وتطرقت الخارجية الروسية في بيان لها إلى عدد من النقاط تتعلق بـ"الملف الكيميائي" في سوريا.
وأشارت إلى أن إعلان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ما سماه بـ"الخطوط الحمراء" في سوريا العام 2012، والتي سيؤدي تجاوزها إلى تدخل عسكري خارجي في الصراع هناك، كان نقطة تحول في تاريخ استخدام المواد السامة خلال الأزمة الدائرة في هذا البلد.
وأوضحت الوزارة أن هذا القرار كان محفزا للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي استغلته لاستخدام السلاح الكيميائي بهدف تشويه صورة دمشق الرسمية وتوفير ذريعة لاستخدام القوة العسكرية ضد دولة ذات سيادة.
وأكدت الوزارة في بيانها أن تقاعس شركاء روسيا الغربيين في مجلس الأمن الدولي عن الاستجابة لطلب دمشق بإجراء التحقيق في استخدام المسلحين لغاز السارين في بلدة خان العسل الذي قدمته السلطات السورية في مارس/آذار 2013، وإفلات المسلحين من العقاب، دفعهم إلى تنظيم هجوم كيميائي على نطاق أوسع في منطقة الغوطة الشرقية في 13/8/2013، ما أسفر عن سقوط أكثر من 1500 شخص بين قتيل وجريح.
وأشارت الخارجية الروسية إلى وجود أوجه نقص كثيرة في عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخاصة بتقصي حقائق استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا التي تعمدت الاستناد إلى المعطيات المزورة من قبل المعارضة السورية والقوى الداعمة لها حول استخدام السلطات السورية المزعوم للمواد السامة، دون زيارة مواقع استخدامها المفترض، معللة ذلك بوجود خطر على سلامة موظفي المنظمة (ومن ثم آلية مراقبة استخدام السلاح الكيميائي في سوريا المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية) في المناطق الخاضعة للمسلحين.
ورفضت موسكو ادعاءات المعارضة المسلحة السورية بأن دمشق أسقطت على المدنيين براميل متفجرة تحتوي على غاز الكلور، بالقول إن فرضية استخدام السلطات السورية للطيران المروحي تفتقر إلى أية قاعدة أدلة مقنعة. وأضافت أن فصائل المعارضة المسلحة استولت على طائرات صالحة للخدمة خلال هجماتهم على مطارات عسكرية في سوريا، علما أن طيارين مدربين وفنيي طائرات يقاتلون في صفوف تلك الجماعات.
وأكدت الوزارة أن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر عديم الجدوى بالنسبة لدمشق، التي تمتلك معدات قتال أكثر فعالية، من ناحية تحقيق الأغراض السياسية والعسكرية، على حد سواء.
وبحسب الوزارة، فإنه من البديهي أن يستخدم الإرهابيون والمتطرفون، بينهم تنظيما "داعش" و"جبهة النصرة"، المواد السامة، بل ويمتلكون قدرات تكنولوجية لصناعة عوامل الحرب الكيميائية (السارين والخردل) بأنفسهم، إضافة إلى قنوات إمداد مكونات الأسلحة الكيميائية من دول جوار سوريا./انتهى/