يعيش أهالي قطاع غزة ما يقرب من 10 سنوات حصارا خانقا يفرضه الكيان الصهيوني منذ عام 2007 بعد المعركة الضروس التي شنها ضد هذا القطاع. لم يكتف الكيان الإسرائيلي بفرض حصار شامل لجميع القطاعات والحيلولة دون وصول الاحتياجات الحيوية الى الغزاويين في مختلف القطاعات، بدءا من الصحية والغذائية وصولا الى مياه الشرب والكهرباء والمواد الإنشائية، بل أن هذا الكيان بادر بعديد من الإعتداءات عسكرية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة خلال هذه السنوات، ما أدى الى خسائر وأضرار بشرية وإقتصادية جسيمة.
بالرغم مما يمارسه الكيان الصهيوني المتبجح من تطويق خانق وحصار وعدوان ضد أهالي غزة وتفاقم أوضاع المعيشة هناك، لكن لم يتح صمود هذا الشعب المقاوم لهذا الكيان المدعوم غربيا، التمكن من أهدافه ومخططاته التي طال ما سعى وراءها من خلال أسلوبه المتوحش وغير الإنساني، حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية أن ترغم الكيان الإسرائيلي بالخروج من الحرب دون تحقيق أي مكسب.
في هذا السياق أجرت وكالة مهر لأنباء حوارا مع النائب "جمال الخضري" عضو المجلس التشريعي في قطاع غزة ورئيس اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة. فيما يلي نص الحوار التالي:
س: نرجوا أن تعكس لنا آخر صورة عن الأوضاع الراهنة في قطاع غزة؟ هل هناك مساعدات ترسل ام لا؟
ج: غزة تعيش حصارا إسرائيليا ممتد لأكثر من عشرة سنوات. لازالت آثار الحرب الأخيرة على غزة مستمرة، لازالت هناك مباني لم يتم بنائها بسبب الحصار. الأوضاع الإنسانية تزداد تعقيدا يوم بعد يوم، هناك أزمة كهرباء و أزمة في القطاع الصحي، هناك أزمة إقتصادية وبيئية، هناك أزمة بطالة كبيرة. ثمانين في المئة من أهالي غزة يعيشون تحت خط الفقر. غزة بحاجة لدعم عربي وإسلامي ودولي من أجل إنهاء الحصار والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية رفع الحصار بالكامل.
س: هناك دراسات تقول ان قطاع غزة لم يعد صالحا للعيش خلال الثلاثة سنوات القادمة (في ما بعد عام 2020)، ماذا تعليقكم؟
ج: هذه المعطيات صحيحة في حال ان استمر التدهور في القطاع الصحي والبيئة والكهرباء وباقي القطاعات. إذا لم تكن هناك تدخلات سريعة وعاجلة من الامم المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية والمؤسسات وإستمرت الأوضاع كما هي الآن، فبالتأكيد سيواجه سكان القطاع صعوبة شديدة في العيش هناك.
س: كيف ترى مسؤوليات المجتمع الدولي تجاه الظلم الذي يمارسه الكيان الصهيوني في حق أهالي غزة؟
ج: قد يقوم المجتمع الدولي بمسؤوليات جزئية كمساعدة حوالي مليون من اللاجئين الذين يعانون من شح الغذاء ولا يجدون السبيل لتعليم أبنائهم ولايجدوا وظائف لهم، لكن ذلك لايكفي لأن قطاع غزة يعاني من صعوبة في الحياة بشكل عام.
الأوضاع تتفاقم يوما بعد يوم وهناك أزمات كثيرة وجديدة كأزمة الكهرباء والمياه وغيرها من الأزمات. تحتاج غزة الى موقف أقوى من الأمم المتحدة. الحصار الخانق يناهض العرف الدولي ويتناقض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومبادئ القانون الدولي. هناك حاجة لموقف أقوى من الأمم المتحدة من أجل الضغط على الإحتلال الإسرائيلي حتى يُرفع الحصار عن غزة بشكل كامل.
س: التهديدات الإسرائيلية لشن حرب جديدة على قطاع غزة لازالت باقية، الى أين ستئول الأمور إن حصل ذلك؟
نحن شعب يعيش تحت إحتلال وحصار وعدوان مستمر والمجتمع الدولي يجب أن يكون الى جانب الشعب الفلسطيني. من الأفضل أن نتكلم عن السبل التي تمكن هذا الشعب من العيش بسلام وأمان بدلا عن أن نتكلم عن حرب جديدة. من الجدير أن يتحدث المجتمع الدولي بكيفية إنالة الفلسطينيون حقوقهم ويجب أن يكون مساعدا ومساندا له في ذلك. /انتهى/.