وحول رؤيته الى الديمقراطية قال نضال حميدي في حديث له لوكالة مهر للأنباء: الديمقراطية أراها أنها احترام القانون لأن القانون وضع لتنظيم حياة البشر والأديان قوانين وجدت لتسيير البشر بالاتجاه الصحيح .لكن إن تفهم الديمقراطية على أنها خروج على القانون فهو خطأ غير مقبول .ثم إن الديمقراطية في أي بلد تقاس بمبدأ حرية الشخص تبعا للقانون والدستور الناظم لحياة المواطنين وقيادتهم وعلى سبيل المثال فإن دستور إيران من اهم الدساتير في العالم تمارس فيه الديمقراطية بشكل ملحوظ ويأتي الرئيس إلى سدة الرئاسة بكل يسر وسهولة لان الدستور ناظم للعملية الانتخابية وكذلك الامر بالنسبة لانتخابات مجلس الشعب.
وبخصوص مسار الديمقراطية في سوريا اشار النائب السوري انه وضعوا في مطلع 2011 حجة وجود بعض مواد الدستور مثل المادة الثامنة وعلى الرغم من الغاء هذه المادة وتغير الدستور لكن وجدوا حجه اخرى مما يدل على ان المطالب ليست بالديمقراطية والحرية وغيرها متسائلة: "فأي ديمقراطية تلك التي يطالبون بها وهم يهاجمون قواعد الجيش والمرافق العامة التي هي ملك الشعب ؟ هل الديمقراطية هي تدمير الدولة وانتهاك حرمات المواطنين؟"
وتعليقاً على الانتخابات الايرانية اوضح حميدي ان الانتخابات الرئاسية في إيران مثال يحتذى في الديمقراطية لان الشعب يحترم الدستور الذي يقوم على اختيار الشعب لرئيسهم وفق شروط اقرها الشعب إيران منذ انتصار الثورة الاسلامية يمكن القول انها دولة نموذج ودستورها لايختلف عن دساتير الدول المتقدمة التي تتغنى بالديمقراطية مثل دول اوروبا وامريكا.
وتطرق الى موضوع الحريات والديمقراطية في بعض الدول العربية قائلا: إن الدول التي فيها دساتير يحكمها القانون والشعب هو مصدر السلطة اذ ان تلك الدساتير صوت عليها الشعب واقرها عبر مجالسه اما الدول التي ليس لها دساتير فإن الحياة الديمقراطية فيها معدومة تماما ولا وجود لاي ديمقراطية فيها فهل يمكن ان تكون دولة ملك لاشخاص وهؤلاء الاشخاص يحملون جواز سفر باسم تلك العائلة. هذه مزرعة وليست دول والمأساة ان تلك الدولة تطالب بالحرية لمواطنين دول مثل سوريا كان فيها مجالس نواب قبل ان تستقل هذه الدول مثل قطر والسعودية وغيرها.
وتساءل "اي ديمقراطية هذة التي تخالف القانون الدولي الذي ينص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول؟" معتبراً أنهم لايفهمون معنى القانون والديمقراطية ومعنى الحرية ثم ان نظام الكفيل لوحدة يدل على هذه الدول تمارس الرق ونظام العبودية ولماذا تنفذ الاحكام على العمالة الوافدة اليها ولاتنفذ بحق ابناء بلدهم.
وتابع ان الديمقراطية في هذه الدول غائبة تماما لان اي دولة ليس للشعب كلمة في اختيار حكامه ومؤسساته وليس فيها احزاب وكتل سياسية لا يوجد بها ديمقراطية مبينةً ان في سوريا مثلا عشرات الاحزاب القديمة والجديدة تمارس حقها في الانتخاب والترشح وهو امر متبع في كل دول العالم المتقدمة فمثلا في امريكا حزبين فقط ويقولون ويطالبون بالديمقراطية لدول مثل دولنا والديمقراطية عندهم هي عبارة عن وسيلة للتدخل في شؤون الدول.
وحول تاثير انتخاب رئيس الجمهورية في ايران على تطورات المنطقة ومصير الشعوب قال ان إيران منذ انتصار الثورة الاسلامية لم تعتد على أي دولة من دول الجوار بل تم الاعتداء عليها بالعكس وهي طردت السفارة الاسرائيلية وتضامنت مع العرب ورفعت مكان العلم المسخ للكيان الصهيوني علم فلسطين الا ان امريكا ارادت ان تجعل من ايران غول لتخيف به دول الخليج (الفارسي) من اجل ابتزازها مادياً وبيعها السلاح متسائلا:" لا اعلم لماذا ترسانات السلاح الخليجية وضد من؟"
وتابع ان ايران تاريخياً دائماً مع العرب وهل نسي العرب سيف بن ذي يزن عندما استعان بالفرس في حربة على الملك ارياض معتبرة ان الفرس هم جيران وقد قال النبي صلوات الله عليه ان "سلمان منا اهل البيت" أي هي رساله بان ايران منا وهم اهلنا ومصيرنا واحد.
ودعا النائب السوري العرب الى التوجه نحو علاقات متينه مع ايران لانها دولة مسلمة وجارة ومصيرنا ومصيرها واحد وهي دولة مسلمة فلماذا دول الخليج (الفارسي) تقيم علاقات مع الدول الكافرة بنظرها وترفض العلاقة مع الدولة المسلمة ؟ معتبرة ان العداء سببه اعداء الامة لزرع الفتنة بين ابناء الامة الاسلامية .
ورأ ى حميدي ان الانتخابات الايرانية والاستقرار فيها يخدم المنطقة وله اثر على دول المنطقة واولا واخيرا لابد من تحسين العلاقة مع ايران لقد قالها اوباما وقد اعترف بضرورة العلاقة الطيبة بين ايران ودول الجوار.
وبشأن وقوف ايران الى جانب سوريا خلال ازمتها قال ان ايران ودورها في احداث سوريه هي رد الدين لسوريا لأن سوريا وقفت الي جانب ايران وكانت دولة صادقة في علاقاتها مع ايران ولذلك فإن سوريا رفضت املاءات الادارة الامريكية عام 2004 عندما زار كولن باول سوريا عقب احتلال العراق وطلب قطع العلاقة مع ايران الا ان سوريا لها ثوابت ومواقف تؤكد صوابية القرار السياسي.
واكد ان ما تفعله ايران هو لاستقرار سوريا والحفاظ عليها على عكس دول الخليج (الفارسي) التي ارادت دمار سوريا لأن ايران لم تنس موقف سوريا تجاهها خلال حرب صدام عليها وهي وفية تريد ان تؤكد بان من وقف معي هو شقيق ولابد من الوقوف في وجه المؤامرة التي تحاك لدولة شقيقة وهي سوريا مضيفة ان العدو واحد والمصير واحد ولابد من تفعيل محور المقاومة في وجه المحور الامريكي والاسرائيلي.
وفيما يخص عملية السلام في سوريا اشار الى ان المشغل للمجموعات المسلحة لا يريد ان تنتهي الاحداث وهي ضد الحل السياسي ولو كانت تلك الدول نزيهة واذا ارادت السعودية وقطر وتركيا وامريكا وغيرها الحل لاتفقت مع الحكومة السورية على محاربة الارهاب متسائلا: كيف تحارب هذه الدول داعش وهي من اوجدها وكيف تحاربها في الارض السورية وهي تخرق القانون الدولي وتحتل الارض السورية وكيف تريد الحل السياسي وهي ترعى الإرهابيين وتدربهم وتسهل مرورهم؟
وشدد حميدي ان هذه الدول لاتريد الحل السياسي في سوريا و"لذلك فإننا نصرّ في سوريا على اجتثاث الارهاب اولا واعادة بناء سوريا من جديد وباب المصالحات موجود للمسلحين السوريين لمن يريد العودة الى حضن الوطن وممارسة دوره في بناء بلده وليس دمارها وسنقضي على التكفير بالتفكير والفكر والعلم"./انتهى/
اجرى الحوار: محمد فاطمي زاده