أعلنَ الديكُ الصباحْْ
بعدما ودَّع جفنُ العينِ رؤيا المقلتَينْ
فسَقی الدّارَ صياحٌ مبهجٌ تلوَ صِياحْ
وأبي صلّی وأمي ركعَتينْ
ونما في كلماتي الروضُ من همسِ الرّياحْ
ولقد فتَّقَ الاضحى من شذاها وردَتينْ
عندما سافَرَ معْ أبخرةِ القهوةِ طيبٌ فيه ودٌّ وسماحْ
وعلی الأسطُحِ عصفورٌ لـ"فيروزَ" يُغني
فَرِحاً أغنيتينْ
لِيلُمَّ الطيبَ بين الريشِ أو تحتَ الجَناحْ
وتصيرَ النشوةُ الكبری لديهِ نشوَتينْ
ولقد عمَّ عبيرُ المنزلِ الشارعَ كلَّهْ
كبساتينَ تُغني الفلَّ إذ تُنجبُ فلَّةْ
منذُ أن ثَرَّ العبيرُ منذُ فاحْ
وأتَت تطرقُ بابَ البيتِ أيدي طفلَتينْ
ومضت أمي تبوسُ الخدَّ حتی يُستَراحْ
ألَقُ الشوقِ بدفء القُبلتينْ
هكذا عُلِّمتُ أسرارَ الأمومةْ
والتماعَ السّحبِ لو غَطّی نجومَهْ
وتباشيرَ الغرامِ
وکلامَ الشوقِ في نَبضِ الحمامِ
هكذا اُنبِتَت الفرحةُ فينا فجأةً في فرحتينْ
هكذا عُلِّمتُ أنَّ العيدَ فرضٌ
هكذا عُلِّمتُ أنَّ الحبَّ فرضٌ
بين حربٍ وسلامٍ بين فِسقٍ وصلاحْ
هكذا عُلّمتُ أنَّ الحبَّ آیاتُ هدیً
عسجدٌ في قلبِنا أو ضَحَـکاتٌ من لُجينْ
فلنكن أمةَ خيرٍ نسألُ اللهَ سلاماً وفلاحْ
نسألُ الله الهدی
في اقتباس الحُسنَيَينْ
يا شعوبَ الأرضِ عوا
إنما الإسلامُ كلا .. ليس بالسيفِ المجرَّدْ
إنما الإسلامُ كلا .. ليس بالرَّمي المسدَّدْ
إنما الإسلام بالحبِّ وبالعلمِ وبالنهجِ المخلَّدْ
هكذا قال محمّدْ(ص)
هكذا قالَ عظيمُ القَريتَينْ
إنما الإسلامُ كلا .. ليس في حملِ السِّلاحْ
إنما الإسلام في الفكرِ وفي صنعِ اليدينْ
بقلم الشاعر الصحفي الأديب: مصطفى الغافلي