المستشار السابق للملك السعودي وحول المقال الذي كتبه عن تحوّل ترامب إلى عميل للدول العربية وفي مقدمتها السعودية بحيث يدعم سياساتهم ضد إيران في مقابل المال الذي تدفعه هذه الدول لإدارة ترامب، قال لمراسل وكالة مهر للأنباء أن ترامب أعلن بوضوخ أنّه يدعم السعودية وأي بلد آخر ضد ايران طالما أن هذه الدول تسدد الفواتير المالية اللازمة إزاء ذلك، موضحاً:"هذه السياسة توصف بالسياسة العميلة وفقا لما يعرفه الجميع، لكن من غير الواضح أفق هذه السياسة".
وأضاف عسكري:"إذا حدث أي تصادم مع ايران فإن ترامب سيقف إلى جانب السعودية ولا أستبعد أن تقدم السعودية على أن تفتعل حادثة ما كإسقاط طائرة أو هجوم على قارب في الخليج الفارسي، أو أن تختلق مشاكل في جزر أبو موسى وطنب الصغرى والكبرى حتى تعيد المدمرات الأميركية إلى الخليج الفارسي، الأمر الذي يشكل حساسية بالنسبة الى ايران".
ورأى المساعد السابق للملك السعودي أن ترامب سيقف إلى جانب آل سعود حتى إذا انطلقت حوادث داخل السعودية ضد آل سعود وسيكون دليل الوقوف في وجه الحركة الشعبية جاهزا بأنّه يخدم إيران أو بصفته تحرك إرهابي.
واعتقد عسكري أن آل سعود سيعيشون في حاشية أمن في ظلال إدارة ترامب، حيث لن يولى أي أهمية أيضا لموضوع انتهاك حقوق الانسان في السعودية. فآل سعود تربطهم صفقات تجارية وغير مباشرة مع ترامب فهم يعرفون الرئيس الأميركي جيّدًا ويحاولون اغراقه بالمال لشراء أمنهم في حال وقوع صدام بينهم وبين ايران.
واعتبر المساعد السابق للملك السعودي أن العالم يعيش في أكثر الأوقات حساسية حيث تعتبر السعودية هذا الوقت الأكثر مناسبا لاشعال الحروب لاضعاف ايران بدعم من الولايات المتحدة واسرائيل.
وردًّا على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول سبب عدم التحرك الأميركي في موضوع اليمن بعد مرور أكثر من عامين على الحرب السعودية والتحالف الذي تقوده على اليمن رأى عسكري أن ترامب يحتاج إلى حدث خارجي مهم لتثبيت موقعه كرئيس للجمهورية ويمكن أن يشكل اليمن إحداها أو حرب مفتعلة في الخليج الفارسي.
وأوضح عسكري ردًّا على سؤال وكالة مهر للأنباء حول ما إذا كانت عائلة آل سعود لائقة بإدارة الحرمين الشريفين أن هذه العائلة قد دمرت التراث لاسلامي الذي يعود لأكثر من 1400 سنة بطريقة لا يمكن ترميمه حيث أقدمت على تدمير بيوت آل النبي وأصحابهوأنصاره وأقامو الفنادق الفاخرة مكانها.
هذ الأمر لا يمكن اعتباره من الثقافة الاسلامية حيث أن تكلفة الليلة الواحدة في هذه الفنادق تتجاوز الألف دولار، بكلام آخر فإنهم ينظرون إلى الكعبة بطريقة تستجر لهم الأموال، في حين أن الحجاج الفقراء ليس بإمكانهم سوى المكوث في الفلا. وأضاف:"الاسلام يتحدث عن العدالة ويعارض الحياة المسرفة لعدد من الأشخاص في مقابل الفقراء والمعدومين من الشعب".
وأكمل المستشار السّابق للملك السعودي في حواره مع الوكالة أنّه مع العقلية الوهابية المسيطرة على آل سعود فإنه من الأفضل أن يتم إدارة الحرمين الشريفين عبر لجنة منتخبة من المسلمين أو أن يكون هناك حوار، فليس من المنطقي أن يقدم الملك السعودي على الإجراء الذي يراه هو مناسبا للتحكم بواجب الحج ل 1.7 مليار مسلم.
وبطبيعة الحال فإنّه من الواجب الأخذ بالإحتياط في هذا الأمر فإن منظمة التعاون الإسلامي قد اتخذت موقفا مؤيدا للسعودية، لذا فإن على اللجنة التي يجب أن تتشكل يجب أن لا تتبع أو ترتبط بأي من الدول أو المجموعات.
عسكري وفي عودة عن الحديث حول تصريحات ترامب المنتقدة للسعودية فترة حملته الإنتخابية وتغير هذه التصريحات عقب وصوله الى البيت الأبيض قال:"السعودية تملك المال، وترامب ليس إلا تاجرا".
وحول تقييم سياسة ترامب تجاه إيران قال المستشار السابق للملك السعودي إلى أن ترامب سيدعم دول مجلس تعاون الخليج الفارسي ضدها طالما أنهم يسددون هذه الفاتورة، بالإضافة إلى ذلك فإن ترامب يسعى إلى فصل إيران عن العراق، وأمام العراق خيار صعب سيواجهه وهو إما الاتحاد مع الولايات المتحدة أو مع ايران.
واختتم عسكري بالقول إلى أن ترامب سيسعى إلى تقليص النفوذ الايراني في لبنان، هذا النفوذ التي تنظر إليه دول الخليج الفارسي بقلق إلى أنه سيستطيع الوصول إلى الرأس النووي خلال 10 سنوات، فهن تسعى من الآن إلى تقليص هذا النفوذ والدور.
اجرى الحوار: جواد حيران نيا- مهدي ذوالفقاري