وكالة مهر للأنباء- محمد مظهري: أشارت نتائج استطلاع رأي قام بها موقع ايسبا (مركز طلاب إيران لاستطلاع الرأي) الى تغیيرات في المشهد الانتخابي الايراني حيث تقدم المرشح الأصولي ابراهيم رئيسي على بعض منافسيه فيما حلّ روحاني في المرتبة الأولى بنسبة 41,6 في المئة. وفي هذا السياق اجرت وكالة مهر حوارا مع مدير مركز طلاب إيران لاستطلاع الرأي "إيسبا" ، محمد آقاسي تطرق فيه الى الطرق و الاساليب المعتمدة في المركز لدراسة الراي العام الايراني.
وفي مستهل الحوار قدم "محمد آقاسي" تعريفاً مختصراً عن المركز ومهامه، قائلاً إن اسم المركز اختصار لـعنوان (Iranian students polling agency) ، حيث اسس المركز عام 2001م بدعم من منظمة "الجهاد الجامعي" في ايران، وتمكن خلال خمسة عشر عام أن يقدم أكثر من 2500 مسح استبياني واستطلاع رأي فيما يخص الأنشطة السياسية والثقافية والفعاليات الانتخابية والثقافة الدينية وأشكال التدين والثقافة اليومية وأساليب الحياة إلى جانب أبحاث السلوك الاجتماعي للشعب الايراني.
وأضح "اقاسي" إن المركز يؤمن أجواء بحثية مناسبة قادرة على تجميع المعلومات وتحضير البيانات لاهداف مختلفة، لتستخدم فيما بعد في طرح الاسئلة وتعيين المشاكل في المجالات المختلفة في البلاد.
وبين مدير مركز "إيسبا" إن المركز يعتمد على الطلاب وخريجي الجامعات في تأمين موارده البشرية، حيث يعمل ما يقارب 5000 شخص في إعداد الاستبيانات وجمع المعلومات، منوهاً إلى إن مجموعة من طلاب الدراسات العليا يتم استقطابهم كضيوف باحثين .
وأردف "اقاسي" إن الشرائح التي تستهدفها الأبحاث والاستبيانات لا تختصر على الطلاب فحسب بل تشمل مختلف فئات المجتمع الايراني.
وحول سؤال مراسل وكالة مهر للانباء عن استطلاع الرأي الأخير الذي قام به مركز "إيسبا" حول انتخابات رئاسة الجمهورية والأساليب المستخدمة لجمعه، أوضح "اقاسي" إن المركز يبذل جهده للابتعاد عن الضجات الدعائية و السياسية واعتماد الرؤية الثقافية في عمله ليؤدي دوره الثوري لايصال اصوات من لا صوت لهم إلى مسامع المسؤولين ولتفعيل أرضية جيدة للعمل الشعبي.
وبين مدير مركز "إيسبا" أن المشرفين على الاستبيان يستخدمون طرقاً مختلفة لجمع المعلومات منها الالكتروني أو عن طريق الرسائل النصية القصيرة إلا إن الطريقة الأهم هي اليدوية التي تعتمد على السؤال المباشر ضمن الكشف عن الفئة العمرية وجنس المشاركين في الاستبيان معتبرا انه في استطلاي الراي الاخير حول الانتخابات المجتمع الاحصائي للتحقيق كان يضم كافة الشعب الايراني في القرى والمدن.
وعلق "اقاسي" على بعض الاستفسارات الناقدة لاستطلاع الرأي قائلاً أنه جرت العادة على إعلان نتائج الاستطلاعات الانتخابية بالاعتماد على من صرح بالمشاركة في الانتخابات ضمن خياري "سأشارك حتماً"و "احتمال قوي أن أشارك"، مضيفاً أن أغلب التيارات السياسية التي تسعى لتستقطب الأصوات رمادية رحبت بهذا الاستبيان.
وقال "آقاسي" تعليقاً على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول الانتقادات التي تشكك في مصداقية نتائج الاستبيانات، أن استطلاعات الرأي تخلق تحديات في الوسط الاعلامي، مشيراً إلى أن "إيسبا" أصدرت أول استطلاع للرأي في انتخابات عام 2005 والذي أشار إلى حصول المرشح هاشمي رفنسجاني إلى 31.7 % من الأصوات قبالة 9.9% لأحمدي نجاد.
وتابع أن الاستطلاع الثاني الذي سبق الجولة الثانية لنفس لانتخابات اظهر تغيراً ملحوظاً بين المتنافسين، مبيناً إن إجراء جولة ثانية كان ايضاً متوقعاً.
وأوضح مدير مركز "إيسبا" أن استطلاعات الراي يجب ان تعكس بنية الرأي العام الايراني، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بنوع الاسئلة المطروحة في الاستبيانات وجمع المعلومات بدقة ورعاية الفواصل الزمنية في هذه العملية.
وعن سلبيات ارتباط مراكز استطلاع الرأي في ايران ببعض المنظمات والمؤسسات أوضح "اقاسي" أن مركز طلاب إيران لاستطلاع الرأي (إdسبا) لا يتمتع بتمويل حكومي، ويتلقى 30% من ميزانتيه من مؤسسة "الجهاد الجامعي" في ايران، فيما يحصل على بقية ميزانته من تنفيذه لأبحاث واستبيانات لشركات خاصة، مؤكداً استقلالية المركز عن أصحاب القدرة في ايران واقترابه من المجتمع الايراني لعكس مطالبه ورغباته. /انتهى/
أجرى الحوار: محمد مظهري