احتل خبر استشهاد العسكري الايراني "محسن حججي" عناوين وسائل الاعلام الايرانية خلال الايام الماضية حيث اشاد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بمعنوياته العالية وأقدامه التي جسدت الصلابة والشجاعة قبيل ذبحه على يد "داعش" الارهابي.

وكالة مهر للأنباء- محمد مظهري: الشهيد محسن حججي (25 عاماً)  الذي أقدمت عناصر من داعش على أسره يوم الاثنين ومن ثم اعدامه ذبحاً في منطقة التنف الواقعة على الحدود العراقية السورية، كان يعمل في مؤسسة "الشهيد كاظمي" الثقافية وهو من مدينة نجف آباد التابعة لمحافظة اصفهان وسط إيران، وكانت له أنشطة أيضا في إطار معسكرات البناء والإعمار في بلاده.

وكانت وسائل إعلام موالية للتنظيم الإرهابي قد نشرت صورة لحججي بعد أسره، وهو مقيد من قبل أحد عناصر "داعش" في سوريا ما ادى الى ردات فعل واسعة في الشارعين الايراني والعربي حيث شهد الفضاء الالكتروني تعليقات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في ايران ولبنان وبعض الدول العربية على مقطع أسر وذبح الشهيد الشاب محسن حججي مشيدين بأقدام الشهيد التي جسدت الصلابة والشجاعة والعيون التي تلألأ فيها الايمان والعقيدة.

ان حادث استشهاد حججي يحمل في طياته رسائل هامة على ثلاثة اصعدة اجتماعية وسياسية وعائلية.

على الصعيد الاجتماعي تداول الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي صورة الشهيد قبيل ذبحه من قبل "داعشي" يمسك به من الخلف، وبيده سكين الذبح، بينما مشيرين الى الصلابة الظاهرة في عيني الشهيد، وعلامات الخوف في وجه الإرهابي القاتل.

وفي نفس السياق رأينا رسوم تعكس مشهد استشهاد محسن حججي : هنالك صورة رائعة بريشة الفنان "حسن روح الأميني" يرسم فيها سيد الشهداء ينتظر قدوم الشهيد محسن حججي .

في هذا المشهد من جهة نرى أسيراً مقبلاً على الذبح وهو واثق بربه ونفسه وصاحب وقفة صلبة وقامة منتصبة.... وعلى الضفة الاخرى يقف ارهابي صاحب وجه متجهم وهو مرعوب ترتعد فرائصه كأنه يواجه عزرائيل عند الذبح... نعم، "داعشي" قام بذبح اسير ايراني من الوريد الى الوريد، لكن رأينا مذبوحا يرعب ويقتل جلاده وهو يعانق السكين.

يعتقد البعض ان المشهد يستذكر لنا حادثة عاشوراء في كربلاء والتي تمثل قاسماً مشتركا اسلاميا وانسانيا  .. صحراء وخيام ودخان أسوَد، ووقوف جنود الحقد والجهل في وجه أصحاب الحسين (عليه السلام).

محسن حججي الذي استشهد ذبحا بعد أسره من قبل تنظيم "داعش" الارهابي، ملأت صورته مواقع التواصل الاجتماعي وتسببت مرة اخرى في لم شمل ابناء الشعب الايراني حيث زاد  هذا الحادث المؤلم عزمهم وارادتهم في مواجهة الارهاب.

وعلى صعيد ردة فعل عائلة الشهيد حججي أكدت زوجته على انها تقتدي بالسيدة زينب قائلة: "ما رأيت الا جميلا وأسال الله عزوجل صبرا". تقول زوجة الشهيد "لن أبكي لأنني اريد الاعداء يفرحون بقطرات دمعي، استشهد زوجي كي يثبت ان قائد الثورة ليس وحيدا وهنالك رجال يدافعون عن القيم ومن أراد أن يبكى على زوجي فعليه ان يتذكر مصائب سيد الشهداء والسيدة زينب التي فاقت كل المصائب ويبكي عليهما وعليه أن يواصل درب الامام الحسين".

أما على الصعيد السياسي فان هذه الجريمة من شأنها تعزيز عزم ايران للوقوف بوجه مروجي الارهاب والتطرف والتصدي لهم ولجرائمهم وفقاً لما قاله المسؤولون الايرانيون.

شدد المسؤولون السياسيون والعسكريون مرارا وتكرارا على ان الأمن الذي تنعم به البلاد رهن بتضحيات وبطولات التي سطرها مدافعو الحرم البواسل.

ومن جهة اخرى توعد اللواء قاسم سليماني باقتلاع جذور الارهاب والتيار الوهابي في العالم الاسلامي مؤكداً على ان مثل هذه الجرائم تؤدي الى وحدة الامة الاسلامية وتعزيز مستوى الوعي فيها تجاه هؤلاء الارهابيين والخوارج. فإن استشهاد حججي سيزيد من عزم وارادة الشعب الايراني في مواجهة جبهة الجهل والتكفير.

كما لا نستبعد رداً حاسماً وقاصماً من قبل ايران على غرار الضربة الصاروخية التي استهدفت معاقل الارهابيين في سوريا .... وهناك احتمال لقيام ايران باستهداف مراكز الارهابيين او اجراء عملية نوعية على الارض او توجيه ضربة كبيرة لداعش تقصم ظهره.

في نهاية المطاف يجب ان لا ننسى ان ممارسات داعش الاجرامية ضد ايران تاتي في سياق انتقام اعمى بعد تكبده سلسلة من الخسائر المتلاحقة في سوريا والعراق حيث يرى داعش ان ايران هي التي تصدت لتقدمه على الارض وهي السبب الرئيس في تحرير الموصل وحلب.