أكد مدير مركز الدراسات الاجتماعية والتربوية في بيروت الدكتور "طلال عتريسي" على أن استقالة الحريري أمر أجبر عليه وإنها موجهة ضده بالدرجة الأولى بما أدت إليه من إنهاء حياته السياسية في لبنان، لأنه لم يحقق المصالح السعودية، مستبعدا تماما شن أي عدوان إسرائيلي ضد لبنان.

وتعليقاً على القرار المفاجئ الذي إتخذه الرئيس اللبناني السابق "سعد الحرير" بالتنحي عن منصبه كرئيس وزراء لبنان، قال مدير مركز الدراسات الاجتماعية والتربوية في بيروت الدكتور"طلال عتريسي" في حوار خاص مع مراسل وكالة مهر للأنباء، "أن الحريري بالتأكيد أجبر على هذه الإستقالة، سيما أنه قبل يومين كان يتحدث عن أوضاع جيدة في البلاد والتفاهم السائد على المشهد السياسي في لبنان واستقبل وفدا إيرانيا وكان مرتاحا لهذا اللقاء وأيضا كانت له مواعيد في هذين اليومين"، مؤكدا أن السعوديين هم من أجبروا الحريري بالإستقالة.

وعن تداعيات هذه الإستقالة أكد عتريسي "أن هذه الإستقالة تمس بالدرجة الأولى شخص الحريري لإنها أنهت حياته السياسية في لبنان وبالدرجة الثانية توجه إلى رئيس الجمهورية اللبناني العماد "ميشال عون"، الذي أثبت خلال سنة من حكمه أنه لايزال على مواقفه من حزب الله وإنه متمسك بالمقاومة وهذا يخالف توقعات الذين راهنوا بأن ميشال عون سيغير من مواقفه بعد توليه الرئاسة وبالتحديد الحريري والسعودية".

وأوضح أن استقالة الحريري قد تحدث نوعا من الفراغ السياسي الذي سيواجهه الرئيس ميشال عون، إذ يتوجب عليه الآن أن يبحث عن كيفية التعامل مع الأوضاع في الحكومة التي إستقال رئيسها.

وفي ذات السياق قال الخبير السياسي اللبناني أن هناك بعض الإحتمالات المفتوحة من أجل تعيين رئيس حكومة جديد، لكن يجب الإنتطار لمعرفة الوضع الحقيقي للرئيس الحريري، مردفا أنه من الممكن أن تكون بعض المشاورات لإنتخاب رئيس حكومة جديد، او يمكن تقريب موعد الإنتخابات النيابية التي يتم إنتخاب رئيس حكومة جديد بناء على نتائجها.

وأكد عتريسي على أن الوضع الأمني لم يتأثر على الإطلاق في لبنان، لكن من الممكن أن يتأثر الوضع الإقتصادي في هذه الفترة بسبب توقف بعض المشاريع أو بعض من المراودات التجارية بسبب بعض المخاوف، وهذا الأمر لا يشمل حزب الله فقط بل يشمل جميع اللبنانيين.

وعن اسباب حدوث هذه المفاجأة، إعتبر الخبير والباحث السياسي اللبناني ان هناك جوانب عدة لهذا الموضوع أهمها هي أن المملكه العربية السعودية وجدت أن الحريري لم يستطع أن يحقق أي شيء من مصالحها، مشيرا إلى تحسن العلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا في ضل زيارات أجراها بعض الوزراء اللبنانيين إلى سوريا، ولقاء وزير الخارجية اللبناني "جبران بسيل" مع وزير الخارجية السوري "وليد المعلم"، فضلا عن تحرير جرود عرسال من جبهة النصرة، الذي لم يكن ضمن الحسابات السعودية والأمريكية.

وأكد أن تحرير عرسال امر فرضه حزب الله علي السعودية وأمريكا وحتى على الجيش اللبناني وذلك من ضمن الأسباب التي أشعرت السعودية بأن الحريري لم يستطع أن يحقق مصالحها، بل أن مصالح الطرف الآخر هي التي تتقدم.

وأشار عتريسي إلى إحتمال أن تكون إقالة سعد الحريري جزء من الحملة التي يشنها ولي العهد "محمد بن سلمان" على الفساد بعد إعتقال مجموعة من الشخصيات والوزراء ورجال الأعمال المتورطين بقاضا فساد، قائلا أنه من ممكن أن يكون الحريري جزء من هؤلاء الذين تم إعتقالهم وتوقيفهم، مشيرا إلى بعض المعلومات التي وصلت اليهم تؤكد على أن الحريري حاليا في إقامة جبرية.

وحول الحديث عن إحتمال شن عدوان إسرائيلي على لبنان أستبعد عتريسي تماما مثل هذا الإحتمال ، قائلا "بعض  التحليلات تقول أن هذه الإستقالة تمت من أجل خلق فراغ سياسي لبناني يتناغم مع الضغوط الأمريكية على حزب الله وإيران، وأن هذا الضغط الداخلي اللبناني سيترافق lu هجوم إسرائيلي على لبنان، لكنني أستبعد تماما هذا الأمر لأن الهجوl الإسرائيلي يحتاج إلى وجود رئيس حكومة مثل الحريري، وفي ظل عدم وجوده لا يفيدهم ذلك شيء" مضيفا "بالنسبة للسعودية لا أرى هنالك أي فوائد مهمة لها".

وفي الختام أكد الباحث السياسي اللبناني أن هذه الخطوة الحريرية السعودية سوف لن تكون لها أية تدعيات على المنطقة والهدف ليس الضغط على إيران مباشرة لأن الحريري لا يعني إيران، بل القرار يصب في إطار خلق فراغ في لبنان تعتقد السعودية أنه سيربك حزب الله وإيران، لكني لا أرى أنه سيسفر عن ذلك./إنتهى/

أجرت الحوار: سمية خمار باقي

سمات