وكالة مهر للأنباء : لم يفكر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن تنقلب السعودية عليه بهذا الشكل المخزي والمذل، خاصة وأنه عمل دائماً إن لم يكن على تسويق السياسة السعودية، فعلى الأقل تأييد خط السياسة الخارجية والقيادة الإقليمية للسعودية في لبنان - كما وصف ذلك الخبير في المجلس الروسي للشؤون الخارجية "سارابايف" رئيس قسم النشر العلمي بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية.
لا يزال رئيس تيار المستقبل الذي عاد الى لبنان بضغوط التلاحم الوطني اللبناني بجميع أطيافه الذين وقفوا وقفة واحدة خلف رئيس وزرائهم المغلوب على رأيه مجبراً تحت حد السيف والنذالة السعودية الى تقديم إستقالته عبر فضائية العربية من الرياض وهو محاط بفريق أمني سعودي وقيد الإقامة الجبرية في مكان منفصل (مجمع ريتز كارلتون الفندقي)، كما هي حال الامراء والوزراء السعوديين الموقوفين؛ يعيش صدمة كبيرة لما لاقاه من إذلال وعنف وهو في الرياض.
رغم أن تيار المستقبل أبدى تذمره من طريقة تعامل المملكة مع الحريري وفقد أحد كبار أعضائه مصطفى علوش الذي قال "ليست لدينا أية معلومات عنه أبدا، نريده فقط أن يعود"، ما أغضب ولي العهد السعودي ليعلن قراره بإستبدال الشيخ سعد بشقيقه بهاء والذي واجه رفضاً عائلياً ولبنانياً صارماً وأجبر السماح إليه بالعودة الى الديار بوساطة شكلية فرنسية، حسبما كشفت عنه صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
ما إن عاد رئيس الوزراء اللبناني الى بيروت والتقى الرئيس عون واعلن التريث في تقديم الاستقالة وخطب في حشود تيار المستقبل الذين وفدوا من كل لبنان لتقديم "الحمد لله على السلامة" والتي كشف عنها خلال كلمته أمامهم مراراً، حتى ردت حليمة الى عادتها القديمة وبدأ الذين في قلوبهم مرض من داخل تيار المستقبل يعزفون سمفونيتهم السابقة بضرورة نزع سلاح حزب الله متجاهلين أنه لولا قوة هؤلاء الرجال المؤمنين وعزمهم الراسخ لما كان الحريري اليوم في السراي، إيذاناً منهم بالولاء لآل سعود بدلاً من بلد الأرز متجاهلين كيف إنهالت دموع التحقير والمذلة على خدي رئيسهم أمام عدسات الكاميرا وهو أكثرهم طاعة لمملكة الشر.
* كاتب وباحث في الشؤون الدولية