اعتبر مساعد الخارجية الايرانية في الشؤون العربية والافريقية "حسين جابري انصاري" أن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه بعض اللاعبين في المنطقة هو الاستعانة بأداة الارهاب لتحقيق أهدافهم السياسية مما أدى إلى تمدد التطرف.

أوضح مساعد الخارجية الايرانية في الشؤون العربية والافريقية "حسين جابري انصاري" في حديث ل وكالة مهر للأنباء أن تشكل وظهور وتوسع المجموعات التكفيرية والإرهابية جاء نتيجة عدد من الأسباب والفواتير المختلفة الداخلية والخارجية للمنطقة.

وأضاف جابري أنصاري أن ما كان يسعى له التنظيم الإرهابي " داعش" أصبح الآن عسكرياً وميدانياً في طور السقوط فما كان يزعمه هذا التنظيم وما سماه " الخلافة الاسلامية في الشام والعراق" انتهى من الناحية الوجودية وأغلب المناطق التي سيطر عليها التنظيم خلال السنوات الماضية أصبح الآن محرراً وخارج سيطرته.

وأردف مساعد الخارجية الايرانية في الشؤون العربية والافريقية أن المجموعات الإرهابية لا تنتهي فكرياً وسياسياً وايديولوجياً، موضحاً أن هذه الظاهرة طويلة الامد ومن الممكن أن تعود وتتشكل تحت مسميات أخرى وفي مناطق أخرى من العالم، ففي العادة مثل هذه المجموعات تبحث عن منافذ جديدة لها عندما تهزم عسكرياً في مكان ما، ولذلك على جميع حكومات المنطقة وشعوبها أن تبقى واعية لتتمكن من السيطرة على هذه الظاهرة.

وأشار جابري انصاري إلى أن مواجهةظاهرة الإرهاب المشؤومة تسلتزم من الجميع الدقة والنظر بعمق، مؤكداً إن للإرهاب جانب عسكري وميداني سيحاربه الجميع لا محال له كما جرى خلال الأعوام الماضية، مضيفاً أن الانتصارات الميدانية الواسعة في العراق وسوريا على يد الجيوش وحلفائها في مكافحة الإرهاب ومجموعاته تسجل لصالح المقاومة لكن لا تقي التهديدات متعددة الجوانب.

وبين مساعد وزير الخارجية أنه لمواجهة الإرهاب يجب وضع برامج شاملة فنحن لا نريد أن نخرجه من الباب ليعود ويدخل من النافذة، مضيفاً أن مكافحة الإرهاب يتم على أربعة مستويات  الأول المستوى الفكري الثقافي والثاني هو الاقتصادي الاجتماعي والثالث الامني والاستخباراتي والرابع العسكري والميداني.

وأوضح جابري أنصاري أن احد عوامل تفشي التطرف في المنطقة والعالم هو الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه بعض اللاعبين في المنطقة وهو الاستعانة عمداً بالارهاب والتطرف كأداة لتحقيق أهدافهم السياسية مما أدى إلى تمدد التطرف، كما حدث عقب سقوط النظام البعثي في العراق حيث حاول البعض استخدام الإرهاب لنشر الفوضى والتوتر في المنطقة وتكرر الأمر في الساحة السورية بهدف إسقاط الحكومة الشرعية.

وأعرب مساعد وزير الخارجية الايراني عن أسفه لاستخدام بعض القوى العربية والاقليمية الإرهاب كأداة لتصفية حساباتها الشخصية مع الحكومة المركزية في سوريا فدعموا المجموعات الإرهابية على الأراضي السورية، الأمر الذي أدانته الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ البداية معتبرةً هذه السياسية سياسة خاسرة لأنها ستنتهي بخسارة داعمين الإرهاب ونشر الفوضى والتوتر أكثر وأكثر في المنطقة.

وأكد جابري أنصاري أن وجود تحالف اقليمي أو دولي ضد الإرهاب يجب أن يحظى باهتمام من جميع الأطراف إلى جانب وقف استخدام الإرهاب كأداة لتحقيق مصالح سياسية والعمل على اجتثاث جذور التطرف، متمنياً أن تتمكن الامة الاسلامية من التخلص من هذه الغدة السرطانية وعلى رأسها الكيان الصهيوني المستفيد الوحيد من هذه الفوضى. /انتهى/