وأفادت وكالة مهر للأنباء -ناجي غنام: مصيرُ الكذب أن يُكشف، فحبلُ الكذبِ قصير دائماً، وأخبارٌ مزخرفّة بالوهمِ لا يمكن لها أن تضيّع الحقائق، هذا ما يحصلُ فعلاً في تحديد مكان أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الأرهابي.
من الموصل إلى الرقّة، تتناقل أخبار تواجد الأرهابي الأول في العالم، وبعدَ أيامٍ قليلة من تحريرهما معاً بالتتابع، نجد إن أبو بكر البغدادي لم يكن موجود أصلاً في كلتيهما، فالأستخبارات العراقية والسورية لم تجد ما يشير إلى تواجده هناك، على أقلِ تقدير في أيام التحرير.
العكس تماماً حصل في مدن عدة، قيادات الصفّ الأول من داعش تقهقرت بين القتلِ والسجن، وهذا الأمر يقودنا إلى تحليلٍ عميق يدرس جغرافيا المنطقتين، فكلاهما [قُبيل حرب التحرير] كانتا محاصرتين بشكل طوق أمني غير قابل للأختراق، الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة الأمريكية، بحجة إن التنظيم سيستقتل للدفاع عن البغدادي، مفترضة ومروجّه لتواجده في المدينتين.
حتى الذباب الداعشي قُتل في المعركتين، لكن البغدادي أختفى، تصديق التكهنات أصعب في الحالة العسكرية من غيرها، فإن تكهن أحد بأنهُ كان موجود أصلاً في الموصل أو الرقّة، فلماذا لم يجد له أحد طريقاً، على عكس كل الوثائق التي أدت إلى القبض على كبار الأرهابيين وأعضاء حزب صدام حسين في وقتٍ مضى.
هل هو أذكى مثلاً، لا تشير أي معلومة عن تواجد البغدادي في المدينتين، لم يلتقِ به كل من القيّ القبض عليهم، لم يعمل في خدمتهِ أحد، كل التحقيقات تشير إلى إن البغدادي زار الموصل، لكنهُ لم يمكث فيها طويلاً.
تركيا، البلد القريب من كلا المدينتين، والمروّج لتواجد البغدادي فيهما، فتقليبٌ سريع للصحف التركية تجد إنها أول من يطلق الشائعات حول مكان تواجد البغدادي، ومقتله، في محاولات لدفع التهمة أو التغطية على جريمة دولية لا يمكن لأي أنسان أي يغفرها.
تصريحات أردوغان ورجال نظامه لم تأتي ولو مرة على ذكر الإرهاب الداعشي، فكل ما يهمهم هو تنظيم فتح الله غولن وإنقلابه، التهمة التي وقفَ عندها اردوغان كثيراً في تصفية خصومه، لتمتلئ المعتقلات والسجون بالاف الضباط والقضاة والصحافيين، لكن هل سمعتم بالقاء القبض على داعشي واحد!