رأى مؤسس النظرية البنائية في العلاقات الدولية الأستاذ المتقاعد في جامعة فلوريدا " نيكولاس أونوف " أن وجود مشاكل عالمية تعكس واقع انهيار النظام الرأسمالي، وبالتالي فإن الليبرالية اخذت صلاحيتها بالانتهاء ولم يعد لها دور وظيفي يذكر.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أنه وفقا للعديد من المفكرين الليبراليين في الغرب، فإن المعاهدات والاتفاقات الدولية ضرورية للحفاظ على أمن العالم واستقراره وان الطريقة المتعددة الأبعاد في العلاقات بين كثير من الدول في العالم كفيلة في ارساء الأمن والاستقرار الدوليين.

وقد سعت الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بشكل مستمر لدعم الأنظمة الليبرالية القائمة على تعددية الأطراف من أجل الحفاظ على سلطتها وهيمنتها وفي نفس الوقت نشاهد في الفترة الاخيرة انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن معاهدات دولية بما في ذلك اتفاق باريس للمناخ ، معاهدة الشراكة عبر المحيط الهادئ ،  اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وبطبيعة الحال، سعيه الأخير للانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران.

وفي هذا السياق تطرق نيكولاس أونوف الى أسس الليبرالية والمعاهدات والاتفاقات الدولية بوصفها ضرورية للحفاظ على أمن واستقرار العالم واعتقاد البعض أن انسحاب دونالد ترامب من المعاهدات الدولية يشكل تهديدا للليبرالية قائلا "إنني أتفق تماما مع حقيقة أن ميول دونالد ترامب الجامحة في النظام المؤسسي تشكل تهديدا للليبرالية، حيث أن هذه المعاهدات تمثل وتعكس ما يشير إليه الكثيرون على أنها هيمنة الليبرالية" مضيفا ،  "ان ترامب لا يتقصد من وراء هذه الاجراءات الساذجة لكنه يجهل أبسط القضايا الأساسية المتعلقة بالأيديولوجية الليبرالية".

واوضح ان ترامب ليس خبيرا ومعقدا الى درجة يمكننا ان نصفه بالفاشي ، على الرغم من أن سلوكياته الشعبوية والديماغوجية تظهر هذا الأمر.

وحول تاثير انسحاب الرئيس الاميركي من المعاهدات الدولية على القوانين والمواثيق الدولية اعتبر انه من حيث نظرية القانون الدولي، فإن الإجابة على هذا السؤال أمر معقد وصعب مبينا ان ذلك يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان انسحابه ينتج عن حركات وسلوكيات رسمية وتلاعب بالالفاظ ، أم أنه سيؤثر على المستويات العالية للنظام الدولي كجسد من قوانين معينة. 

ولاحظ ان الحكومة الأمريكية، مع ظهور الاختلافات في قوانين المعاهدات والاحكام العرفية الاستنتاجية هي سباقة في اظهار هذا النموذج على وجه التحديد مركزا على انه من الممكن ، في حالة القوانين الاستنتاجية ، أن تقوم قوة عظمى التي تحظى بقدرات كبيرة (ضد قوانين المواثيق الدولية)، بتوجيهها حسب مصالحها الخاصة واستخدامها كاستثناءات لقواعدها العامة.

وأشار مؤسس النظرية البنائية في العلاقات الدولية الى ان النظام الليبرالي يعتمد على التعددية ويتناقض مع انسحاب ترامب من المعاهدات الدولية بما في ذلك اتفاق باريس للمناخ ، معاهدة الشراكة عبر المحيط الهادئ ،  اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) والاتفاق النووي لافتا الى ان قوة أميركا اخذة في الاضمحلال والتهابط وان ضعفها كان قد حدث منذ فترة طويلة مشيرا الى ان هذه الاتفاقيات الدولية المتعددة الاطراف لم تعد تستطيع ان تحقق مصالح الولايات المتحدة الأميركية لذا سيشهد انتهاك هذه المعاهدات وتيرة أسرع بالمقارنة الى السنوات الماضية. 

ونوه الأستاذ المتقاعد في جامعة فلوريدا الى ان نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية قد ساهم إلى حد كبير في هيمنة الولايات المتحدة على مراكز صنع القرار والامم المتحدة وإنشاء نظام وفقا للطلب الأمريكي مبينا انه كما يعتقد كل الليبراليين، فإن الهيمنة الليبرالية تستغل على نطاق واسع من قبل الولايات المتحدة مشددا على ان الميول الطويلة الأجل، مثل فقدان الإنتاجية، والتدمير التدريجي للبيئة، والاحترار العالمي للهواء وتراكم رأس المال، كلها تشير إلى أن النظم العالمية في منحدر حاد وتشهد انكماشا كارثيا وفي هذه الحالة، ستفقد المؤسسات العالمية وفكرتها الليبرالية الداعمة لها صلاحيتها./انتهى/

المترجم : أحمد عبيات