وأفادت وكالة مهر للأنباء أن تقارير قد نشرت في الأيام الأخيرة تكشف عن خطة حكومة دونالد ترامب لتأكيد عدم التزام إيران بالمجريات والنصوص الموقعة بشان الاتفاق النووي،الأمر الذي دفع بعض المحللين بالاعتقاد أنه يمكن أن تكون هذه الممارسات نقطة الانطلاق لخطط الادارة الأمريكية للتملص من الاتفاق النووي.
وفى الاسبوع الماضى قامت ممثلة أميركا لدى الأمم المتحدة"نيكي هيلي" على رأس وفد رفيع المستوى بزيارة إلى فيينا للاجتماع مع مسئولى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقبل الزيارة من الوكالة قالت هيلي ان الولايات المتحدة تريد معرفة ما اذا كانت الوكالة لديها النية في اجراء عمليات تفتيش للمراكز العسكرية الايرانية أم لا ، معتبرة عقد الاجتماع مع مسئولى الوكالة على أنه ياتي للعثور على الحقيقة ومعرفة وجه صوابها.
وفي الايام الاخيرة، ووفقا للتطورات الاخيرة، ذهب بعض الخبراء ان الحكومة الامريكية تحاول الهروب من التزامها حيال الاتفاق النووي للاسباب التي ذكرت أعلاه.
وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الدكتور "باستوري جيانلوكا" أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميلانو،لكشف المواطن المجهولة من الاجراءات الاميركية والاهداف التي تحاول ادارة ترامب ترجمتها على الواقع الإيراني وقد جاء الحوار مع الأستاذ كالتالي:
س : ما هو تقييمك للتطورات الأخيرة والتنبؤات حول مصير الاتفاق النووي بعد التصريحات التي أدلت بها مندوبة أميركا لدى الأمم المتحدة؟
الإدارة الأميركية الجديدة لا تريد ان تخوض لعبة المخاطرة والتحدي في التعامل السهل مع إيران ومن هذا المنطلق نرى أنها اتخذت موقفا صعبا بشأن الاتفاق النووي بيد أنه ينبغي القول إن حقيقة التفتيش والتحقيق في مدى امتثال إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بحد ذاتها مطلب مشروع من الولايات المتحدة.
س: هل ستؤدي السياسة الأمريكية الجديدة إلى انسحابها من الاتفاق النووي؟
أنا لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستعمل على خرق وانتهاك الاتفاق النووي ذلك أن خرقه سيضع الأميركان في موقف صعب وحرج في ظل النشاط المتزايد والمتنامي للدول الـأوروبية والمصالح المشتركة الكثيرة التي تجمع بين ايران وروسيا الى جانب الصين التي تتمتع تقليديا بعلاقات جيدة جدا ووثيقة مع طهران.
بناء على ما تقدم فإن الأزمة في العلاقات الأمريكية الإيرانية سيكون لها أيضا تأثير سلبي على العلاقات بين واشنطن وموسكو، وهو أمر مهم بالنسبة لإدارة ترامب لهذه الأسباب، أعتقد أن أفضل طريقة لتأمين مصالح أمريكا في المنطقة هي تمسك واشنطن بالاتفاق النووي.
س : أعلنت نيكي هيلي إن زيارتها إلى فيينا تاتي لمجرد الاستطلاع وأنها لا تنوي ممارسة الضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالنظر إلى هذه التصريحات وتأثير الولايات المتحدة على هذه الوكالة الدولية، هل بالامكان للوكالة أن تفرض قيودا إضافية على إيران؟
لا شك ان نظام الوكالة لا يخضع للسيطرة الكاملة لأميركا كما أنه ليس أداة للنفوذ الأمريكية وتجدر الاشارة الى ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تضم 170 عضوا، حيث ان بعض الدول المشاركة في الوكالة يعارض تماما الولايات المتحدة في سياساتها واجراءاتها ولأسباب كثيرة ، تدعو الولايات المتحدة إلى فرض المزيد من القيود على تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، ولكن يجب ألا ننسى أن المطالب الأمريكية سوف لا تكونمتوازنة إلا اذا اقترنت بموافقة الأعضاء الآخرين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين لديهم ثقل كبير في توجيه سياسات هذه الوكالة.
س : يعتقد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش" أن الاتفاق النووي هو أهم المكاسب الدبلوماسية لتحقيق السلام والاستقرار، ويجب على الجميع بذل قصارى جهدهم لدعمه كيف يمكن للولايات المتحدة في ظل هذا الاجماع الدولي ألا تؤيد هذا الاتفاق وتهدد بالانسحاب منه؟
لا أعتقد أن هدف دونالد ترامب الحقيقي هو خرق الاتفاق النووي ، هو يريد أن يظهر أن موقفه من إيران أقوى وأكثر ثباتا من باراك أوباما، وان هذا الموقف له تطبيق محلي في الولايات المتحدة كما ان ترامب مرغم على النظر في مطالب الكونغرس حيث إن الجماعات المعارضة للاتفاق النووي تتمتع بقوة في هذا الكونغرس ولعله يعتقد أيضا أنه يريد الحصول على شروط أفضل من الاتفاق ، الشروط التي تستجلب ارباحا اكبر للمصالح الأمريكية وفي الاخير انا أعتقد أن مصالح أمريكا سوف تجبر الحكومة على التمسك بالاتفاق النووي./انتهى/
المترجم : أحمد عبيات