تاريخ النشر: ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧ - ١٤:٥٧

كل فترة نسمع عن وقوع المملكة العربية السعودية في ورطة جديدة. كل ورطة أخطر من السابقة وتدفع مملكة آل سعود نحو الهاوية.

وكالة مهر للأنباء ـــ قاسم العجرش : وعلی هذا الصعيد كتب الباحث والخبير في الشؤون العراقية قاسم العجرش في مقال له جاء فيها: وفقا للمعطيات التاريخية، ولقرائن التاريخ، والأمثلة المجتمعية، فإن من يقف قرقب النار لابد أن يكتوي بلهيبها، فكيف بك بمن يصنع النار ويوقدها؟ 

السعودية الآن في ورطة تأريخية، وهم قبل غيرهم يعرفون مقدار التنافر الأجتماعي في بلدهم جراء إستحكام الوهابيين بمقدرات الشعب هناك، وكلما يمر يوم يوغل الوهابيين بالتدخل بحياة المواطنين، حتى في التفاصيل الصغيرة، فهم يتدخلون بالملبس والتصرف والحركة، والسكن، المشتريات وتربية الاولاد، ويمنعون على المرأة مثلا قيادة السيارة، بل وصل تدخلهم الغبي حتى في مآكل الناس، برغم أن جميع المآكل هي من الحلال.. إن مستوى التنافر الأجتماعي في المملكة الوهابية وصل حدا خطيرا، وسنشهد تطورات اخطر من المتوقع، وإن غد لناظره لقريب.

وأما محمد بن سلمان.. جاء في الوقت الضائع، فالمملكة التي ورثها عن جده وأعمامه، وأن بدت ملفحة بالدشاديش البيضاء واليشاميغ الحمر، وأناقة العقال والصقور، وأن بدى على السطح الظاهر العمران واستخدام التكنولوجيا، إلا ان المملكة تشهد إنهيارا بنيويا خطيرا، وتراجعا كبيرا في الموارد المالية، وإذا أسترجعنا الى الذاكرة أن الدولة السعودية قامت على تحالف بين المال الذي استحوذت عليه قبيلة آل سعود والعقيدة السلفية، سندرك أن ألإصطدام قادم لا محالة، ويقينا أن هذه الدولة التي تعوم على بحار من البترول ستشهد صراعات كحبرى بين أطراف عدة، ومنها السلفيين والنظام القائم، لكن اذا نجح بن سلمان بالإبتعاد عن العقيدة السلفية وتخلى عنها وتراجع تأثيرها بالقرار السعودي سنشهد فترة راحة نسبية، لكنها ستصدم برغبة الوهابيين السلفيين بالهيمنة مجددا، لأنهم ومثلما معروف عنهم تأريخيا لا يمكن أن يستسلموا بسهولة.. كل شيء سيتغير في نهاية المطاف، ربما لن يكون ذلك في افق منظور لكنه سيحصل في مراحل أخری، إذ لا يمكن لبلد غني كالمملكة السعودية أن تبقى تعيش بظل نظام قروسطي فيما العالم ينظم سفرات ترويحية الى المريخ!

* خبير في الشؤون العراقية