غارة إسرائيلية شهدتها مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إستهدفت نفق تابع لحركة جهاد الإسلامي الفلسطينية حيث أسفرت عن إستشهاد 12 من المقاومين الفلسطينيين بينهم قائد سرايا القدس ونائبه والقائد الميداني في كتائب عز الدين القسام.
وجاء القصف الإسرائيلي هذا بالتزامن مع إعلان وسائل الاعلام الإسرائيلية أن إسرائيل أبلغت حماس عبر الإستخبارات المصرية، بأنها غير معنية بالتصعيد.
فما هي تداعيات هذه الخطوة الإسرائيلية بخرق إتفاقية وقف إطلاق النار؟ وما الرسائل التي تريد أن تبعثها ولمن؟ وكيف سترد المقاومة الإسلامية في فلسطين على هذه الخطوة؟
في هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوار مع مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي "داوود شهاب" . فيما يلي نص الحوار:
س: لماذا جاء القصف الإسرائيلي في هذه الفترة بالتحديد؟ وهل جاء على خلفية المصالحة الفلسطينية؟
ج: الإعتداء الإسرائيلي على فلسطين ليس الأول والأخير، بل أنه جاء ضمن العدوان والحرب والإرهاب المنظم الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين والأراضي الفلسطينية منذ عشرات السنين بشكل متصاعد. إسرائيل تستخدم ادوات القتل والإجرام المحرمة دوليا ضد الشعب الفلسطيني.
الاعتداء الأخير في شرق دير البلح او في المحافظة الوسطى، ليس عدوانا جديدا بل أنه استمرارا لتلك الحرب الذي يمارسها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، لكن تزامن هذا العدوان مع المصالحة والحديث عن سلاح المقاومة الفلسطينية، قد ترسل بعض الرسائل لكافة الجهات المعنية.
بعض الأطراف تريد أن تربط بين تحقيق المصالحة بين فتح وحماس ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية. إسرائيل أرادت أن تقول بعدوانها الأخير بأنها تدعم الإشتراطات بخصوص سحب سلاح المقاومة ضمن أي تسوية قادمة في الخلافات بين فتح وحماس.
إسرائيل تريد أن تقول انها هي صاحبة اليد الطولى والطليقة، إذ تتحكم هي بتفاصيل المشهد على الساحة الفلسطينية.
س: ماهو موقف السلطات الفلسطينية تجاه هذا العدوان الصهيوني؟
ج:. نحن في حركة الجهاد الإسلامي نأكد على حقنا في الرد على هذه الجريمةز العدوان الأخير يعد إنتهاك واضحا وسافرا لتفاهمات وقف إطلاق النار التي جرت في القاهرة في عام 2014 وبالتالي المقاومة الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري (سرايا القدس) لها الحق في الرد بالكيفية والطريقة المناسبة وبالتوقيت المناسب على هذا العدوان.
الجهاد الإسلامي لم ولن يتهاون في الرد على هذه الجريمة والثأر للشهداء الذين تم إستهدافهم في هذه الغارة الإسرائيلية.
الفصائل الفلسطينية مجمعة على أهمية وضرورة ومبدأ الرد بالمثل على هذا العدوان الصهيوني والتصدي له.
س: هل تعتقد أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على أنفاق في شريط غزة تعد مؤشرا على تأهب إسرائيلي وحالة طوارئ؟
ج: طالما وجهت أسرائيل رسائل تهديد عدة للمقاومة الفلسطينية بشكل دائم، لذلك نحن ايضا كمقاومة متأهبون دائما للدفاع عن الشعب الفلسطيني في حال إن تعرض لأي إعتداء اسرائيلي بشكل واسع، لذلك هذه الجريمة أيضا ستواجه بالمثل وسنرد عليها بالتوقيت والكيفية الملائمة. لن يفلت العدوا من العقاب.
س: هل تتوقعون ان اسرائيل تقوم بشن حرب جديدة ضد غزة؟
ج: الحرب قائمة وإسرائيل دائما تهدد. نحن بالأساس نعيش حالة حصار وحالة حرب ولذلك من حقنا أن ندافع عن أنفسنا.
س: هل برايكم القصف والعدوان الاسرائيلي جاء بضوء اخضر من الولايات المتحدة والدول العربية؟
ج: بالتأكيد أن هناك دعم وتواطئ ومشاركة كاملة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لما تقوم به إسرائيل من إجراءات عدوانية ضد الشعب الفلسطيني وما كانت تتطاول وتتجاوز كل الحدود الحمر لو لم تتلق ضوء أخضر ودعما أمريكيا مطلقا في جميع سياساتها التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني، سواء إن كان الإستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس او العدوان ضد الشعب الفلسطيني سيما في قطاع غزة.
من الناحية الأخرى فإن إسرائيل ترى في ما تمارسه بعض الدول والعواصم العربية من تطبيع أو تهافت في التطبيع مع إسرائيل، تشجيعا وفرصة مؤاتية لها للإنقباض على الشعب الفلسطيني وعلى المقاومة الفلسطينية.
س: هل كانت هناك ردود فعل من قبل الدول العربية ؟
ج: لم نرصد أي ردود فعل عربية رسمية من الدول العربية، رغم الدعم الشعبي العربي، إلى جانب بعض الإتصالات الهاتفية التي تلقيناها من إخواننا في مصر من أجل المواسات والتهدئة لعدم السماح للذهاب نحو حرب واسعة.
كانت هناك ردة فعل قوية من قبل الوزارة الخارجية الإيرانية وموقف من الأشقاء في حزب الله. هناك دعم معروف من قبل الجمهورية الإسلامية للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية.
بالتأكيد إستمرار هذا الدعم وإتساعه من شأنه أن يعزز من حالة الصمود وقدرة الشعب والمقاومة الفلسطينية للمواجهة والتصدي لأي عدوان قادم ومواجة كل التحديات يفرضها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني./انتهى/
أجرت الحوار: مريم معمارزاده