اكد الشيخ شفيق جرادي ان الاربعين الحسيني يلخص مطالب آل البيت عليهم السلام مشيراً إلى العفوية الصادقة التي تدفع الحشود لإقامة هذه المراسم وتغير منهجية التفكر من قبل البعض حولها.

قال مدير معهد المعارف الحكميّة للدراسات الدّينيّة والفلسفيّة شفيق جرادي، في حديث لوكالة مهر للأنباء ان ربط الاربعين بالامام الحسين يعود الى خصوصية المناسبة التي تعقد من اجلها مراسم الاربعين والتي تصادف اربعين الامام الحسين عليه السلام وليس من باب الافضلية عن باقي آل البيت  بمقدار ما هي تندرج في تلخيص المطالب التي يريدها الائمة عليهم السلام والتي تتمثل بقضية الامام الحسين لهذا السبب.

واشار جرادي الى طريقة تعامل الشيعة مع مسألة الاربعين على انهم يتعاملون معها بصدق وعفوية وبتعبير ادق بعفوية صادقة وهم ولائياً يتوجهون نحو الاربعين ويشقون الطريق لزيارة الامام الحسين معقباّ ان طبيعة ما يقومون به على قاعدة الولاء وان اي فعل مبني على اساس الولاية ل محمد وال محمد (ص) هو امر انساني راقي وحضاري واخلاقي وبمستوى عالي من المسلك الطيب.

واردف الشيخ جرادي رداً على سؤال مراسل وكالة مهر للانباء بخصوص رسالة الاربعين الحسيني للعالم ،  "ينبغي على العالم ان ينظر ويتعلم ما تصنعه الولاية في حياة الامم والشعوب ولكن في تقديري انه اكثر ما يلفت نظر الناس هو التنظيم الدقيق والحب الدافق لذرية رسول الله (ص) والاخلاقية المتواضعة وحتى مشايخ العشائر وبعض المراجع وبعض اصحاب النفوذ المالي والسياسي مثلهم كمثل أي شخص عادي في التعامل والتفاعل مع عاشوراء كلهم يعاضد بعضهم بعض .ان النموذج الذي يريده القرآن بان المؤمنين اولياء بعضهم البعض انما يتمثل في الحقيقة في هذه الاربعين ومشاهد الاربعين."

وبصدد نوعية العقل الذي يمكنه تناول مختلف ابعاد ظاهرة الاربعين الحسيني امام عجز العقل الاداتي في تفسير وتحليل هذه المسألة قال، لا اعتقد ان العقل الاداتي في هذه السنوات الاخيرة بات عاجز عن فهم ما يحصل لكن على كل حال اي عقل ما له توقعاته وانتظاراته. العقل الايماني يمكن له ان يرى في هذا المشهد ما تصنعه قوة الحب والعشق والولاء للامام الحسين بالناس، والعقل الاداتي الذي بالنسبة له كل الامور تخضع للمعادلات بات يفهم تماما ان معادلة عاشوراء و معادلة الاربعين تعني محورية القوة حول من يمثلون ولاية النبي محمد وآل محمد (ص).

واردف ان دلالات شهادة الامام الحسين تفتح الزمن الماضي على المستقبل من خلال فعل الشهادة الذي يحقق الانتصار مشيراً الى ان العقل الاداتي اليوم بدأ يبحث حتى في امور غيبية لانه اصبح مضطراً للخضوع والتفاعل مع المشهد الذي امامه  مؤكدا على انه ينبغي على العقل الاداتي رغم كل استكباره ورغم كل محاولاته ان ينظر الى المسألة بعمق مختلف وبنوعية مختلفة عما هو اعتاد عليه ولا يمكن ان يكون حيادياً شاء ام ابى امام هذا المشهد المغول والذي لا يمكن التعامل معه بشكل سطحي

واكمل جرادي يمكن مواجهة التحريفات التي تشوه الشعائر الحسينية من خلال ثلاثة مستويات الاول هو ان نهتم بالتاريخ وان ننفض عنه كل صنوف الخرافة والغلو ووضعها جانبا والامر الثاني ان نحول هذا التيار الجارف بان يكون عقلانياً رغم محبته وعشقه للامام الحسين وان نقدم النموذج الناجح الذي يخاطب المعرفة والعقل و الوجدان مضيفاً الامر الثالث وبكل صراحة بأن نظهر ان هذه الجماعات بعضها قد يكون مضلل والبعض الاخر ينجرف بمسلكيات لا تشبه الطرح الاسلامي اما البعض الثالث قد يكون في الحقيقة متآمرا. هذه الامور ينبغي ان تتضح دون ان نوقع انفسنا بخلافات تفرق شملنا./انتهى/