في حوار أجرته وكالة مهر للأنباء مع الأمين العام للمجس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية "محمد باقر خرمشاد" حول النظام العالمي السائد على الساحة الدولية ودور إيران في صياغة هذا النظام أكد على أن الساحة الدولية منذ عام 1990 لم تعد الثنائية القطبية، لكن بعد مضي 30 عام مازالت الساحة الدولية غير مستقرة لحد الان من حيث النظام الحاكم فيها.
وأعتبر ان العالم حاليا يعيش المرحلة العابرة التي طال أمدها كثيرا، إذ أدى ذلك الى توسيع النزاعات والتوتر عالميا، مضيفا أن التوجهات التي تم تشكيلها في هذه المرحلة والسناريوهات التي انعقدت نطفتها والتي تحدد التوجهات المستقبلية في الساحة الدولية، هي التي تصيغ سياسات إيران الخارجية تجاه ما يخدم مصالحا، وتحدد أي من القوات الأقليمية او العالمية أكثر تعاونا معها وما هي التحالفات التي يجب أن تتشكل او تنضم اليها واي منها اقرب لمنهجية ايران السياسية ولديها مستقبل أكثر إستحكام وقوة اقليميا وعالميا، وايضا تقرر ماهية سياسات إيران وتصرفاتها من اجل دفع السناريوهات تجاه خدمة مصالحها.
وصرح الأمين العام للمجس الإستراتيجي الايراني أن هذه القضايا قد تم طرحها والبحث عنها وتبيينها أمام المجتمع العلمي واللجان الخاصة بالعلاقات الخارجية في إيران من خلال ستة مؤتمرات عقد اثنان منها خلال الشهرين الماضيين ومن المقرر أن تعد اربعة الأخرى في الأسابيع المقبلة.
وخلال حديثه أشار خرمشاد الى ما حصل بعد انهيار احد القوتين الحاكمتين على النظام السياسي العالمي بعد الحرب الباردة التي قادها الولايات المتحدة والإتحاد السويتي، قائلا أن بعد ذلك حاولت الجهة المنتصرة أن تقدم نظام أحادي القطب أمام الساحة الدولية، ولكن هناك تحليل آخر يقول أن النظام السياسي العالمي في هذه المرحلة تحول من نظام الثنائية القطبية الى نظام متعدد الاقطاب، إذ نرى لكل منطقة قواها الإقليمية التي تلعب دورها داخل المنطقة وخارجها وبما أن لكل منطقة عدد محدد من القوى، لذلك طريقة تعاملها مع بعضها البعض يحدد شكلية النظام المستقبلي الذي سيحكم العالم، مؤكدا أن مدى نفوذ القدرات الإقليمية سيؤثر مباشرة على مدى نفوذها وأهمية دورها في النظام السياسي العالمي ، قائلا: على سبيل المثال تشكل البرازيل القوة الإقليمية الأكثر نفوذا في أمريكا اللاتينية، بينما الصين واليابان وروسيا وإيران هم القوات الأقليمية الأكثر نفوذا والتي تلعب الدور الأهم في آسيا.
وقال الأمين العام للمجس الإستراتيجي الايراني أن ايران بالدور التي أدته في سياق الأزمة السورية استطاعت أن تستقطب تركيا داخل المثلث الروسي-الإيراني- التركي، والخلافات الحالية بين السعودية وقطر قد تعزز هذا التعاون، ولكن من جهة اخرى أن تركيا تعتبر حليفة الولايات المتحدة وعضوا في الناتو وتتطلع دائما الى الإنضمام للإتحاد الإوروبي وهذا الأمر يجعلها في مفارقة في علاقاتها مع روسيا وإيران من جهة والسعودية وأمريكا من جهة أخرى.
واشار خرمشاد الى بعض الحوافز التي بإمكانها أن تعزز علاقات القوى الإقليمية، مشيرا الى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد كل من ايران وروسيا، معتبرا أنها تشكل الأرضية اللازمة لتعاون إيراني روسي اوسع النطاق، مؤكدا أنه رغم مضاربة المصالح الإيرانية الروسية بعض النقاط لكن العدوا المشترك يجعل هذا التعاون لامناص منه.
وفي النهاية قال خرمشاد أن أيران وروسيا تتفقان على نظام عالمي متعدد القوى لكن الولايات التحدة تريد عالما احادي قوة، مضيفا أن جميع القوى في العالم قد تكون صديقة ومنافسة لبعضها البعض في آن واحد والظروف الأقليمية والدولية والأحداث، هي التي تقرر اي من الكفين أكثر ثقلا، الصداقة او المنافسة./انتهى/