وقال فيسك في مقالته في صحيفة "إندبندنت" "بعد اختراع الأخبار المزيفة توجه رئيس أميركا المخبول إلى العالم الإسلامي بخطاب مزيف" لافتاً إلى أن "خطابه خلا من كلمات الرحمة والتسامح ومن أي كلمة اعتذار عن خطاباته العنصرية والمعادية للإسلام خلال عام مضى".
وتابع الكاتب "للمزيد من عدم المصداقية حمّل إيران وليس داعش مسؤولية تأجيج العنف الطائفي، مشفقاً على الشعب الإيراني اليائس بعد يوم من انتخابهم بكل حرية إصلاحياً ليبرالياً رئيساً لهم، وطالب بالمزيد من العزلة لأكبر دولة شيعية في الشرق الأوسط مديناً حزب الله والشيعة في اليمن".
الكاتب فنّد خطاب الرئيس الأميركي متوقفاً عند قول ترامب إن قتل الإرهابيين للأبرياء باسم الإسلام يجب أن يكون إهانة لكل شخص يؤمن بهذا الدين، حيث تجاهل حقيقة "أن السعودية وليست إيران هي منبع التطرف السلفي الوهابي لدى الإرهابيين الذين يقتلون الناس الأبرياء".
نقطة أخرى كانت موقع استغراب الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط. تلك التي قال فيها ترامب "إنه يتبنى الواقعية المبدئية المتجذرة في القيم والمصالح المشتركة". حيث تساءل فيسك عن ماهية هذه القيم المشتركة؟ أي قيم يتشاركها الأميركيون مع قاطعي الرؤوس وغير الديمقراطيين والعنصريين ضد النساء والديكتاتوريين باستثناء النفط وصفقات الأسلحة؟ وحين قال ترامب إن أصدقاءنا لن يشككوا أبداً بدعمنا وأعداءنا لن يشككوا بتصميمنا، هل كان يقصد بأصدقائه السعوديين؟ أو العالم الإسلامي الذي لا شكّ يتضمن إيران وسوريا واليمن. وحين تحدث عن الأعداء هل كان يقصد داعش أم روسيا أم سوريا أو إيران. حديث ترامب عن الإصلاحات التدريجية يشير إلى أنه لن يفعل شيئاً إزاء حقوق الإنسان أو يتخذ أي خطوة لوقف الجرائم ضدّ الإنسانية إلا إذا ارتكبت من قبل إيران وسوريا وشيعة العراق واليمن وحزب الله.
وأضاف فيسك إن "أميركا لن تنزف كما فعلت في العراق واليمن. على العرب أن ينزفوا فيما هم يقاتلون بعضهم البعض بتشجيع من أكبر موردي الأسلحة لكل منهم. وهكذا حاضر بهم ترامب عن الحاجة لمساهمتهم بالجزء الخاص بهم من العبء".
وخلص إلى أن ترامب تحدث عن السلام فيما كان يهيئ العرب لحرب مذهبية. غني عن القول أن قادة العالم الإسلامي المتزلفين صفقوا للرئيس الأميركي حين أنهى خطابه ولكن هل فهموا حقاً بما كانت تبشّر كلماته؟./انتهى/