في انتظار مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني ينشغل الشارع السياسي الايراني بتعيين وزراء الحكومة الجديدة التي يختارهم رئيس الجمهورية فما هو الدور الحقيقي لقائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في هذه العملية السياسية مع انتشار الشائعات في الإعلام الأجنبي.

وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلاً مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلاميةآية الله العظمى السيد علي الخامنئئي أن الحكومة الايرانية الثانية عشر سيتم تشكيلها قريباً، حيث ستقام مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني بعد 10 أيام، وقد انتشرت مؤخراً شّائعات تطلقها وسائل إعلام خارجية تروج مزاعم بتدخل لقائد الثورة الإسلامية في اختيار أعضاء الحكومة فرداً فرداً.

يمكن معرفة مصدر الشائعات وناشرها إلا إن الأمر المهم هو توضيح آلية وعمل قائد الثورة الاسلامية فيما يخص الحكومات والمسؤولين في أعلى مراتب السلطة التنفيذية.

وأكد مكتب حفظ ونشر آثار قائد الثورة الإسلامية أن الرؤية العامة لقائد الثورة الإسلامية كانت على الدوام دعم الحكومات، حيث شدد سماحته على هذا الأمر في لقائه الرمضاني مع مسؤولي النظام، وأعاد في الظروف الحاكمة ما بعد الانتخابات مجدداُ أن : "دأبي دائماً هو دعم الحكومات في ايران، وسأستمر ذلك اليوم ومادمت حياً إن شاء الله /12/6/2017".

والهدف من هذا الدعم هو تمكين الحكومة من تنفيذ مهامها الضخمة، وإنجاز وظائفها وحل مشكلات الشعب، ولتحقيق هذا الهدف يتوجب اختيار مسؤولين معتقدين بمبادئ الثورة الاسلامية بشكل جذري حيث يعتبروا أن خدمة الشعب واجبهم الرئيسي.

وتركزت توجيهات قائد الثورة الاسلامية خلال السنوات الأخيرة على إيجاد حلول للمشاكل المعيشية للشعب وتقوية الاقتصاد الوطني، لكن المغرضين لا يحملون سوى النوايا السيئة لإيران والشعب الإيراني ويحاولون تحريف وتفسير مواقف قائد الثورة كموقف معارضة للحكومة، فيما تشير توصيات قائد الثورة الى مساعدة ودعم الحكومة وتوجيهها نحو خدمة الشعب والعمل، ومرافقتها للوصول إلى النجاح والتوفيق والعز.

وعليه فإن اهتمام قائد الثورة الاسلامية باختيار بعض المسؤولين في الحكومات ينطلق من فلسفة التواجد المسؤول في النظام الاسلامي وخدمة الشعب، فالمسؤولون يجب أن يكونوا من ذوي الاخلاص الذين يسخرون منابرهم كفرصة لخدمة الشعب  ومرضاة الله وإبعاد غضب الله.

ومن هذا المنطلق قامت جميع الحكومات السابقة في ايران بالتنسيق مع قائد الثورة في اختيار وزراء الدفاع والخارجية والأمن والتي تعتبر حقائب سيادية ، وذلك استناداً الى الدستور الإيراني فيما خص دور قائد الثورة الإسلامية في قضايا السياسة الخارجية، والدفاعية والأمنية للبلاد.

وفيما يخص وزارات أخرى كالعلوم ، والتربية والتعليم، والثقافة والإرشاد الإسلامي، فان قائد الثورة الاسلامية له رؤية خاصة فيها لأن أي انحراف في هذه الوزارات يمكن أن تؤثر على حركة البلاد وتوجهها نحو أهدافها والتي تعتبر من وظائف قائد الثورة الاسلامية إلا أنه لا يتدخل في اختيار المسؤولين عن هذه الحقائب، وعن باقي الوزارات فإن قائد الثورة الاسلامية يقدم رأيه عند اللزوم.

وكما أشار قائد الثورة الاسلامية في خطابه في 4 حزيران هذا العام فإن رئيس الجمهورية يتمتع وفق الدستور الايراني بإمكانيات واسعة في البلاد ويستطيع القيام بالكثير من الأعمال وتوظيف الطاقات الداخلية لانجاز مهامه القانونية وليس هناك أي عقبة أمام تنفيذ وعوده للناس.

وعليه فإن الشائعات الأخيرة عارية عن الصحة، فاهتمامات قائد الثورة الإسلامية ورؤيته في تشكيل الحكومة الجديدة هي بالطبيعة البحث عن الكفاءات واختيار أشخاص يكون شغلهم الشاغل وعملهم الدؤوب هو حل مشاكل الشعب. /انتهى/