أوضح عضو المجلس العربي والدّولي لعلماء المسلمين في منظمة الشّعوب والبرلمانات العربية بالقاهرة الداعية في الأزهر الشّريف الشّيخ محمد رمضان أبو زيد في حديث لوكالة مهر للأنباء أنّ الجيش المصري نجح خلال فترة وجيزة في الحد من نسبة العمليات الإرهابية الموجهة إلى القوات المسلحة المصرية في منطقة الصراع.
وأضاف الداعية رمضان أبو زيد أنّ هذا إن دلّ، إنما يدل على العقيدة الدينية الراسخة لدى القوّات المسلحة المصرية في القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية، مما يبعث برسالة طمأنينة للمواطنين والعالم بأن هناك عيون ساهرة ستظل، وإلى أن تقوم الساعة محافظة على أمن مصر العزيزة في داخلها وخارجها برّاً وبحراً وجوّاً.
وفي سؤالٍ حول اتهام أمريكا للجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعم الإرهاب، قال عضو المجلس العربي والدولي لعلماء المسلمين الشيخ رمضان: إن الضغط بالأدوات الناعمة على طهران لن يتوقف، رغم أن التجربة التاريخية للمقاطعات الاقتصادية لا تشجّع على توقع نتائج مغرية، مبيّناً أن أمريكا تعود الآن لملف الحصار الاقتصادي على الأشخاص والمؤسسات الإيرانية لوضعها ضمن قوائم سوداء، ويعودون ثانية لعبارة "كل الخيارات على الطاولة" تجاه إيران، وخاصة بعد التجارب الصاروخية الإيرانية الأخيرة وهي العبارة التي استخدمها سابقاً باراك أوباما وجورج بوش الابن.
ولفت أبو زيد إلى تحديد العوامل التي تجعل المواجهة العسكرية أمراً مستبعدا وأهمها انشغال الغرب بالوضع الاقتصادي وإدراكه أن المواجهة العسكرية مع إيران ستكون تكلفتها الاقتصادية – بغض النظر عن نتائجها العسكرية له أو عليه- هائلة في ظل اقتصادي أمريكي يعاني من تزايد في ديون الدولة، وتراجع في نصيب الولايات المتحدة في حجم الإنتاج العالمي، وتآكل في الطبقة الوسطى، ومنافسة تجارية شرسة تقودها الصين وبنجاح منقطع النظير، وسيناريو المواجهة هو سيناريو تدعمه مؤشرات، ومن زاوية أوسع تتمثل في أن إيران تهدد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وقد يغريها "التخاذل الأمريكي" عن المواجهة نحو مزيد من التضييق على حلفاء أمريكا.
وحول دور منظمة العلماء المسلمين في توعية الشباب العربي والمصري من مخاطر الإرهاب والفكر المتطرف، رأى أنّهم في منظمة الشعوب والبرلمانات العربية بالقاهرة برئاسة الوزير الدكتور عبد العزيز عبد الله يعطون الأولوية للشباب حيث يحتل الشباب مكانة بارزة في تركيبة المجتمع من حيث العدد والأدوار والحاجات.
وأردف أنّ نسبة الشباب في بنية المجتمع المصري هي الأعلى مقارنة بباقي فئات المجتمع وهو يمثل رهاناً اجتماعياً في المسيرة التنموية للبلاد في مستوى تحقيق المعادلة بين توفير احتياجات الشاب وجعله قادراً على الانخراط في نسق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأوضح الشيخ رمضان أبو زيد أنّه ومن هذا المنطلق تسعى الدولة المصرية بهياكلها إلى استنباط الوسائل والمناهج الضرورية لتحقيق تلك المعادلة وذلك الرهان وفق الخصوصيات الاجتماعية والاقتصادية والمرجعية للمجتمع واستجابة للطموح العام في سبيل تكوين مجتمع مدني يقوم على المؤسسات وعلى الدور الفاعل لمختلف مكونات وشرائح المجتمع، مبيّناً أنّه وفي هذا الإطار، تلعب المؤسسات الشبابية وظائف ذات أهمية بالغة في جعل الشاب متفاعلا مع طبيعة السياق الاجتماعي بشكل يؤهله للاضطلاع بالأدوار الآنية والمستقبلية المرجوة منه. وتعتمد هذه الوظائف على مقاربات تربوية (طرق ووسائل) متفاعلة مع تطور المتغيرات المحيطة بالمنظمة مثل (مؤسسات – جمعيات – خصوصيات ثقافية ...) وبالمعطيات التي تميز شخصية الشاب (الميول – الرغبات – الأدوار)./انتهى/