أكد النائب السوري جمال الزعبي ان ما حدث في مجلس الشعب يوم الخميس الماضي كان نتيجة لمقدّمات وأسباب تراكمت على مدى الأيام التي سبقته، فرئيس المجلس كانت أحيانا تتجاوز تنظيم الدور المعطى للزملاء لمناقشة النظام الداخلي خلال المداولة العامة.

وأضاف النائب الزعبي في حوار خاص لوكالة مهر للأنباء أنّه وخلال الجلسة المذكورة في يوم الخميس أنهت رئيس المجلس الجلسة بشكل مفاجئ ولم يكن بعض الزملاء قد أنهوا مداخلاتهم، ومنهم من لم يداخل بعد وذلك حسب الدور المسجل للمداخلات، وأقفلت باب النقاش في المداولة، مما أدى إلى امتعاض الزملاء من هذا التصرف السلبي والغير دستوري والبعيد عن روح الديمقراطية التي سادت سابقاً.

مبيّناً أنّ الزملاء النواب اعتصموا احتجاجاً على هذا السلوك وتقدم 164 من النواب باقتراح حجب الثقة عن رئيس المجلس، وتم عقد جلسة مسائية برئاسة نائب رئيس المجلس تم فيها حجب الثقة عن رئيس المجلس، وبشكل آلي يقوم نائب الرئيس بأداء أعمال رئيس المجلس، وذلك حسب الدستور، ريثما يتم انتخاب رئاسة جديدة للمجلس خلال مدّة أقصاها 15يوماً من تاريخ فراغ كرسي الرئاسة.  

ولفت الزعبي أنّ ما تم في مجلس الشعب بحسب تعبيره، عبّر تعبيراً واضحاً أنّ ملامح الديمقراطية وممارسة النواب لحقهم الدستوري لا يمكن أن يصادره أحد حتى لو كان رئيسا للمجلس، وهذه كانت ظاهرة صحية جداً ولو أنها شكّلت سابقة بالمعنى الإيجابي، ولكن لابد من أن تبدأ الممارسة الصحيحة من مكان ما، فكان هذا هو التعبير الأصدق عن ممارسة الديمقراطية وحق النواب في التعبير واستخدام ما يسمح لهم الدستور وما كفله لهم.

مشيراً أنها بداية قوية ستفسح المجال بعدم التفكير بتجاوز الدستور والقانون لمن سيحاول ذلك مستقبلا وهذا هو الجزء الأهم من عملية الإصلاح الإداري والسياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد التي دعا إليها السيد الرئيس بشار الأسد.

وأوضح النائب الزعبي حول مفاوضات جنيف أنّه عندما ذهبوا إلى جنيف كان نصب أعين الدولة الشرعية السورية أن تفوّت الفرصة على من يتهمها ويقول بأنّ الحل عسكري في سورية وأنها تريد استمرار الحرب مع العلم أنها فرضت عليها من قبل(80) دولة، ولذلك كانت المشاركة في جنيف، لإثبات أنّ الدولة السورية لطالما كانت من دُعاة الحل السياسي السلمي، لإنهاء الحرب على الشعب والدولة السورية.

وأردف أنّ ذلك ترافق مع انتصارات عسكرية سطرها الجيش السوري على أرض الميدان وهي إنجازات كبيرة وفرضت واقعا ميدانيا جديدا، ولكن هذا كله عزّز موقف سورية بالدعوة للحل السياسي وانتهاج الطريق السلمي لإنهاء الحرب وتمت الدعوة للمصالحات وانجاز مناطق تخفيض التوتر وتسوية أوضاع المطلوبين، وبعقول باردة أثبتت سورية للعالم أجمع أن الطرف الآخر وداعميه هم من يصعّدون الحرب والأعمال العسكرية ويخرقون الهدنة ويستمرون بعملية التدمير والقتل.

معتبراً أنّ جنيف لازالت بالنسبة لسورية مساراً أساسياً لإنهاء الحرب المفروضة عليها ولا غنى عن جنيف والعملية السلمية والتي نأمل أن تنتقل إلى داخل سورية لأن الدمار والقتل يصيب الوطن وأبناء الوطن، فالدولة السورية الشرعية لجميع أبناءها، لا يمكن أن تكون إلا الأم الرؤوف للجميع، وحتى العاقّين منهم.

وتابع أنّه لم تنتشِ رؤوس المسؤولين بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والمقاومة الشريفة والقوى الصديقة على الأرض بل زادت من الثقة.

وأما فيما يتعلق بمعركة عرسال وتطهيرها من التكفيريين الإرهابيين التي بدأت منذ أيام بيّن الزعبي أنّه آن الأوان لأن يفهم الإرهابيين ومن يشغلهم ويدعمهم من معسكر الدم وأسيادهم من أعراب الخليج وبني سعود أنه آن الأوان لإنهاء الوجود الإرهابي في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، فلا يمكن إنهاء الحرب وهناك قواعد وجيوب إرهابية في عرسال وغيرها من المناطق.

واستطرد أنّه ولذلك ارتأت القيادة السورية والمقاومة الشريفة أنه يجب القضاء على الإرهاب في المنطقة واستجاب الجيش اللبناني والرئيس المخلص ميشال عون لهذه الضرورة وبدأت عملية التطهير في عرسال والجرود لإنهاء الوجود التكفيري.

 مؤكّداً أنّ الجانب السوري جاد حتى النهاية بحسم هذا الوجود وهو ما يعمل عليه بواسل الجيش العربي السوري ونسور الجو في الجانب السوري من الحدود، وقد بدأت مجاميع الإرهابيين بالهروب والاستسلام وطلب مخارج أمنة للهروب، وبذلك سيتم وضع حد لهذا الوجود وهذا الملف الذي كان يستخدمه أعداء السلام وأعداء الشعبين الشقيقين السوري واللبناني، لاستمرار الحرب والدمار، وبالحل السياسي لإنهاء الحرب الظالمة على سوريا./انتهى/

اجرت الحوار: سمر رضوان