تطمح كل من طهران وأنقرة الى فتح فصل جديد في علاقاتهما الثنائية ولاسيما في المجال الاقتصادي، من خلال تطوير وتعزيز علاقاتهما السياسية والتجارية والمضي نحو مسقبل مشرق يجلب الإزدهار الإقتصادي لكلا الشعبين التركي والإيراني والإستقرار للمنطقة بأسرها.

وكالة مهر للأنباء: وصل الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" صباح اليوم الأربعاء الى العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد يتألف من وزراء الخارجية "مولود جاويش أوغلو"، والاقتصاد "نهاد زيبكجي"، والطاقة والموارد الطبيعية "براءت ألبيراق"، والتجارة والجمارك "بولنت توفنكجي"، والداخلية "سليمان صويلو"، والثقافة والسياحة "نعمان قورتولموش"، إضافة إلى نائب رئيس حزب العدالة والتنمية "مهدي أكر"، ليجري الجانبان الإيراني والتركي محادثات حول آخر التطورات الإقليمية والدولية والبحث في سبل تطوير العلاقات التجارية بين البلدين.

يشكل تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية مع باقي الدول سيما الجيران، العنوان الأهم في جدول سياسات حكومة الرئيس حسن روحاني خلال العهدين من رئاسته للجمهورية الإسلامية في إيران، ما أدى الى تقارب كثيف بين إيران وتركيا خلال السنوات الأخيرة، حيث ترتقي تطلعات المسؤولين لدى الطرفين الى البلوغ نحو 30 مليار دولار سنويا من التبادل التجاري في المستقبل.

تضمنت العهدين الرئاسيين للرئيس حسن روحاني حتى هذه اللحظة، اربع زيارات لرؤساء كل من إيران وتركيا لكل من العاصمتين أنقرة وطهران، إذ تعتبر زيارة أردوغان هذه، الثانية من نوعها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بعد زيارته الأولى لطهران في نيسان/ إبريل سنة 2015.

أجرى الرئيس روحاني زيارته الأولى في حزيران/يونيو من عام 2014 بدعوة رسمية من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إذ لحقتها زيارته الثانية في شهر نيسان/أبريل من عام 2016 لتركيا، حيث التقى الرئيسان التركي والإيراني في إجتماع أجري على هامش قمة رؤساء منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وأدت هذه الزيارة الى توقيع ثمانية مذكرات تفاهم بين طهران وأنقرة.

وقال السفير الإيراني في انقرة "محمد ابراهيم طاهريان" أن الجانبان التركي والإيراني قد أكدا خلال تلك الزيارات على ضرورة تطوير فرص التعاون الإقليمي بين الجانبين وإنعاش العلاقات الثنائية وتحقيق المخططات المرسومة للوصول الى غاية الـ 30 مليار دولار من حجم التبادل التجاري سنويا، مؤكدا ان العلاقات بين البلدين تتقدم حاليا نحو الإزدهار والتطور لتحقيق الأمن والرفاهية لكل من الشعبين الإيراني وتركي وايضاً إستتباب الإستقرار في المنطقة.

وفي هذا الصدد صرح رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيرن وتركيا "رضا كامي"، بأن الإحصائيات الرسمية في تركيا تشير الى أن حجم التبادل التجاري بين إيران وتركيا يبلغ نحو 7 مليار و250 مليون دولار حتى نهاية شهر آب/ أغسطس للعام المنصرم (2017).

وأضاف أن ما صدرته إيران إلي تركيا يشكل نحو خمسة مليارات و150 مليون دولار من ذلك المبلغ، فيما بلغ إستيرادها نحو ملياري و100 مليون دولار.

وذكر كامي أن حجم التبادل التجاري بين إيران وتركيا قد بلغ ذروته عام 2014 حيث بلغ الى أكثر من 22 مليار دولار، لكن هذا الرقم انخفض بشدة بسبب الحظر المفروض على إيران خلال السنوات الأخيرة، منوها بطموحات البلدين نحو الإرتقاء الى 30 مليار دولار من حجم التبادل التجاري سنويا، في المستقبل القريب.

وأردف رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران وتركيا، أنه رغم الخلفية التاريخية العريقة للعلاقات السياسية بين إيران وتركيا، لكن لم يستفد الجانبان لحد الآن من القدرات والإمكانيات التجارية الواسعة لبعضهما البعض والحل هو تطوير الفرص التجارية وإقامة معارض متعددة لهذا الغرض.

خلال الاشهر الستة الماضية لهذا العام تقلدت تركيا المرتبة الثالثة في قائمة الدول المصدرة الى ايران بتصديرها نحو مليار و678 مليون دولار في غضون هذه الفترة.

وفي العام الماضي بلغ حجم الإستيراد من تركيا الى إيران نحو ملياري و400 مليون دولار، إذ تبوأت بذلك المركز الرابع في قائمة الدول المصدرة الى إيران، وفي نفس العام صدرت إيران ما يعادل نحو ثلاثة مليار و700 مليون الى تركيا، معظمها من البتروكيميائيات والغاز، و بذلك حازت تركيا على المرتبة الثالثة في قائمة الدول المستوردة من إيران.

وسبق وأعلن مساعد وزير الإقتصاد "فرود عسكري" أن إيران وتركيا قامتا بفرض إجراءات جمركية فضلا عن صنع السياسات الإقتصادية، في إطار المخطط للرقي الى 30 مليار دولار من حجم التجارة السنوية.

على كل حال هناك قواسم مشتركة كثيرة تربط بين ايران وتركيا ما تتطلب رفع مستوى التعاون والتنسيق لتحقيق تطلعات البلدين تجاه المنطقة وتفادي الازمات الخطيرة التي تهدد مستقبل جميع الدول./انتهى/