وأفادت وكالة مهر للأنباء أن وزير الخارجية الإيراني تطرق خلال حوار مفصل نشره موقع الحكومة اليوم السبت إلى الاتفاق النووي والأوضاع في المنطقة، والعلاقة مع السعودية، وأحدث المستجدات والتطورات في سوريا والسياسات الاقتصادية التي تتبع لدى الحكومة الثانية عشرة وجاء الحوار كالتالي.
س : في صدد العلاقات بين إيران والسعودية، هل يمكن أن تكون الحكومة الحالية "للرئيس روحاني" انطلاقة ممهدة لتحسين العلاقات مع السعودية والدول العربية الأخرى التي تتماشى سياساتها مع الرياض؟
ردا على سؤالك حول القضايا المتصلة بالسعودية والحج لهذا العام "إنني أقول نحن سعداء للغاية للمساعي التي تبذلها بعثة قائد الثورة الإسلامية ومنظمة الحج والمحادثات التي جرت بشكل جيد للغاية خلال العام الماضي مع مسؤولين من المملكة العربية السعودية حيث تمت اتفاقيات جيدة لإقامة الحج بشرف وكرامة ، ونأمل من حجاجنا وحجاج الدول الإسلامية الأخرى ان لا يعودوا من الحج الا بعد ممارسة الاحتفالات الروحية والمعنوية وان ينتفعوا من الجمع الغفير الحاضر من المسلمين في العالم بروحانية والاستفادة الكاملة من هذا الأمر ، إنني أؤكد أن الجمهورية الإسلامية تسعى دائما إلى إقامة علاقات حسن جوار وتعاون في المنطقة بما في ذلك السعودية".
إن سياستنا هي سياسة تقوم على مبدأ الحوار مع الدول الجوار وان مبدا الحوار يعني بالضرورة اقامة علاقات على اساس الاحترام المتبادل. ذلك لأنه لا يمكن ان نسكن في حي منعدم الأمن وتكون الفوضى صبغته الاساسية ، ومن هذا المنطلق نشدد على ضرورة ارساء الامن والاستقرار في المنطقة.
كما نعتقد أن قوة منطقتنا تكمن في الاعتماد على شعوب المنطقة، و انتهاج سياسة توسيع العلاقات والتنسيق فيما بين بلدان المنطقة. ولا يمكن للأجانب أن يخلقوا القوة والأمن في منطقتنا. ونعتقد أنه كلما كان جيراننا مستعدين، سيشاهدون الجمهورية الإسلامية كشقيقة وجارة قوية تريد التفاعل والتعاون.
س : الملف السوري يعتبر أحد الأزمات الإقليمية العالقة وقد أحرزنا تقدما ملحوظا في هذا الصدد خلال محادثات استانا للسلام، ولكن يبدو للرائي اننا بعيدون عن الحل الحاسم والحقيقي لهذه الأزمة؟
إن نهوض الشعب السوري وقوى المقاومة لمساعدة الحكومة الشرعية في سوريا قد حسن مرة اخرى الوضع الميداني للحكومة والشعب السوري وفي واقع الأمر تعيش الجماعات التكفيرية والمتطرفة ظروفا سيئة للغاية في ميادين الحروب الأمر الذي يشكل فرصة تاريخية لمتابعة الحل السياسي في هذا البلد والحل الوحيد هو الحل السياسي الذي يتمثل بمشاركة الناس الشاملة في تقرير مستقبلهم وفي تعيين مصيرهم، وأن الحكومات الأجنبية لا يمكنها سوى أن تشجع هذه المشاركة إلى أقصى حد، ولا يمكنها أن تفرض آراءها على الشعب.
الحكومات الأجنبية ليست في وضع يمكنها من تحديد الخطوط الحمراء للشعب السوري، وعلى الحكومات الأجنبية أن تنسق وتحارب من أجل محاربة التطرف والإرهاب، لأن التطرف والإرهاب يمثلان مشكلة عالمية مشتركة، حيث لا يقتصران على بلد واحد.
الآخرون ليس لهم الحق في تعيين مصير الشعب السوري وقربنا اليوم إلى حقيقة أن الجيش السوري وحلفاءه بعد تكبيد داعش وغيرها من الجماعات التكفيرية في سوريا الهزائم فان امكانية التوصل الى حل سياسي بات امرا واقعيا وملموسا.
وفي ضوء التوجهات السياسية المتبلورة للدول المختلفة في المنطقة وكذلك للدول الغربية والقبول بحقيقة انهم لا يمكنهم تحديد خيار الشعب السوري من الخارج، سنتحرك ان شاء الله في هذا الاتجاه.
س : كيف تقيم تصريحات المندوبة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هيلي بشان عمليات التفتيش للمواقع العسكرية الايرانية ؟
ان ما طرحته السيدة هيلي بشان عمليات التفتيش للمواقع العسكرية الايرانية يشير في غالبه الى عدم اطلاعها على نص الاتفاق في جميع المجالات التي ابدت رايها فيها.
وان الاتفاق النووي صريح وواضح تماما وان حجم الرقابة فيه محدد ايضا، وان ادعاءها بان حجم تاييد الوكالة الدولية للطاقة الذرية للانشطة النووية الايرانية ينبغي ان يعتمد على حجم مراقبتها لهذه الانشطة، هو في الواقع كلام خاطئ من الاساس، ذلك لان الاتفاق النووي قد حدد تماما الرقابة واطاره واساسه.
ما يريده الاتفاق النووي يتم تنفيذه وما تريده السيدة هيلي يمكن ان يكون مختلفا عن ذلك، ولا يمكنها ان تطرح مطالبها وآمالها واحلامها كاشكالية للاتفاق النووي، ومن المؤكد انها لو كانت حاضرة مثل اسلافها في المفاوضات لكانت قد عرفت بان الاتفاق النووي الذي تم التوافق بشانه هو حد متوازن ومقبول لجميع الاطراف وليس مطالب ورغبات واحد او عدد من اطراف الاتفاق، وهذه حقيقة شهدناها في تصريحات الاطراف الاوروبية الاخرى وحلفاء اميركا في هذا المجال./انتهى/