أكد الاستاذ المساعد في جامعة الشهيد بهشتي محمد رسول ايماني أن ترويج وتبيين العرفان الاسلامي وتوعية مختلف طبقات المجتمع بالتراث الاسلامي يسد الطريق على نشر العرفان الكاذب.

يشهد العقدان الأخيران نموا سريعا لنشاط الحركات الصوفية الحديثة في ايران حيث استحوذ على اهتمام علماء الدين والاجتماع فيما يعتبر بعض الخبراء ان الدين يلعب دورا هاما في مجال السياسة الايرانية ومن هذا المنطلق ظهور مثل هذه الحركات تتعارض والمبادئ الاسلامية في البلاد لأنها لا تخدم التعاليم الدينية التي تدعو الى الله وفي بعض الحالات تنكر وجود الله فيطلق عليها اسم "العرفان المزيف". 

ويتصف العرفان الكاذب بالغاء الاحكام الشرعية في الحياة اليومية والبحث عن الحقيقة من خلال طرق غير دينية وما يتحدى  الدول الاسلامية هو ظهور مئات من المجموعات المدعية بانها عرفانية او صوفية التي تسعى الى التاثير على مسار السياسة والاقتصاد في هذه الدول.

وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الاستاذ الجامعي حجة الاسلام محمد رسول ايماني لبحث اسباب اهتمام الشباب بالعرفان أوضح فيه ايماني ان جوهر العرفان هو الوحدة وتحويل مظاهر الكثرة الى الوحدة ورسم خطة مشتركة لجميع البشر من اجل بلوغ الكمال الانساني والانسجام مع الكون حتى يرى السالك في طريق العرفان نفسه قطرة من ماء البحر مضيفا ان ما يقدمه العرفان هو ضالة البشر ودواء لكل داء.

ورأى الاستاذ الجامعي أن النزعة الفردية من نتائج الحضارة الجديدة في العصر الحديث وفي نفس الوقت هي من مصادر الاضطرابات الفكرية والنفسية التي تعذب روح الانسان وتخفض مشاعره الدينية والروحانية بينما التخلص من قيود الفردية والانانية المانة فيها يبشر بالهدوء النفسي و من هذا المنطلق يمكن اعتبار الحركات التي تدعو الى العرفان نابعة عن نزعة انسانية اصيلة فش ضمائر الشباب.

وتابع ان الرغبة العامة في العرفان والتصوف تعتبر نزعة اصيلة انسانية الا انها تخرج احيانا من طريقه الصحيح وتؤدي الى تضليل الشباب بينما الهدف الرئيس لدى كل انسان هو التقرب الى الله كما جاء في علم الاخلاق طبيعة الانسان لا تنسجم مع الرذائل والسيئات والفطرة الانسانية تأمر بالخير. 

واوضح: ان الله تعالى يصف المضللين بان "أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ" (سورة النور: 39) ومن يسعى وراء المطالب والامنيات الكاذبة مثله مثل الظمآن الذي يركض وراء السراب./انتهى/