أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا خاصا مع العضو السابق في البرلمان البحريني "جواد فيروز" فيما يخص آخر المستجدات على الساحة البحرينية وجاء الحوار كالتالي :
س : ماهي آخر المستجدات عن الحالة الصحية لسماحة الشيخ عيسى قاسم و ما هو سبب عدم اطلاع عنه وسط الصمت الإعلامي في هذا الاطار؟
بعد اقتحام الأجهزة الأمنية البحرينية المدججة بالاسلحة والمدرعات منطقة الدراز في تاريخ 23 مايو 2017 والتي كانت محاصرة على مدى عام وبعد اعتقالها لأكثر من 300 من المعتصمين وقتلها خمسة منهم من الشباب، فرضت طوقاً أمنياً مشدداً على مختلف أحياء الدراز وبالخصوص في المنطقة المحيطة لمنزل آية الله عيسى قاسم مع تركيب كاميرات مراقبة لرصد جميع التحركات والمترددين على الحي والمنازل المحيطة بمنزل الشيخ وبذلك فرضت الإقامة الجبرية عليه مع زيادة الدوريات الأمنية في المنطقة وتشديد التدقيق في هوية كل من يتجول في الأحياء السكنية. بذلك يصعب جداً التقرب من محيط منزل الشيخ ونقل ما يجري هناك بصورة دقيقة و واضحة. مع الأسف الشديد قصرت كثيراً وسائل الاعلام المختلفة في تغطية التجاوزات والانتهاكات الجسيمة التي حصلت ولازالت تحدث في منطقة الدراز و نأمل من وسائل الاعلام النزيهة والمستقلة بجعل قضية شعب البحرين عامة واستهداف آية الله قاسم ضمن أولوياتها الإعلامية في خضم الأحداث والأزمات السياسية المتصارعة في المنطقة والإقليم.
س : ما هو تعليقكم على الاتهامات الموجهة من قبل آل خليفه الى الايران بزعزعة الاستقرار؟ ما هو سبب إثارة هذه المزاعم من قبل آل خليفة؟
دأبت السلطة الحاكمة في البحرين عبر تاريخها بالهروب من حل قضاياها وأزماتها الداخلية والإصغاء لمطالب شعبها الى إتهام جهات و دول خارجية في التدخل في شؤونها الداخلية. ففي الخمسينيات اتهمت حركة المعارضة الوطنية الممثلة في هيئة الاتحاد الوطني بإنها ناصرية ومدعومة من مصر وفِي السبعينيات اتهمت الاتحاد السوفيتي في حينه وبعد قيام الجمهورية الاسلامية في ايران اتهمت حركة المعارضة بإنها تابعة لها وموجهة منها وزادت هذه الإتهامات المزيفة عند انطلاق الحركة الشعبية العارمة في فبراير 2011 وقد فند هذا الإدعاء ما جاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي قدمه الشريف بسيوني لحاكم البحرين في نوفمبر 2011. وأخيراً مع بروز وتصاعد الأزمة الحالية مع قطر وجهت الإتهامات لها بإنها كانت تخطط بزعزعة الاستقرار في البحرين وهي التي تمول أطراف المعارضة كذباً وزورا! لذا على السلطة ان تحل أزماتها السياسية المحلية بالتفاوض والحوار مع المعارضة وقياداتها المعتقلة في سجونها وتبدأ بتبني مشروعاً إصلاحياً جذرياً شاملاً إستجابة لمطالب شعبها.
س : حدثنا عن تقرير منظمات الحقوقية في البحرين بأن آل خليفة تعتمد سياسة فرض التعذيب الممنهج على المعارضيين وترهيب عموم النشطاء وأهاليهم ما هو تقيمكم لتعليقات المنظمات الحقوقية الدولية في هذا الاطار؟
اعتمدت السلطة في البحرين على المؤسسات العسكرية والأمنية لفرض هيمنتها على كل مناحي الحياة لبسط نفوذ الدولة البوليسية، ومن هذه الأجهزة جهاز الأمني الوطني الذي تنامى دوره القمعي مؤخراً في استهداف المواطنين بعد صدور المرسوم الملكي في بداية هذا العام بزيادة صلاحياته واعتماده على التعذيب الممنهج وترهيب عموم النشطاء وأهاليهم ومنهم سياسيون وحقوقيون بالأساليب اللإنسانية ومنها: التعذيب الشديد والتحرش الجنسي، الحبس الإنفرادي، استخدام الفاظ وكلمات نابية والسب والشتم أثناء التحقيق، التهديد بإستهداف الأهل والأقارب، الترحيل القسري، المنع من السفر، حرق سيارات الضحايا، الفصل من العمل والتهديد بالحرمان من الخدمات الإسكانية والمعيشية التي تقدمها الدولة، و فِي غياب الفصل بين السلطات والقضاء العادل والرقابة المستقلة على الأجهزة الأمنية لن يمكن تحقيق اي اصلاح حقوقي في البحرين. هذا التقرير جهد مشترك لثلاث منظمات حقوقية لتوثيق التاريخ الدموي لهذا الجهاز القمعي و استمراره في ممارسة الإنتهاكات الجسيمة و بعلم كبار المسؤلين في الدولة. هذا وقد ذكر التقرير بان خمسة من سبعة رؤساء الجهاز منذ تأسيسه حتى الآن هم أفراد في الأسرة الحاكمة في البحرين.
س : كيف ترى تقرير الإدارة الأمريكية القاضي بوجود تمييز عنصري ضد الشيعة في البحرين من جهة ودعم واشنطن لآل خليفه في قمع الشعب البحراني والشيعة على الخصوص؟
التمييز ضد الشيعة في البحرين وإضطهادهم في كافة الشؤون ومناحي الحياة امر واقع وملموس ومرصود من الهيئات الدبلوماسية الموجودة في البحرين وكذلك مدون في العديد من التقارير والبيانات الحقوقية الصادرة من المنظمات والهيئات والشخصيات الحقوقية الدولية ومنها المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمقررين الخاصين إضافة الى تقارير منظمات حقوقية محلية و دولية. لذا عندما يتم اصدار اي تقرير حقوقي دوري من الدوائر الغربية و وزارات الخارجية و منها الإدارة الإمريكية فلا يمكن تجاهل هذا التمييز الفاقع والاضطهاد الممنهج ضد الشيعة في البحرين، لكن مع الأسف الشديد هذه الإدانات لفظية غير مترجمة في سياساتها الخارجية والعلاقات الدبلوماسية بينها وبين البحرين! فمن الواضح جداً بان المصالح الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والعسكرية لهذه الدول هي الأولوية وليس مبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية في هذا الشأن وبذلك فهي تُمارس النفاق والإزدواجية التامة في مواقفها، كما ان هناك تناقض ومفارقة واضحة في سياساتها الداخلية المبنية على حقوق المواطن والتداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية واحترام الحريات العامة والشخصية و سياساتها الخارجية المغايرة تماماً بدعمها للحكومات والأنظمة المستبدة ذات ممالك مطلقة تدار كملكيات خاصة للأسر الحاكمة التي تصادر حقوق شعوبها وتستحوذ على كل السلطات وثرواتها الوطنية!!!
س : حدثني عن رأيك حول الخلافات بين قطر و آل خليفة و اتهام المنامه الدوحة بزعزعة الاستقرار في البحرين من خلال دعم شبكات المعارضين؟
الخلافات بين الأسرتين الحاكمتين في البحرين وقطر قديمة وتتجدد بين حين وآخر و مع تصاعد التباين في السياسات الاماراتية والسعودية من جهة والقطرية من جهة أخرى في الأزمات الراهنة التي اعقبت ثورات الربيع العربي في الدول العربية المختلفة والتدخل المباشر لهذه الدول الخليجية الثلاث لدعم الجماعات المسلحة مما زاد الصراع والاختلاف فيما بينها، وبحكم تبعية السلطة في البحرين للنظام السعودي و سيرها في فلك التوجهات الإقليمية الإمارتية بسبب المساعدات المادية لها، لذا تسعى البحرين جاهدة الإستفادة القصوى من الأزمة الراهنة مع قطر إرضاءً للسعودية والإمارات وكذلك تبرير قمعها للمعارضة الداخلية وعدم الاستجابة لمطالبها الإصلاحية المشروعة بحجة زائفة وكاذبة بإنها ممولة من قطر وتنفذ أجندتها في زعزعة الاستقرار فيها!
س : ما هي الطرق لفضح وكشف جرائم الدول الاستكبارية و أدواتهم في المنطقة خاصة ضد الشعوب المظلومة خلال موسم الحج للحجاج المسلمين؟ وما هي أهمية فرصة الحج لتبيين مظلومية الشعب الفلسطيني؟
موسم الحج مناسبة دينية عبادية شرعها الله سبحانه وتعالى لتحقيق المبادئ والأهداف السامية للرسالة الاسلامية في جميع أبعادها الروحية والدنيوية و في جعل الأمة كالبنيان المرصوص في تعزيز وحدتها وتماسكها امام المؤامرات والدسائس الخارجية وللدفاع عن مقدساتها والبراءة من أعدائها ونصرة الشعوب المظلومة والمضطهدة، وفِي مقدمة هذه المقدسات المسجد الأقصى و الأراضي الفلسطنية المغتصبة من الكيان الصهيوني و الذود عن الشعب الفلسطيني امام الآلة العسكرية لقوات الإحتلال. لذا فمن البديهي ان تعقد اثناء موسم الحج المؤتمرات والفعاليات المتعددة لنصرة الأقصى و توعية عموم المسلمين بأهمية الدفاع ونصرة الشعب الفلسطني المضطهد وإجبار الحكومات الإسلامية على توحيد مواقفها وسياساتها في مناهضة المشروع الصهيوني في التوسع والهيمنة على مقدرات المسلمين./انتهى/
أجرى الحوار : محمد فاطمي زاده