وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في ايران "كمال خرازي" تحدث في كلمة القاها في مؤتمر "سيكا" (قمة التفاعل واجراءات بناء الثقة في آسيا) الذي عقد في العاصمة الصينية بيكن، عن موضوع هندسة التنمية الإقتصادية والأمن في المنطقة من خلال انشاء حزام و طريق الحرير حيث اسماه "التعاون في مجال البنية التحتية للأمن والإقتصاد".
وقال خرازي أن مشروع طريق الحرير الجديد الذي قدمه الرئيس السابق لجمهورية الصين " شي جين بينغ" في سنة 2013 يشمل استثمارا لدى ستين دولة في مجال مشاريع البنية التحتية الإقتصادية والتطوير، ضمن مسارين تجاريين وهما "حزام طريق الحرير الإقتصادي" و"طريق الحرير البحري" مؤكدا على أن رغم إمكانية الصين لتقديم الدعم لهذا المشروع بشكل كامل من خلال قدرتها الإقتصادية في مجال الصناعة وقدرتها على الإستثمار، لكن هذا المشروع لايدخل حيز التنفيذ الا من خلال استثمار طاقات جميع الدول الواقعة في طريق هذا المشروع.
وأكد خرازي أن تنفيذ هذا المشروع يساهم في تقوية العلاقات بين الدول المساهمة فيه بشكل ملحوظ.
وخلال حديثه أشار رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران الى أهمية دور طريق الحرير القديم حيث كان يربط مابين شرق قارة آسيا وغربها من جهة ويربط هذه القارة بشمال افريقيا وشرق اوروبا من جهة اخرى، من خلال شبكة طرق مربوطة ببعضها البعض، موضحاً أن مشروع الطريق الحرير الجديد الذي يشمل مساري "الحزام الإقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري" يتبع نفس التطلعات التي اتبعها طريق الحرير القديم الذي كان يُعد اوسع طريق تجاري في العالم خلال 1700 سنة حتى القرن الخامس عشر الميلادي، ولكن بأبعاد اوسع.
وأكد خرازي على أن إيران كدولة تتخذ حيزا جغرافيا هاما من حيث البر والبحر من بين 65 دولة ضمن هذا المشروع، مستعدة لإيفاء دورها الفعال في تنفيذه.
وأضاف "بغض النظر عن العلاقات الجذرية التي تربط ايران والصين، فموقع إيران الجغرافي يجعلها تلعب دورا فريدا في المنطقة، موضحا أن إيران تربط بين منطقتين جيواستراتيجين وهما الخليج الفارسي من جهة وآسيا الوسطى ومنطقة قفقاز من جهة أخرى، وايضا تربط بين شرق وغرب القارة الآسيوية، حيث تؤدي دور المفرق فيها.
وأكمل خرازي، بعد إنحدار طريق الحرير القديم اصبحت الكثير من الدول الواقعة على مسار هذا الطريق هامشية، لكن ايران بقيت تحافظ على موقعها الجيوسياسي طوال التاريخ، بالإضافة الى موقعها الجغرافي المهم حيث تعد معبر لأنابيب النفط والغاز ورابط لشبكة الكهرباء والإتصالات في المنطقة.
ونوه خرازي خلال حديثه الى مشاريع إيران الكبيرة على صعيد الطرق الرابطة بين دول المنطقة قائلا: احدى هذه المشاريع هي المعبر الشمالي-الجنوبي الذي يتشكل من خط سكك الحديد وطريق سريع، يربط بين ميناء جابهار ومدينة سرخس الواقعة على حدود تركمنستان، حيث يتيح مجالا للتنقل بريا من الدول الواقعة في اعتاب بحر عمان والمحيط الهندي الى افغانستان وآسيا الوسطى وروسيا بشكل اسهل. من جانب آخر اتصال خط سكك الحديد والطريق السريع الذي يربط بين شمال وجنوب إيران، بسكك حديد وطرق جمهورية آذربيجان، يسهل من الإتاحة بمنطقة قفقاز وروسيا واوروبا الشرقية والغربية. وايضا الطريق السريع وخطوط سكك الحديد التي تربط بين شرقي وغربي ايران تمهد للإرتباط مابين تركيا واوروبا بدول الشرق الاوسط ودول البحر الأبيض المتوسط عبر العراق.
وتكملة لحديثه قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران ان تطوير ميناء "كوادر" في باكستان وانشاء معبر "كاشغر" الذي يربط بين الصين وباكستان، على يد الصنيين واتصال ميناء كوادر الباكستاني الى ميناء تشابهار في إيران، سيربط الصين الى شمال وغرب ايران بريا، ومن المقدور الاستثمار من هذا المعبر بشكل اوسع، مضيفا أنه لايجب ان ننسى 2000 كيلومترا من السواحل الجنوبية في إيران من ميناء جابهار الى خرمشهر، اذ تشكل حاضنة واسعة لإنشاء خطوط سكك الحديد وطريق سريع حتى الحدود العراقية وتستطيع ان تشكل رابطا بين الشرق الأوسط ودول البحر الابيض المتوسط واوروبا.
وأضاف خرازي أن تركيز ايران على تطوير المدن الساحلية في جنوبها يزيد من اهمية انشاء الطرق الرابطة في هذه المناطق.
وقال خرازي أن انشاء وتطوير الطرق الرابطة رهين بالأمن والإستقرار في المنطقة ولحسن الحض ايران تتمتع بالامن والاستقرار، رغم المؤامرات وما تعانيه دول المنطقة من انعدام الأمن فيها. وأكد على ان الفقر وتدهور الاوضاع المعيشية قد تحفز على الإنضمام للجماعات الإرهابية في دول مثل افغانستان، حيث تشكل الجماعات الإرهابية عبء على الشعب الأفغاني الطييب بنفسه وايضا عبء على باقي الدول في المنطقة والعالم.
وفي الختام قال خرازي أن احدى الأهداف لأنشاء حزام واحد – طريق واحد (طريق الحرير الجديد )هو التطور والإنماء الإقتصادي حيث يساعدي على استتباب الامن في المنطقة، واقرا على أن هذا الهدف لن يتحقق الا بتعاون جميع دول المنطقة وأن الجمهورية الإسلامية في ايران مستعدة لتوظيف جميع طاقاتها من اجل استتباب الامن والإستقرار في المنطقة./انتهى/