علق قائد الثورة الإسلامية، آية الله العظمى سماحة السيد علي الخامنئي، على تصريحات ترامب أمام الأمم المتحدة ووصفها بأنها تافهة وسخيفة وخرقاء وفوضوية وغير واقعية بالأساس وقال ان هذه التصريحات لا تدلل على القوة بل تنم عن تهور وإحباط.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي استقبل قبل ظهر اليوم الخميس، رئيس واعضاء مجلس خبراء القيادة.

وفي مستهل الاجتماع اشاد قائد الثورة بمجلس خبراء القيادة معتبرا انه مجلس استثنائي، وعليه اضافة الى وظائفه الحالية ان يرصد عمل السلطات الثلاث ومدى التزامها بقيم الثورة الأسلامية في مسيرتها لتحقيق اهداف الثورة .

ودعا مجلس الخبراء الى متابعة الملفات المهمة في البلاد ومطالبة الجهات المختصة بتحقيقها كموضوع الرقي والاقتدار الاقتصادي ، ومحاربة الفقر والتقسيم العادل للثروة ، والالتزام بسياسة لاشرقية ولا غربية ، والمحافظة على الروح الثورية لأبناء الشعب .

كما تطرق الى تصريحات ترامب السخيفة والتافهة والبلهاء والفوضوية وغير الواقعية بالأساس والتي أدلى بها أمام الأمم المتحدة وأكد ان هذه التصريحات لا تنجم عن القدرة والقوة بل تدلل على الغضب والاحباط والتهور لأن الولايات المتحدة الاميركية غاضبة بشدة من الجمهورية الاسلامية بسبب ان الاخيرة أحبطت كل مؤامراتها في الشرق الأوسط ومنطقة غرب آسيا بوجه عام. 

وتابع بالقول ان تصريحات الرئيس الأمريكي لم تكن مدعاة فخر للشعب الأمريكي، ويجب أن تستشعر النخب الأمريكية بالخجل من هذا الخطاب ومن امتلاك رئيس جمهورية كترامب، ويجب عليهم ان يبرزوا هذا الخجل.

وفي جانب آخر من حديثه نوه قائد الثورة الى القضايا الدّاخلية وعلى ضرورة أن يعلم الشعب والمسؤولين أن حل المشاكل الاقتصادية والثقافية في البلد تكون فقط عبر الاعتماد على الطاقات الداخلية وليس الاتكال على الخارج، وقال: "يجب تكرار هذا الأمر في المجتمع حتى يصبح هذا الأمر مبدأ وحتميا".

وأكد سماحته ان الاجانب لا يستطيعون حل مشاكل البلاد، واضاف : "لا ندعو إلى قطع العلاقات مع العالم ومنذ بداية الثورة دأبنا على التأكيد على علاقات واسعة مع العالم، ولكن لا يجب استبدال مواطن قوتنا بالاتكال على الغرب ونقول " لا تغير قدمك القوية بعصا اجنبية " .

وشدد على أنّه ما يؤخذ على المفاوضات النووية التي تطرق اليها من قبل مرات عديدة في لقاءاته مع المسؤولين ليس نفس المفاوضات والمباحثات بل ضرورة توخّي الدقة أثناء هذه المفاوضات كي لا يزعم الطرف الآخر في وقت لاحق أي انتهاك يقوم به على انه لا يعد خرقا للإتفاق النووي، بينما يصف جميع إجراءات الجمهورية الاسلامية على انها خرق لهذا الاتفاق.

ودعا الإمام الخامنئي الى التعامل مع العالم بشكل جيد وتهيئة الأرضية لذلك، محذرا في نفس الوقت من تعليق الآمال على الأجانب.

كما اعتبر قائد الثورة الإسلامية ان سبب الغضب الأمريكي هو أنهم كانوا يملكون مخططا لمنطقة غرب آسيا أسموه "الشرق الأوسط الجديد" أو "الشرق الأوسط الكبير" عبر ثلاثة محاور أساسية عبر العراق، سوريا ولبنان لافتا الى ان هذا المشروع فشل في كل من الدول الثلاثة.

واشار الى أن هذا المخطط كان يقضي بوضع العراق بحضارته التاريخية، وسوريا بمركزيتها في محور المقاومة ولبنان بموقعه الخاص تحت سلطة ونفوذ أمريكا والكيان الصهيوني، واوضح: "لكن الواقع اليوم في المنطقة يسير على نحو آخر، وهم لم يستطيعوا أن يسيروا بأي مخطط في لبنان وفي العراق، كما أنّ ما يحصل في سوريا هو تماما عكس ما يريدونه على الرغم من الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفاؤها والمجازر المرتكبة بحق هذا الشعب (السوري) والدعم المقدّم للمجموعات الإرهابية التكفيرية، وفي الوقت الحالي فإننا فقد وصل داعش الى نهاية طريقه كما تم عزل المجموعات التكفيرية كالنصرة".

وشدد سماحته إلى أن تواجد وتأثير الجمهورية الإسلامية أدى الى إفشال المخططات ومطالب أمريكا والكيان الصهيوني في المنطقة، وهذا ما يفسّر غضبه. /انتهى/