وأفادت وكالة مهر للأنباء أن رئيس الجمهورية الإيرانية تطرق خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء اليوم إلىالى الذكرى السنوية لاستشهاد رجائي وباهنر (رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ورئيس وزرائه اللذين استشهدا في حادث تفجير 30 آب/اغسطس 1981)،وقال "لنضع يدا بيد من أجل وقف القتل والعنف في المنطقة ونكرس الاستقرار فيها، مشددا على ان ايران بلد كبير وقوي جدا، الا أنه يتحلى بالصبر بنفس القدر انطلاقا من حضارته العظيمة".
وتابع بالقول ان الشهيدين رجائي وباهنر كانا من الرجال الذين اختاروا منذ بداية حياتهم طريق الإيثار والتضحية، وإن شاء الله نتمكن من مواصلة دربهم.
وأوضح ان هذه الايام تذكرنا بتلك الايام العصيبة والصعبة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي، حيث كانت الثورة والنظام الاسلامي يواجهان ضغوط شديدة من قبل القوى الكبرى وخاصة اميركا، وكان الحظر الجديد ومحاولات الانقلاب والحرب المفروضة على امتداد الحدود الغربية والجنوبية الغربية لإيران.. وفي تلك الظروف استغلت الزمر المتمردة والإرهابية الوضع داخل ايران، واصبحت تنفذ اوامر القوى الكبرى، فكل ما يقال اليوم في انحاء العالم عن قضية داعش وجرائمه الوحشية الفظيعة، شهدنا شبيها لها خلال سنوات 1980 الى 1982، وأحد نماذجها كانت في مقر رئاسة الوزراء في طهران (الذي راح ضحيته الشهيدان رجائي وباهنر).
ومضى بالقول ان شعبنا في الظروف الصعبة والعصيبة، دافع عن الثورة والنظام والبلاد وحافظ عليها، ولم يأبه للمصاعب وتحمل الضربات القوية، الا ان هذه الضربات والجروح العميقة لم تتمكن من إركاع الشعب أمام القوى الكبرى.. إن الشعب اليوم يريد منا ان نواصل درب الشهيدين رجائي وباهنر وسائر الشهداء والإمام الخميني (رض)، وهذا ما يزيد من حمل المسؤولية الملقاة على عواتقنا وجسامتها.
ونوه روحاني الى قرب حلول عيد الاضحى، واعتبره بأنه يذكرنا بالتضحية الكبرى لإبراهيم الخليل والتي وصفها القرآن بـ"البلاء المبين"، مضيفا ان هذا كان اختبارا عظيما لإبراهيم واسماعيل عليهما السلام؛ الأب المستعد لتقديم أعز أعزائه الى التضحية، والعجيب أن الله أراد ان تخلد هذه الحادثة... حيث أمر الله ان يكرر الناس نفس المشاهد في كل عام، وهذا ليس امرا عاديا، مشددا أن علينا نحن ايضا ان نستعد لنضحي بأعز أعزائنا في سبيل الله ومن اجل الشعب ولخدمة الشعب.
وفي جانب آخر من حديثه، وصف روحاني الشهيد حججي بأنه نموذج لإسماعيل اليوم، مشيدا بالنظرة التي ارتسمت على وجه الشهيد حججي عندما كان يساق الى الذبح.. مصرحا: ان تلك النظرة للشهيد حججي كافية لتفخر بها بلادنا وتثبت ان شعبنا وشباب ايران الاسلامية الى أي مدى مستعدون للتضحية في سبيل أهدافهم السامية.. هذا هو تذكار ابراهيم الخليل الذي تجسد نموذجه الاعظم في كربلاء.
وأكد الرئيس الايراني ان رسالة عيد الاضحى، تتمثل في إنهاء إراقة الدماء في المنطقة وتكريس الاستقرار والنمو والمودة الاسلامية، متسائلا الى متى يجب ان يقتل الأهالي في سوريا والعراق ولبنان واليمن وفلسطين والأماكن الاخرى في العالم الاسلامي.
وأضاف : علينا ان نضع يدا بيد وأن نوقف القتل والعنف في المنطقة، وأن نكرس الهدوء في المنطقة، مضيفا: ان ايران باعتبارها بلد كبير وقوي جدا، الا انها تتحلى بالصبر بنفس القدر انطلاقا من حضارتها العظيمة.. إن لدينا العديد من الأوراق ويمكننا ان نستفيد منها، الا اننا لم نستفد من هذه الاوراق ضد اي احد وضد أي جار طيلة الـ40 عاما، وفقط استفدنا من هذه الاوراق للدفاع عن انفسنا، معربا عن امله بأن يستلهم قادة الدول الاسلامية من هذه الايام والاعياد الدرس اللازم، وأن نشهد إرساء الاستقرار في جميع دول المنطقة سريعا، وأن تتوقف إراقة الدماء، وأن تتحول منطقتنا الى منطقة للنمو والأخوة وثقافة الاخوة الاسلامية الكبرى./انتهى/