بين إعدام الشيخ نمر باقر النمر واعدام السيد محمد باقر الصدر حوالي ربع قرن من الزمن. لكن القاتل واحد (الطاغوت) والضحية ذاتها (مفكر اسلامي وعالم دين بريء) ودم الشهداء لا يمكن أن يضيع وذكر الشهداء لا يمكن أن ينسى.

فالمرجع الديني السيد الصدر هو مفكر لامع وفيلسوف بارز وهو مؤسس حزب الدعوة الإسلامية الذي كان يسعى لتغيير المجتمع إلى مجتمع إسلامي وتعبيد الناس لله ونفي عبادة غيرالله وطاعة ماسواه من الطواغيت. فهل هذه جريمة يعاقب عليها القانون؟

عندما أصدر صدام حكمه بإعدام الدعاة والسيد الصدر في 31 مارس/آذار 1980 كانت التهمة جاهزة ومختلقة وزائفة (العمالة لدولة اجنبية!). وهكذا عندما حكمت المحكمة الجزائية السعودية الظالمة على الشيخ النمر بقطع الرأس كانت التهمة أو الجريمة المزعومة هي (القصاص!).
   
ترى متى وأين قام آية الله النمر بقطع رأس شخص لكي يُنَفَّذ القصاص بحقه في الثاني من كانون الثاني -يناير 2015؟!
  
ولم يمض الا عقدان وثلاث سنوات على استشهاد المرجع المؤسس في 9 نيسان 1980 حتى وقع الزعيم الشجاع نوري المالكي على تنفيذ حكم إعدام صدام مجرم العصر وقاتل الصدر في 9 نيسان 2004 قصاصا لتسببه في استشهاد 3 ملايين إنسان من العراقيين وجيرانهم.
 
استشهاد النمر (الذي نعيش ذكراه وشيكا بعد بدء العام الجديد بيومين) يعتبر المسمار الأخير في نعش حكومة الطغمة الظالمة آل سعود ولكن بعد حين {لكل أجل كتاب} مثلما كان دم الشهيد الصدر هو المرجل الذي ما فتئ يغلي في دماء وعروق الشعب العراقي طيلة ربع قرن  والنار التي أطاحت بحكم الطاغوت الظالم في نفس يوم ذكرى استشهاد الصدر وهكذا سيكون استشهاد النمر.
  
بَيَدَ أن الانكى من حكم القاضي الجائر بقطع راس الشيخ النمر هو ماقاله ذيول الطاغوت وعلماء السوء المُسمَّون زورا (هيئة كبار العلماء!) ومفتي المملكة الضال تعليقا على الحكم الجائر  ضد الشيخ النمر من (أن القضاة مستقلون! و يمتثلون للشريعة! ولا تدخل لأحد في القضاء! وأن الأحكام إنفاذ للشريعة!!پ وتحقيق لمقصد حفظ نظام الأمن!)
   
وفي نفس السياق؛ زعم مفتي عام آل سعود ورئيس مايسمى بهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء المدعو عبد العزيز آل الشيخ: أن تنفيذ الأحكام الشرعية في المدانين بالإرهاب، استند على كتاب الله وسنة رسوله! زاعما أنها تأتي للحرص على الأمة واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها!)إذن فالتهمة بنظره هي الخروج على طاعة ولي امره السلطان الجائر.

ولاشك أن دم الشهيد النمر كدم الشهيد الصدر سيكون وبالا على آل سعود وشيكا فعندما وقع مختار العصر على تنفيذ حكم إعدام قاتل الصدر رددت مع نفسي: وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) (الفجر)

د. رعد هادي جبارة: خبير في الشؤون العربية