وكالة مهر للأنباء- محمد مظهري: قرّر ترامب ان يزور السعودية في أوّل جولة خارجية له فيما ايران منشغلة بالانتخابات الرئاسية وتحاول السعودية ان تستثمر على خلافات ايران وامريكا حيث قامت بشراء سلاح امريكي بـ 110 مليارات دولار وحشدت 40 دولة اسلامية.
هذا في حين هنالك قطيعة في العلاقات الايرانية- السعودية عقب اعدام الشيخ باقر النمر واقتحام السفارة السعودية في طهران من قبل المتظاهرين الايرانيين ما ادى الى تحويل التنافس الاقليمي بين البلدين الى العداوة والبغضاء.
وفي هذا السياق وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة اتفاقيات في الرياض مع السعودية تجاوزت قيمتها 110 مليارات دولار، بالاضافة الى صفقات عسكرية مستقبلية تجاوزت قيمتها الإجمالية 350 مليار.
واليوم من المقرر ان يشارك رؤساء وقادة 40 دولة اسلامية الى جانب ترامب في مؤتمر اقامته السعودية بدعوى فتح ابواب الحوار والمصالحة بين امريكا والعالم الاسلامي حسب زعم السعوديين فيما يرجح المراقبون السياسيون ان هذا المؤتمر يمهد الطريق لتطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول الاسلامية لاسيما دول الخليج الفارسي تحت غطاء مكافحة التشدد والتطرف.
لا يخفى على احد ان السعودية تسعى لاستغلال هذه الزيارة لارسال رسالة الى خصومها الاقليمية بانها مدعومة من قبل القوى العالمية والاسلامية وانها قادرة على تحشيد العالم الاسلامي، وجاهزة لتدفع اي ثمن لتوسيع نفوذها الاقليمي في مواجهة منافسيها.
السعودية تعلم جيدا ان ترامب الذي وصف هذا البلد بـ"بقرة حلوب" رجل اعمال اكثر من ان يكون سياسياً ويجب الحوار معه بلغة الصفقات والاموال، وامريكا في عهد ترامب لم يعد تهمها حقوق الانسان ولن تهمها حقوق المرأة في السعودية وهذه تشكل لها فرصة ذهبية للتقارب وتشجيعها على مواجهة ايران في المنطقة.
والتاجر المتجول ترامب بدوره يرى في السعودية مجالاً خصباً لتصدير الأسلحة وتشغيل الاسواق الامريكية وخلق فرصة عمل جديدة للمواطن الامريكي وانقاذ الاقتصاد الامريكي المتدهور.
ربما المقارنة بين الحادثين المتزامنين أي الانتخابات الايرانية والصفقات السعودية مع ترامب ترسم لنا المشهد بشكل أفضل لو نتروي ونتساءل ما هي مقومات القوة في ايران والسعودية.
ايران تبذل جهدها أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي في الصناعة والزراعة وتصنيع الاسلحة بهدف تعزيز قوتها الردعية وفق كل هذا فهي دولة تراهن على شعبها وانتخاباتها وتعتبر تواجد الشعب على مختلف الاصعدة الدفاعية والسياسية ومجالات اعمار البلاد عامل قوة لها وهذه صفقة رابحة بين الحكومة الايرانية وشعبها وهذا ما يجعل ايران أسوة للدول الاسلامية بديمقراطيتها فيما راهن النظام السعودي على دعم القوى الاجنبية لبقائه وصد النفوذ الايراني المستشري في قلوب شعوب المنطقة.
في الحقيقة ترامب يوقع على صفقات مع نظام سلب أبسط حقوق مواطنيه ويعتبر المركز الرئيسي لتصدير الأفكار المتشددة الى الدول المسلمة من خلال مدارسها الدينية وتمويل الارهابيين في سوريا والعراق وكما فعلت ذلك في افغانستان بهدف نشر الخراب والدمار.
فلننتظر لنرى المنطقة تختار اي من الصفقتين؟ الصفقة مع الشعوب والتي ترتكز على سياسة الاتكال على الذات والقبول بسيادة الشعوب في اتخاذ القرارات او الصفقة مع القوى الاجنبية من خلال فتح المجال لتدخل أكثر والاعتماد على السلاح الغربي في قمع الشعوب؟