اعتبر الكاتب والمحلل الاستراتيجي اللبناني امين محمد حطيط في حديث لوكالة مهر للأنباء أن العمل العسكري الايراني تجاه مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي أمس في مدينة دير الزور السورية يرتبط بعوامل ثلاثة؛ العامل الأول ايراني محض يتعلق بالأمن الايراني ويرتبط بالعمليات الإرهابية التي نفذتها "داعش" في طهران في مجلس الشورى الاسلامي ومرقد الإمام الخميني (ره)، والعامل الثاني يتصل بالسلوكيات العدوانية الامريكية في الميدان السوري ولا سيما قرب الحدود العراقية السورية بالإضافة الى السعي الامريكي لإقامة منطقة عازلة تفصل الجزء الشرقي من محور المقاومة عن جزئه الغربي، مبيناً أن امريكا قامت موخراً بثلاث تصرفات عدائية فاجرة كان أولها استهداف قوات الجيش العربي السوري وحلفائها اثناء تقدمها نحو التنف، والثاني تحريك امريكا صواريخ "هيمارس" من الأردن إلى قاعدة التنف في عمل استفزازي عدائي، وأخيراً اسقاط امريكا طائرة حربية سورية كانت تقصف "داعش" في الرصافة في محافظة الرقة.
وأضاف أمين حطيط أن العامل الثالث الذي يقف وراء العمل العسكري الايراني هو استراتيجي تريد منه طهران الرد بشكل ميداني لبق على المساعي السعودية والامريكية لإنشاء تحالف دولي اقليمي عربي اسرائيلي يضم ايضاً دول اسلامية لمواجهة ايران، متابعاً إن هذه العوامل الثلاثة الذاتية والاقليمية والميدانية هي التي فرضت على ايران القيام بمثل هذا العمل.
واعتبر المحلل الاستراتيجي اللبناني أن العمل العسكري الايراني يؤكد على امرين اساسين؛ الأول شجاعة القيادة الايرانية في اتخاذ هذا القرار، وثانياً احتراف القوة الايرانية في مسألة تنفيذ القرار.
وعن رسائل الضربات اقليمياً ودولياً، أوضح حطيط أن هذه العملية تتعدى مفعولها الميداني، فهي رسالة استراتيجية سياسية بلباس عسكري، وهذه الرسالة يمكن أن يستفيد منها بشكل مباشر كلاً من اسرائيل وامريكا ومجموعة دول الخليج (الفارسي) التي تتزعمها السعودية لمناوئة ايران، مسمياً هذه الرسائل برسائل القوة، ومضيفاً أن هناك رسائل تطمين ورفع المعنويات لمحور المقاومة، تقول فيها ايران أنها جاهزة عند الضرورة لتتدخل بقدراتها العسكرية لتمنع المشروع الامريكي الاستعماري الصهيوني من تحقيق اهدافه في المنطقة.
وعن اختيار دير الزور بحد ذاته التي تبعد 120 كلم عن الحدود السورية والعراقية رأى المحلل الاستراتيجي اللبناني أن اختيار المكان يحمل دلالة وهي ان ايران جاهزة لتدخل عسكرياً لوقوف بوجه امريكا التي تمنع الجيشين العراقي والسوري من التقدم، لأن فكرة اقامة المنطقة العازلة التي ترغب بها امريكا مرفوضة ولن يتقبلها محور المقاومة.
وحول ردة فعل امريكا المتوقعة، رأى حطيط أن امريكا يمكن أن تصعد اعلامياً لكن لن تقدم على عمل عسكري مباشر ضد ايران وخاصة وإن هذه الضربة الصاروخية بدير الزور تعني بكل بساطة أن كل قواعدهم العسكرية في الخليج (الفارسي) والسعودية أصبحت في مرمى الصواريخ الايرانية وإن الحرب ان بدأت تستطيع أمريكا أن تتحكم بإطلاق الطلقة الأولى إلا أنها لن تستطيع أن تتحكم بإنهاءها فالحرب تتدحرج خلافاً لما تشتهيه امريكا، ولا سيما انها تعاني من وهن في قيادتها لدرجة يقال أن امريكا تعيش بدون رئيس فإنها لن تنزلق للرد على ايران بعمل عسكري جل ما في الأمر أنها تتخذ مواقف اعلامية تهددية وما شابه.
وعن موقف الغرب المعارض دائماً للبرنامج الصاروخي الايراني أوضح حطيط أنهم لا يريدون أن يمتلك أحد القوة غيرهم ، لأن امتلاك الآخر للقوة يعني ممارسة الاستقلال والسيادة فالمجموعة الغربية التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية ما زالت منذ أكثر من سبعين عام تمارس سياسة التسلط والهيمنة على شعوب العالم وتمنعها أن تمتلك مصادر القوة وتمنعها أن تكون قوية وتحمي نفسها كي لا تسقط سياسة الهيمنة والتسلط الغربي ومصالحه، لكن ايران تمكنت من امتلاك القوة وهددت بها المشاريع الغربية في المنطقة.
وأضاف الكاتب اللبناني أن من يتابع المناورات التي أقامتها ايران بشكل دقيق يدرك مدى الانجازات العسكرية التي حققتها، منوهاً إلى أن الضربة الأخيرة حققت نتائج باهرة في هذا الموضوع ويمكن القول ان ايران يمكن لها أن تحقق اهدافها في الميدان العملية منها والسياسية.
واختتم امين حطيط كلامه بأن إعلام المقاومة كان فخورا ومتباهيا بهذه الضربة لأنه يشعر بالطمأنينة لان ثقلا عسكريا يدخل الميدان ويدعم محور المقاومة، /انتهى/
أجرت الحوار: ديانا محمود