ترى صحيفة "تاغس تسايتونغ" الصادرة في برلين ترى ولي العهد السعودي بسياسته الخارجية يفجر "الخطر" في المنطقة، وأضافت، أن "هذا يعني أنه في حال لم تتفجر الأوضاع في المنطقة، فإن محمد بن سلمان يتطلع ليكون بطلا حربيا كبيرا ويميل في ذلك إلى الإفراط غير المتناهي في تقييم الذات والاعتداد بنفسه، فهو الذي فجر كوزير دفاع شاب الحرب في اليمن، وهذا التحرك المسلح ما زال مستمرا منذ أكثر من سنتين، وتسبب في أزمة إنسانية ولم يصب هدفه".
وتابعت، أن "الواقع يبين أن الحوثين المتحالفين مع إيران ما يزالون في السلطة في صنعاء المجاورة وأطلقوا حديثا بشكل استفزازي صاروخا باتجاه السعوديين، وهذا محرج لمحمد بن سلمانـ ولم يكن الوضع أفضل في عزلة البلد الخليجي الصغير قطر التي يتهمها بن سلمان بربط علاقة ودية مع طهران، وفجأة تم قطع العلاقات وإغلاق الحدود، وحتى الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي كانت مجبرة على فعل الشيء نفسه. وماذا كانت النتيجة؟ لا شيء. قطر لم ترضخـ ونفس التفكير ينطبق أيضا على التدخل الأخير في لبنان المضطرب".
واعتبرت أن "الرياض استدعت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لإجباره على الاستقالة وإطلاق اتهامات قوية في اتجاه حزب الله ، والآن ما الذي سيحصل؟ حزب الله يملك أسلحة ولا يمكن التغلب عليه عمليا في لبنان".
أما صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" فقد قامت بتحليل خلفيات الأزمة، وكتبت تقول، "يدور الأمر في الصميم حول الصراع على السلطة بين السعودية وعدوها اللدود إيران الذي يظهر أيضا في لبنان، وعلى هذا النحو استدعت المملكة خادمها الحريري بهدف لجم حزب الله، لكن سعد الحريري لم يحرز سوى نجاحا ضعيفا، بالنهاية تم تفسير ذلك بأنه استقال بملء إرادته أو أنه كان يتطلع لفترة إقامة طويلة في السعودية.
وقالت الصحيفة، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المعروف "كصقر غير صبور" يسعى إلى تصعيد الخلاف داخل لبنان، كما يردد بالإجماع دبلوماسيون غربيون، واللبنانيون يخشون أن بلدهم الذي كان طويلا فقط طاولة القمار للصراعات على السلطة في المنطقة أن يتحول مجددا إلى أرض معركة. والحريري ينفي أن تكون فترة إقامته في السعودية ليست عن طيب خاطر، ولم يتمكن من إلغاء هذا الشك أثناء ظهوره العلني./انتهى/