وأضاف الخبير الروسي أونتيكوف في حوار خاص لوكالة مهر للأنباء أنّ هناك تقدّماً في العملية السياسية، وجديرٌ بالذكر أنّه خلال الجولة السابقة لمحادثات أستانا، وصلت الأطراف الثلاثة "روسيا وإيران وتركيا"، إلى اتفاقية مناطق خفض التوتر، والآن هناك حديث كما صرّحت وزارة الدفاع الروسية عن أنّه سيجري الحديث عن تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية في هذه الجولة.
وأشار إلى أنّه هناك تقدّم واضح ونتائج معيّنة لهذه المفاوضات، وكل الجهود التي تبذلها بعض الدول أو بعض اللاعبين في الإقليم أو خارجه، وهذا كله يؤدي إلى تفاؤل بأنّ النتائج ستكون ناجحة بعد انتهاء هذه الجولة من المحادثات.
وحول عودة المسرحية الكيميائية من جديد رأى المحلل السياسي أونتيكوف أنّه ليست فقط هذه المسرحية أو هذه الاستفزازت هي من أجل تنازل ما، ولا شك بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية لم تتخلَّ عن هدف إسقاط الدولة السوريّة، ونظام الرئيس بشار الأسد، ولذلك تعود مثل هذه المسرحيات للظهور من جديد، على الرغم من أنّ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكّدت في السابق أنّ الحكومة السوريّة تخلّصت من كل الأسلحة الكيميائية التي لديها بشكلٍ كامل، فأمريكا تريد إسقاط النظام السوري، فتضرب كل الجهود وتأخذ الأمور إلى اتجاهات أخرى.
وبيّن أنّ التفجير الذي طال دمشق خلال الايام الاخيرة هي ليست شيئاً جديداً، لأنّه قبل أي وقت للمفاوضات أو أحداث هامّة، نشاهد مثل هذه التفجيرات أو الاستفزازات أو حتى ضربات من قبل إسرائيل أو قوّات التحالف الأمريكي، معتبراً أنّ هذه التفجيرات مستمرة للضغط على طرف في المفاوضات إن كان في أستانا أو جنيف وغيرها، وتحديداً الضغط على الطرفَين السوري والروسي، وذلك كله لأنّ هدف الغرب وأمريكا للآن محدّد بإسقاط النظام السوري.
واشار إلى أنّ العملية السياسية والعسكرية مكملة، فوقف إطلاق النار في الجنوب السوري حل ومسعى حقيقي مكمل لنجاح العمليتين السياسية والعسكرية، مبيّناً شكّه بأنّ المعارضة المسلحة ستلتزم بهذا الاتفاق أو الهدنة، ففي السابق الجميع شاهد الخروقات المستمرة، ولا مجال لأن يكون هناك نوعاً ما من التفاؤل به الآن، لافتاً إلى تطبيق الفكرة الروسية الإيرانية التركية حول إنشاء مناطق خفض التصعيد، لأن العمليات القتالية في تلك المناطق ستكون ممنوعة بشكل كامل.
وأردف أنّ كل طرف الذي لن يلتزم بهذا الاتفاق، فهذا الطرف سيتعرض إلى الضربات الجوية من قبل الدول الراعية لهذا الاتفاق، لذلك يجب تحديد الحدود لمناطق وقف التصعيد أو التوتر ومواصلة العمل بهذا الاتجاه، وبعد تحقيق ذلك بشكل كامل، سيكون هناك التزام بنظام الهُدن في سوريا وسيكون أسهل مما كان عليه في السابق، والمعارضة المسلحة ستعرف أنّ أي خروقات ستنعكس عليها سلبيّاً وبعنف وقوّة كما أشار حول ذلك الطرف الروسي.
وحول ما إذا كان هناك مخرجاً للأزمة القطرية الخليجية الحالية رأى المستعرب الروسي أونتيكوف أنّه في نهاية المطاف ستقدّم قطر بعض التنازلات للسعودية، وستنتهي هذه الأزمة في الخليج الفارسي، فالضغط على قطر مستمر والآن الدوحة ترفض تطبيق كل الشروط التي فرضتها السعودية وحلفائها، لكن في نهاية المطاف سيكون هناك تطبيع العلاقات مع تنازلات مقدّمة من قطر أمام دول الحصار عليها، مشيراً إلى أن روسيا مهتمة بهذه الأزمة الجديدة في الخليج الفارسي، بشكل عام في الشرق الأوسط، وروسيا صرّحت بأنّها جاهزة للعب دور وسيط بين قطر والدول الخليجية الأخرى ومصر، لكن الدوحة رفضت الدور الروسي، فالأزمة مستمرة ممكن أن تأخذ حيّزاً طويلاً وإلى أن تنتهي ستنتهي بما تمّ ذكره آنفاً./انتهى/