديثه الكندي قائلاً "يجب ان يكون موقفاً سياسياً واضحاً لصناع القرار السياسي في العراق، ويجب ان يكون هناك مكاشفة مع الجانب السعودي توضع بهذه الالتزامات والتعهدات ولا تخرج بحرف بوصلة النصر وسرقة جوهرته ونحن نعلم ان هذه الزيارات مستمرة حيث بدأت بزيارة وزير الدفاع الأمريكي وعززت بزيارة الجبير الأخيرة للعراق."/انتهى/

أجرت الحوار: مريم معمارزاده