صرح الكاتب والمحلل السياسي شحادة جمال الدين أن احد أهداف ترامب من ضرب قاعدة الشعيرات العسكرية هو فصل مسار الإيراني عن الروسي والمبادرة الروسية بتعليق مذكرة التفاهم مع أمريكا تعطي لترامب الحجة الأقوى لعدم الخوض في صدام مباشر مع روسيا.

في ظل الأحداث الدراماتيكية الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية وصراعات أمريكا وحلفائها مع الدولة السورية وحلفائها ،  والرسائل التي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية توجيهها عبر القصف الصاروخي لمطار الشعيرات العسكري خاصة في ظل التصريحات والمواقف التي تلت تلك الضربة أجرت وكالة مهر للأنباء حواراً مع الكاتب والمحلل السياسي شحادة جمال الدين خاض بالحديث في هذه المسالة من خلال طرح سؤالين أساسيين وهما:
-    هل تلك الضربة كانت تهدف فقط النظام السوري او انها محاولة  الادارة الامريكية بين الرئيس ترامب وصقور المحافظين في البيت الابيض لفرض قصري يستهدف الجانب الإيراني؟ 
-    وهل يمكن القول أن هذه الضربة تلي باقي محاولات الأمريكية السابقة والفاشلة لفصل المسار الإيراني عن الروسي؟

وواصل شحادة جمال الدين حديثه قائلا أن لهذه الضربة عدة رسائل لكل من الأطراف والجوانب المعنية في القضية السورية ، إن كانت الجوانب الحليفة لأمريكا كالسعودية ودول الخليج (الفارسي) وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا او الخط الممانع وحلفائه سيما إيران وروسيا.

وإعتبر المحلل السياسي أن بعد ما شهدته الفترة الأخيرة نوعا من التفاهمات بين الجانب الروسي والأمريكي فجاءت هذه الضربة محاولة لوضع شروط أمريكية على طاولة الأزمة السورية واضاف أنه من الطبيعي أن تصعد روسيا لهجة كلامها مع الولايات المتحدة لأنها تُعتبر المرجعية وصاحبة الكلمة الأخيرة والقرار النهائى.

وأكمل حديثه مستبعدا احتمال الذهاب نحو سيناريو أبعد والذي هو الإصطدام المباشر بين الجانبين الروسي والأمريكي أي احتمال شن حرب عالمية ثالثة ، خاصة في ولاية ترامب نظرا الى سياقات التفاهم بينه وبين روسيا وترحيب الجانبين بالوصول الى تفاهمات ، مضيفا أنه يجب ان لا ننسى أن مكتب ترامب متهم بالتواصل والتفاهم مع الدولة الروسية قبيل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية. 

واتهم شحادة جمال الدين دول الخليج الفارسي بالتواطؤ منوهًا بمحاولات السعودية والإمارات وقطر للدفع في تصعيد الأوضاع في سوريا لدرجة انهم مستعدون لدفع الكثير من الأموال لهذا الغرض لافتا الى ما جاء في تقارير صحفية عن دفع تلك الدول تسعين مليون دولار حتى هذه اللحظة ثمن الصواريخ التي تم اطلاقها على مطار الشعيرات.

وفي سياق تعليق العمل بالمذكرة الروسية الأمريكية حول ضمان سلامة التحليقات بسماء سوريا وماتبعته من تداعيات اعتبر شحادة جمال الدين أن الهدف الأساسي لروسيا من تلك المبادرة ، هو توجيه رسالة للإدارة الأمركية وكل من الإطراف الداعمة لتصعيد الأوضاع في الشرق الأوسط وسوريا ، كدول الخليج (الفارسي) وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وايضا اللوبيات الضاغطة على الرئيس دونالد ترامب وتعمل على الذهاب الى صدام مباشر بين أمريكا وروسيا ، موضحا أن روسيا تريد أن تفرض نفسها كالجانب الأكثر قوة والذي يملك زمام المبادرة على الأرض معتبرا أن تلك المبادرة قد تعد دعما لموقف ترامب بشكل او بآخر لأنه يعطي حجة اقوى لدى ترامب لعدم ذهابه الى حرب مع روسيا وإكتفائه بتوجيه ضربة محدودة فقط ، على حد تعبيره.

واضاف شحادة جمال الدين أن بطبيعة الحال شركاء أمريكا لم يبقوا مكتوفي الأيدي وانهم يرودون فرض أجنداتهم في سوريا ولذلك انهم يمارسون الضغط على الإدارة الأمريكية لتتبنى خيار المواجهة الكبرى في سوريا وهذا الضغط قد يكون عبر تدخل إسرائيلي او تركي او خليجي و فرنسي او بريطاني. 

وفي ختام أكد على أن الصراع في سورية هو صراع الطاقة وانه صراع عربي وعالمي وليس مسالة تغيير النظام كما يحاولو أن يصورونه./انتهى/

اجرت الحوار: مريم معمارزاده