وفيما يلي كامل البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
(... وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) - الأنفال 74
إن الله عزّ وجل قد رفع المؤمنين الذين آووا ونصروا إخوانهم المهاجرين والمجاهدين في سبيل الله الذين فدوا الدين بأموالهم وأنفسهم، وكان هدفهم حرية الإنسان من العبودية والركوع لغير الله تعالى، وإنقاذ الأرض من إفساد المفسدين وطغيان المستكبرين.
إن الله تعالى أعطاهم نفس الوسام الذي أعطاه للمهاجرين والمجاهدين وهو وسام "الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا"، ووعدهم بـ "مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ". فطوبى لـ "طوعة" وكل من آوى "مسلمًا" من ظلم الظالمين وبطش المعتدين، وبورك لهم إيمانهم الحقّ، وهنيئا لهم بما أعده الله تعالى من مغفرة ورزق كريم لا يعلمه إلا هو سبحانه.
وإن "من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرًا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه، فقد قطع ولاية الله عز وجل" كما ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة".
نعيذ أنفسنا وأهلينا من خذلان الله عزّ وجل، ونفخر بكل مؤمن استجار به مضطهد مطارد ظلما وعدوانا فأجاره، ونثق بشعبنا المتدين أنه لا يقطع ولاية المؤمنين ولا ولاية الله عز وجلّ.
(فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).
والحمد لله رب العالمين
علماء البحرين
٥ جمادى الآخرة ١٤٣٨هـ