أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "صالح العاروري"، أن العلاقة مع إيران شهدت تطورت ملموسًا في الأشهر الأخيرة، واصفا وجوده في طهران: "نحن نحسّ أنّنا بين شعبنا وأهلنا".

وقال العاروري الذي يرأس وفد حماس إلى إيران، في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام": إن "العلاقة بيننا والإخوة في إيران شهدت تطوّرًا ملموسًا في الأشهر الأخيرة"، مبينًا أن هذه العلاقة مبنية على قاعدة أن هناك قضية مشتركة؛ هي قضية فلسطين.

وأضاف "بالنسبة لهم (في إيران) يعدون قضية فلسطين قضية مركزية، ولها أولوية، ونحن بالنسبة لنا هي قضيتنا، قضية الوجود والحياة والموت، وبالتالي من الطبيعي جدًّا أن تكون بيننا علاقة متقدمة ومتطورة".

ووصل وفد قيادي رفيع المستوى من حركة "حماس" برئاسة العاروري، الجمعة الماضية، إلى العاصمة الإيرانية طهران، وعقد سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين.

وأوضح العاروري أن قاعدة العلاقة الأساسية دعم حقوق شعبنا ونضاله وجهاده ضد الاحتلال واستعادة حقوقه، مشيرًا إلى أن إيران لا تختبئ بموقفها وراء شيء، وتعلن أنها مع حقوق شعبنا كاملة، وأنها تدعم شعبنا في نضاله ومقاومته ضد الاحتلال.

وشدد على أن العلاقة تتطور معها على هذا الأساس "دولة داعمة لحقوق شعبنا ومقاومته ومواجهته للاحتلال"، منبهًا إلى أن "العلاقة لم تنقطع مع إيران، وبالذات هي داعم المقاومة"، ولكنه أشار إلى أنها تستعيد الدفء في العلاقة.

وقال: "نحن نستعيد دفء العلاقة في المجالات السياسية والوطنية والتعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الاحتلال تحديدًا". 

وشدد على أن سياسة حركة حماس معروفة؛ فـ"نحن لا نتدخّل في القضايا الأخرى، ولا ندخل هذه القضايا الأخرى في العلاقة بيننا وبينهم أو بيننا وبين أي دولة أخرى". 

وأكد العاروري استعداد حماس لبناء علاقات مع كل دولة أو منظّمة لديها الاستعداد لدعم شعبنا وحقوقه دون أن نتدخّل في قضاياهم الداخلية أو في قضايا بينهم والدول الأخرى.

وحول أهداف الزيارة في هذا التوقيت، أضاف القيادي العاروري "بعد توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة رأينا أنه من الضروري والمناسب إطلاع الأصدقاء والحلفاء والإخوة في العالم العربي والإسلامي على اتفاق المصالحة الحاصل، وطلب مساندة الجميع لمساعينا في لمّ الشمل الفلسطيني".

وأشار إلى أنه في هذا الإطار جاءت اتصالات رئيس الحركة إسماعيل هنية بكثير من قادة الدول العربية والإسلامية ومسؤوليهم، وكذلك زيارات ولقاءات أيضا مع الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا أن هذه الزيارة تأتي في هذا الإطار.

وبيّن القيادي في حركة حماس أن الزيارة تهدف أيضا إلى التشاور وإطلاع الإخوة في إيران في السياق نفسه، وهي دولة مستمرة في دعمها وتأييدها للقضية الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني وحركة حماس بكل الوسائل والسبل. 

وقال العاروري: "وضعناهم في صورة المصالحة، والإخوة في إيران يشجّعون بكل قوة كل المساعي لإنجاز المصالحة الفلسطينية الداخلية وجمع الشمل لشعبنا الفلسطيني لما فيه مصلحة شعبنا الفلسطيني إن شاء الله".

وحول طبيعة الاستقبال الذي قوبلوا به، قال: "للحق كان استقبالا رائعا جدًّا، نحن نحسّ أنّنا بين شعبنا وأهلنا، ولديهم متابعة حقيقية للقضية الفلسطينية، واهتمام بكل التفاصيل".

وأضاف "هم يناقشون ويسألون ويتحاورون في الموضوع الفلسطيني عن قرب واهتمام بقضيتنا، ورغبة في خدمة شعبنا و قضيتنا"./انتهى/