رأى المفكر المغربي ادريس هاني أن المفكر عبد الله العروي لم يستحضر صورة جديدة للحضارة ولم ينتقدها بل عمله كان تقليداً بسيطاً للغرب.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن الندوات الفكرية للمفكرين المسلمين المعاصرين تستمر في المركز الاسلامية للدراسات الاستراتيجية التابع للعتبة العباسية عبر ندوة جديدة تحت عنوان "نقد وتحليل مشروع عبد الله العروي" أقيمت أمس في منزل المرحوم آية الله شيخ عبد الكريم حائري يزدي (ره) بحضور المفكر الباحث المعاصر المغربي الدكتور ادريس هاني.

نشر ادريس هاني أكثر من عشرين كتاب في مجال الفلسفة وعلم الاجتماع وكان آخر آثاره كتاب "سراق الله: الاسلام السياسي في المغرب تأملات في النشأة والخطاب والاداء" عام 2017.

أشار المفكر المغربي إلى مكانة عبدالله العروي بين المفكرين المعاصرين العرب معتبراً كتاب "الايدولوجية العربية المعاصرة" أهم آثاره الأخيرة، مردفاً أن العروي نشر كتابه عام 1967 باللغة الفرنسية مع مقدمة المستشرق "ماكسيم رودنسون"، وأعاد كتابته باللغة العربية عام 1995.

واعتبر ادريس هاني أن أفكار العروي هي نتيجة تجربته التي عاشها في المغرب ضمن ظروف اجتماعية وسياسية حكمت المغرب آنذاك، منوهاً إلى أن الاستعمار الغربي للدول العربي وهزيمة 67 وخسارة فلسطين أثرت على فكر العروي وأسست لسؤاله المهم حول رجعية الدول العربية.

ونوه المفكر المغربي إلى أن المغرب العربي لم يخضع للسيطرة العثمانية وبالتالي حافظ على هويته القومية الاسلامية الثقافية أكثر من بقية الدول العربية إلا ان الاحتلال الغربي ترك أثره على المغرب.

وأضاف ادريس هاني ان العروي لم ينتم إلى تيار سياسي محدد ولم يتقلد منصباً سياسياً ولكن استقلال المغرب كان مفتاحاً لفكر عبدالله العروي ثم تأتي مسئلة كيفية تشكيل الدولة ووضع قانونها والارتقاء بها.

وأردف هاني ادريس ان التيارات السياسية النشطة في المغرب هي الليبرالية والسلفية الوطنية والصوفية، مشيراً إلى أن العروي يمثل التيار الليبرالي الذي يقابل التيار السلفي الوطني الممثل بمحمد عابد الجابري .

ويلخص ادريس هاني انتقاداته لفكر العروي في عدد من النقاط:

1- أن فكر العروي غير متناسق من الداخل فهو على الرغم من تمسكه بالموروث التاريخي العربي والاسلامي إلا أنه يطرح مسئلة الحضارة خارج الدائرة بشكل مبالغ.

2- مشروع العروي لا يمكن تنفيذه ولا يمكن الابتعاد عن الاسس الاسلامية والموروث الاجتماعي.

3- الانفتاح الاوروبي بالنسبة للعروي هو أفضل ما يقدم العقل البشري وبرأيه الديمقراطية في اوروبا نهاية التاريخ البشري، في حين أن المعايير اليوم اختلفت والقديمة أصبحت قابلة للانتقاد.

4- على عكس ميوله الماركسية له رؤية اقتصادية ليبرالية.

5- الهروب من العالم الاسلامي والاتجاه نحو الحضارة الغربية

6- لم يستحضر العروي صورة جديدة للحضارة ولم ينتقدها بل عمله كان تقليداً بسيطاً للغرب. /انتهى/