وتطرق الاستاذ في جامعة "تربيت مدرس" الايرانية في حديث خاص مع وكالة مهر للأنباء الى الطبيعة الانسانية والمذهبية للمسيرة الأربعينية الحسينية معتبرا ان واقعة امام الحسين (ع) فضلا عن انها تشتمل على ابعاد انسانية وسلوكية ونفسية تتاطر ضمن المفاهيم التربوية الاسلامية وتوظيفها عمليا على ارض الواقع وتحمل تاثيرا كبيرا على المستوى الشخصي من الوعي الديني الامر الذي دفع الائمة الكرام ان يؤكدوا عليها وعلى احياء شعائرها.
كما لفت الى دوافع تشكيل هذا المستوى من المشاركة الشعبية الضخمة والخلفية العقلية التي تكمن وراءهها وقال ان العنصر العاطفي يلعب دورا محوريا في اقامة هذه المسيرات اذ ان الامام الحسين (ع) يجري كالدم في العروق ذلك الى العنصر المنقول والماثور من اهل بيت النبوة حيث أكدوا على اهمية ان تبقى ملحمة عاشوراء حية ونابضة ومستمرة في قلوب الناس وان لا تهفت و لا تبرد.
وقال ان احدى المشاكل التي نعانيها الان هي الحدود والخرائط التي فرضتها الدول الاستعمارية والمكابرة الا اننا نرى ان هذه الحدود والرسوم قد امحت وزالت ذلك انه لما يذهب شيعي الى العراق ترى ان الشعب العراقي الفقير يضيف بما عنده دون وجل وكراهية مما يجعل الشخص او الفرد الشيعي ان لا يشعر بهذه الحدود التي تاتي معها العداوة والبضغاء والكراهية والحقد مشيرا الى ان واحدة من مشاكل اليوم ومستقبل العالم الإسلامي هي الحدود السياسية التي تم رسمها ابان الفترة الاستعمارية، ولها القدرة على تفاقم الصراعات العرقية والوطنية والسياسية.
وذكر انه ثمة وظيفة أخرى لهذه المسيرة هي انها تكشف قوة العالم الإسلامي وأتباع الشيعة وتعتبر في الواقع مناورة شيعية سلمية وهادئة مما أدى الى غيظ وغضب الأعداء، بما في ذلك تنظيم داعش الارهابي، ذلك إلى إزالة التهديدات الحقيقية كما أعطت بعدا كبيرا للشيعة في جميع أنحاء العالم./انتهى/