رأى الصحفي والكاتب الفلسطيني محمد بكر أن الصقورية الوحيدة الحاضرة في المشهد السعودي والتي بدأت بقص كل أجنحة من يمكن أن يشكلوا خطراً استراتيجياً هي صقورية ولي العهد الذي يُحكم فرض سطوته وإيقاع ترتيب البيت الداخلي السعودي.

وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي : شغلت الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم بها السعودية حالياً الرأي العام العربي فالأمر كما يبدو غير واضح مقنع لأحد ويحتاج إلى أسباب خفية تبرر التناقضات العلنية التي تشهدها الساحة السياسية في الرياض، في هذا الموضوع أوضح الصحفي والكاتب الفلسطيني محمد بكر في حديث لمراسلة وكالة مهر للانباء أن الاستراتيجية السعودية المعلنة حول جملة من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تسعى المملكة لتحقيقيها علي المستوى الداخلي تجاوزت البعد الشعبي المطلبي الذي ينطلق من تلبية حاجات اقتصادية واجتماعية بعينها بدليل ان الوقت الذي أُعلنت فيه تلك الرؤى لم يكن بالتزامن مع الحراك الشعبي الذي حدث مؤخراً في عدد من الدول العربية والذي تم تقديمه إعلامياً في قالب "الربيع العربي".

وأشار الدكتور بكر إلى أن التوقيت المتأخر الذي تم الاعلان فيه عن هذه الاستراتيجية يدلل على مشهدية أعمق للسلوك السياسي السعودي الذي لا يصيغ فيه فقط محمد بن سلمان الملك القادم والمهيئ أميركياً وإسرائيلياً كل عوامل تثبيته على العرش وقيادة الدولة السعودية الرابعة وحسب، إنما في تحقيق أجندات وأهداف سياسية حيث تعتقد السعودية أنها بالإيغال في تبعيتها للأميركي وإغداق الأموال في شريان الاقتصاد الأميركي تستطيع أن تستعيد صورة الزعامة الاقليمية وتسد وترمم كل الانتكاسات السياسية والعسكرية التي منيت بها في جبهات عدة سواء في سورية أو اليمن أو العراق وحتى ملف الخلاف مع قطر.

وأردف الباحث الفلسطيني قائلاً: عندما تتكاثر التصريحات الإسرائيلية ومن موقع إيلاف السعودي سواء لجهة التعاون الاستخباراتي بين الجانبين بحسب ماذكره مؤخراً آيزنكوت رئيس هيئة الأركان أو توصيف زعيم المعارضة الإسرائيلية هرتسوغ لمحمد بن سلمان بأنه كبير الثوريين في الشرق الأوسط فهذا يدلل على طبيعة الصيغ السياسية التي تحاك من بوابة وأرضية المال وتالياً الدفع بالملك الشاب لمواجهة مع الجمهورية الإسلامية على قادة تثقيل الهدف الاستراتيجي الأميركي في تفتيت المنطقة وإذكاء النيران الداخلية وجميعنا تابع حديث محمد بن سلمان عن نقل المعركة للداخل الإيراني وتهيئة الأرضية لزعزعة الداخل الإيراني كممهد لتلك المواجهة.

رأى الصحفي بكر أن أن استراتيجية محمد بن سلمان في فرض السطوة داخلياً وتقليم كل الفروع التي قد يتأتي منها أي خطر أو انقلاب داخلي قد يكون إحدى مسببات تخلخل الداخل السعودي لكن ما ثبث حتى الآن أن الصقورية الوحيدة الحاضرة في المشهد السعودي والتي بدأت بقص كل أجنحة من يمكن أن يشكلوا خطراً استراتيجياً هي صقورية ولي العهد الذي يُحكم فرض سطوته وإيقاع ترتيب البيت الداخلي السعودي. /انتهى/.